تطوع اكثر من مليوني مقاتل فدائي استجاب لنداء الدفاع المقدس، وبعد 24 ساعة فقط، لابد ان يرعب الارهابيين الذي ظنوا بعد احتلال الموصل انهم سيكملون الزحف الى بغداد والى المدن المقدسة وتهديم المراقد الشريفة وإهدار دم العراقيين الرافضين للهيمنة الامريكية.
ويعتقد الدواعش انهم كانوا قادرين على ذلك؛ لأنهم امتلكوا الفرص السانحة والمجهزة من قبل فئات سياسية وحزبية معروفة باعت كرامتها وهويتها ودينها، وقد تم تجهيزهم بإمكانيات جبارة في التسليح، لولا تدفق الحشد الذي استجاب لنداء المرجعية بهذا الشكل المباغت واللا متوقع.
أن تحشد فتوى الدفاع المقدس هذه الملايين من داخل العراق، فماذا سيكون لو رفعت الحدود عالميا امام تطويع الحشد مثلما عملت الدول الداعشية؟ ارعب صدى النداء الكثير من الانظمة والكيانات وأولها الكيان الصهيوني الذي جن جنونه، فملأ الصحف تصريحات وتهديدات وتحذيرات حركت الموقف اميركيا وعربيا وخاصة بعض حكومات الجوار لتجزئة المنطقة من اجل افشال محتوى الفتوى الوطني الموحد للمواقف، ومن دعوة المرجعية وهي ترى حجم هذا الحشد وتتطلع لأخبار الاستجابة الجماهيرية بقلق.
يعد هذا النداء هو الثاني لمرجع ديني شيعي منذ قرن من الزمان عندما اعلن مرجع الطائفة السيد الشيرازي في العام 1920م القيام للجهاد ضد المحتل الانكليزي، ولم يفتِ أي عالم شيعي بعد ذلك بفتوى او نداء بمثل هذا النوع.. فقد وصل حال العراق بأنه لا يستطيع الاعتماد على جيشه، ولا تستطيع الاسلحة ولا الاعلام من شحذ الهمم لإعادة وضع المقاتل الى طبيعته، ولهذا كانت الفتوى، وينظر اليها في كل احوالها على انها تجربة عالمية.
ويرى الاساتذة الكبار أنه يجب ان تدرس تجربة الحشد المقدس وتعاد للطرح على ارض الواقع عالميا، وبعض قادة امريكا الانسانيين أكدوا في اكثر من محور ولقاء ان صمود هذا الحشد الذي هو استجابة لنداء المرجعية امام هذه التخبطات يؤكد ان هذه القوات الشعبية ليست طائفية.. فأصبح العالم كله يعي ان هذا الحشد هو الحل الوحيد لمحاربة داعش، واعلن التحالف الدولي العربي دعمه لمشاركة متطوعي نداء الدفاع المقدس لاستعادة المناطق المحتلة.
بعض السياسين المعروفين في العالم يقرون بأنهم لا يملكون قامة ابداعية تسمح لهم بإعطاء رأي عن نداء الدفاع المقدس فهو كان شجاعا وصريحا، العالم ينظر باعجاب الى الملاحم التي يسطرها الحشد الشعبي واغلب دول العالم المثقفة بدأت تتعامل مع الحشد الشعبي بكونه الذراع الاقوى للعراق في الارهاب وتعده اطروحة عراقية اساسية لم تصمد امامها كل التشكيكات، وتصفه بأنه رابع قوة ضاربة في العالم، بينما الدول العربية المتآمرة على هويتها صارت تخشى الحشد الشعبي وقوته وتتساءل عن مرحلة ما بعد داعش، ولهذا تجد ضحالة بعض الحكومات التي اعتبرت مؤسسات الجهاد الدفاعي المقدس المقاتلة ضد داعش ضمن قوائم الارهاب، وجميع هذه الحكومات المعنية هي جزء من اللعبة الامريكية فهناك حالة خوف وقلق من فصائل المشهد الشعبي التي اقلقت امريكا وحلفاءها وأفرحت كل الانظمة التي تحب الحرية والحياة الكريمة.
أعجبني
تعليق