إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حياة طيبة برؤية النعم الألهية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حياة طيبة برؤية النعم الألهية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    فلنحي حياة طيبة من خلال ازالة الحجب التي تحول دون رؤيتنا للنعم الالهية ، وفي هذا المجال يروي لنا التاريخ ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان عند عائشة ليلتها ، فقالت : يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
    فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا .
    كذلك يروى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في سفر يسير على ناقة له ، اذا ـ به ـ نزل فسجد خمس سجدات . فلما ان ركب قالوا : يا رسول الله انا رايناك صنعت شيئا لم تصنعه ؟
    فقال : نعم استقبلني جبرئيل ( عليه السلام ) فبشرني ببشارات من الله عز وجل ، فسجدت شكرا ، لكل بشرى سجدة . وبينما تجد هناك من يجلس على مائدة فيها ما لذ وطاب من الطعام ، لكنك تراه يجلس متوتر الأعصاب قلقا يفكر في مصالحه الدنيوية ، فتجده يركض وراء هذا السراب واذا به يسقط فجأة لتنتهي في تلك اللحظة وتنهار كل آماله وأحلامه ، فيغادر الدنيا ولما يعرف الطعم الحقيقي للحياة ، لانه كان يعيش قلق الدنيا ويلهث وراء سرابها .
    اذا اردنا ان نعرف معنى الحياة ونعيش معها ينبغي علينا حين تداهمنا الهموم والغموم ان نعتبر بالدنيا ونعرف قيمتها من خلال بعض الممارسات من مثل زيارة القبور ، والمستشفيات ، فلننظر الى المرضى وخاصة اولئك الذين قضوا سنين في الأسرة لا تغادرهم العلل ، فلننظر اليهم ، ولنتعرف على أحاسيسهم ، سنجدهم كيف يتمنون ان يعيشوا ولو ليوم واحد سالمين معافين كالاخرين ، وحينئذ سنحمد الله ونشكره على نعمة العافية والسلامة ، ولنعرف قيمـة حياتنا ، فلا نكن عبيدا لهذه الدنيا ، وغرضا لها ، وآلة مسخرة لخدمتها .
    نحن نرى الكثير من الناس يعيشون هوامش هذه الحياة ، ولا يتفاعلون مع جوهرها ، فتراهم يبحثون بحثا مستمرا عن شيء مجهول ، في حين ان هناك قضايا اساسية عليهم ان يعيشوها ، ويعملوا من اجلها ، ومن ضمن هذه القضايا المهمة ولاية أهل البيت (عليهم السلام) التي تشير اليها الاية الكريمة : ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ .
    علينا ان ندرس ونتفهم حياة ائمتنا (ع) بأجمعهم ، وان نتصفح تاريخهم الوضاء وسلوكهم ونهجهم في الحياة ، ونتشبع بنورهم البهي ، ونغذي ارواحنا بعذب وصاياهم .
    فعلينا ان نشكر الله ونحمده على كل نعمة ظاهرها وباطنها ، فهناك من النعم مالا نحس به الا بعد انقطاعها ، فهذا الهواء الذي نتنفسه هو من النعم الالهية العظيمة التي قد لانحس بها لدوامها ، وهكذا الحال بالنسبة الى النعم الاخرى التي لا تعد ولا تحصى بشهادة قوله ـ تعالى ـ : ﴿ ... وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تحصوها... ﴾
    فليتمتع كل منا بملذات ونعم هذه الحياة ، ولكن عليه ان لا يهمل مسؤولياته و واجباته تجاه ربه ، ولنصبر ونتحمل عندما يمسنا الضيق برحابة صدر ، فلا نجعل الكآبة والحزن طابعا لنفوسنا تظهر ملامحه على وجوهنا فهو نوع من الكفران بباقي أنعم الله عز وجل الذي أنعم بها على الإنسان.
    نحن لا نريد ان تكون الحياة مظلمة في عيون الناس ، انما نريدها حياة حقيقية طيبة يحيونها في ظل السعادة والخير ،
    اننا نريد ان نعيش الروح الايجابية المتفتحة ، نريد ان نعيش الانطلاقة لحياة مليئة بالحيوية والنشاط لذلك فان الانسان الذي ينظر الى الحياة نظرة التشاؤم والسخط وعدم الارتياح ، ولا يشغل باله بغير السلبيات ، مثل هذا الانسان لا يمكنه ان يتحرك ويتقدم في طريق الصلاح والاصلاح ، ولا يمكنه ان يقدم العون الى اخوته .
    فلنعش حقيقة الاخاء الاسلامي التي هتف بها القران والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اذ يقول ـ تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... ﴾
    والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : " المسلم اخو المسلم " و " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ، كما ويؤكد (ص) في حديث آخر ان " من اصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم " .فلنتحمل مسؤوليتنا بأنفسنا قبل ان يضيع عمرنا ، ولنربي انفسنا على الصبغة الإيجابية المتفائلة بالخير من الله تعالى ، ولا نجعلها حبيسة الافق والتفكير السلبي وندعو الأخرين لذلك.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X