إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقالات نشرة الخميس 912 (الغنيمة)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقالات نشرة الخميس 912 (الغنيمة)

    علي الأسدي

    لقد اعتنى الإسلام أيما عناية بمرحلة الشباب باعتبارها المرحلة العمرية الزاخرة بالطاقات العقلية والجسمانية الهائلة، ولما لها من قابلية لإحداث التغيير والتأثير في المجتمع نحو الصلاح.
    وقد أكد قادتنا وأئمتنا الميامين(عليهم السلام )على إرشاد هذه الشريحة والاهتمام بها وتوجيهها الوجهة الصحيحة، وتنمية قدراتها ومداركها الفكرية وتطوير مواهبها، ومن جهة أخرى على الشباب أن يبذلوا قصارى جهدهم وأن يستثمروا هذه المرحلة في بناء مجتمعاتهم وأوطانهم، فهم الأساس الذي يُعتمد عليه، فيوشك أن يكونوا هم قادة الأمة وروّادها.
    لذا على الشباب اغتنام هذه الفترة الخطيرة واستثمارها خير استثمار، وكما عبّر عنها الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله )بقوله: «يا أبا ذر اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»[1]..
    وفي هذا الحديث الشريف قد أشار النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله ) إلى نقاط جوهرية هنّ الوقود الأساس في حياة الإنسان وكنزها الأنفس، ففي هذه المرحلة العمرية يكون الشاب في أوج عطائه وذروة حيويته، لما يتمتع به من قوة -فكرية وجسمانية- تؤهله لاستثمارها في خدمة قضايا الأمة، وتحديد مستقبله في الدنيا، وذخيرته في الآخرة، فعلى الشباب الاستفادة القصوى من هذه المرحلة؛ لأنها إن ذهبت لن تعود أبداً، إلا في أمنيات الشعراء والأدباء، ولكن هيهات! لأن الضعف والكبر سيهجمان ويحولان دون تحقيق الأهداف.
    بعدها عطف(صلى الله عليه وآله ) حديثه المبارك إلى اغتنام الصحة، والتي تكون موازية لمرحلة الشباب، حيث يشير(صلى الله عليه وآله ) إلى أن الشاب عندما يكون بكامل صحته وعافيته بإمكانه تكسير الجبال وتفجير الأنهار.. بخلاف ما لو كان عليلاً وسقيماً.
    أما الفقر فقد يكون عائقاً لكثير من الناس من مواصلة الكثير من الأعمال الدنيوية والأخروية، والغنى لايُقصد منه امتلاك الذهب والجواهر، بل إن كل إنسان يعيش على كدّه فهو غني عن العباد، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان في عنفوان شبابه وتمام صحته، فيُنفق في وجوه الخير، بخلاف ما إذا كبر وعجز وأصبح يُعال بعد أن كان معيلاً، هذا فضلاً عن فقره في الآخرة من أعماله الصالحة وعطاياه الخيّرة.
    أما الوقت فهو هبة الله تعالى للإنسان ورصيده، فلابد من استثماره في أعمال البرّ والخير، و(الوقت) يكون لصيقاً لمرحلة الشباب والصحة والغنى، فبها جميعاً يتحقق المراد، قبل أن يشغله العجز والفقر والمرض.
    ويُختتم الحديث الشريف باغتنام الحياة، فما دام الإنسان يتنفس فلا يتوانى أبداً عن عمل الخير، قبل أن يتسلّل إليه الموت!
    وسيُسأل الإنسان يوم القيامة عن هذه الغنائم، فليستعد للإجابة..

    [1] -البحار ج74ص49

    التعديل الأخير تم بواسطة Alnashir; الساعة 12-01-2023, 10:34 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X