منتظر محمد
هناك أجراس لا بد من أن تُدق لتنذر الغافل، ويستفيق النائم، منها:
- كما هو معلوم أن الحجاب الشرعي هو ستر كامل البدن، والحكمة من وراء ذلك هو إخفاء مفاتن المرأة عن الأجنبي.. وهذا يعني أن يكون الحجاب إشارة وعلامة على كون المرتدية له أنها مؤمنة مطيعة لأوامر الله تعالى، فإذا كان كذلك فليس من الصحيح أن تتخذ بعض النساء الحجاب والستر زينة وبألوان وأشكال جاذبة للنظر، وبعضها يكون حاكياً عن جسم المرأة، فهنا انتفت فائدة الحجاب، بل قد يكون مدعاة إلى المفاسد، وفي هذا تُناقض المرأة نفسها، فهي حينما ارتدت الحجاب كان الداعي له الطاعة والتستر عن الرجل الأجنبي، وفعلها هذا (لبس الحجاب غير الشرعي) يكون منافياً للغرض من لبس الحجاب.
- وحتى المتحجبة بالحجاب الشرعي يجب عليها أن تراعي حشمتها وحياءها في تصرفاتها وسلوكياتها في الأماكن العامة، بل وحتى الخاصة إذا ما كان هناك رجل أجنبي عنها.
- وهناك أمر آخر في غاية الأهمية، ألا وهو أن بعضهن ممن يرتدين الحجاب تضع على وجهها مساحيق التجميل، وهو أمر قد حرمه الشرع أمام الأجنبي عنها، فالمفروض أن المحجبة تتصف بالتقوى والورع عما حرمه الله تعالى، فلا تكون مطيعة في جهة وعاصية في جهة أخرى والعياذ بالله.
- وقد ترى بعض النساء المحجبات -وخاصة الفتيات- أن عليها أن تواكب زميلاتها أو قرائنها المحيطات بها، من وضع المساحيق، وكذلك الاختلاط غير الضروري وما يصاحبه من مزاح وأصوات عالية مما يخدش الحياء والعفة.. وقد تُرمى بالرجعية والتخلّف إذا ما تماشت مع هذا الوضع! وهذا مناف لمن اتخذت من حجابها شعاراً ورمزاً للعفاف والتقوى.
فيا أيتها المؤمنة المحتشمة: لا تنجري إلى مثل هذه الأمور، فأنت بشخصيتك الإيمانية وثقتك بنفسك تستطيعين أن تفرضي احترامك وتقديرك بين المحيطين بك، وهذا هو التقدير الحقيقي، أما التقدير المبني على عدم الالتزام الديني فهو وهم وسلوك يبغضه الله تعالى..
كوني قدوة بحجابك وتقواك ونموذجاً في سلوكك الصالح فتعطين انطباعاً حسناً، لتكوني من الدعاة الصامتين الذين أشار إليهم الإمام الصادق (عليه السلام).
فالله الله بحجابك أيتها المؤمنة، وليكن حجاباً حاجباً عن كل ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.