علي الأسدي
قد يكون الانفصال بين الزوجين هو نهاية للمشاكل بين الطرفين، وبداية لحياة جديدة، ولكن أيها الزوج وأنت أيتها الزوجة اعطوا أنفسكم وقتاً كافياً للتفكير قبل اتخاذ القرار الخطير، لأن بناءً قد دام لفترة طويلة ليس من السهل أن تهدموه في لحظة غضب أو موقف غير مرض لأحدكما. توقف لحظة من فضلك....؟
أظهرت الدراسات الكثيرة المهتمة بالأسرة والمجتمع أن أكثر الطلاقات تعود إلى أسباب واهية وأقل ما يقال عنها بأنها تافهة، ولكن الغضب وانهيار الأعصاب بسبب ضغوطات معيّنة قد يكبّر ذلك السبب ليكون بركاناً ينفجر فيصهر تلك العلاقة الجميلة التي حباها الله تعالى بالود والرحمة.اعط نفسك برهة من الوقت لمراجعة حساباتك وتذكّر تلك الأيام التي حلمت بها بالارتباط بنصفك الثاني وبنيت الآمال وشيّدت قصور السعادة، فلا تهدمها بلحظة بائسة، وتذكّر جيداً أن ليس هناك إنسان كامل إلا للأوحدين من الناس، ومثلما تجد أن هناك تقصيراً من الطرف المقابل في جهة معيّنة فقد يكون هناك تقصير منك أيضاً في جهة أخرى من حيث لا تشعر....
فلتبحر سفينة حياتكما نحو برّ السعادة والأمان، وتجاهلا بعض الأشياء لبعضكم البعض، فالأشياء التي تجمعكما كثيرة جداً وقليلة تلك التي تفرّقكما، وبالتفاهم والمكاشفة ومصارحة بعضكما البعض يمكن التوصل إلى أفضل الحلول ووأد المشاكل والخلافات قبل حدوثها، وليكن التسامح والمغفرة شعاراً لكما فالإنسان بطبعه خطّاء.
فإذا استطعتما تجاوز المشكلة بحكمة وروية، أؤكد لكما بأن علاقتكما ستقوى أكثر من ذي قبل، والطرف المسامح سيكون محبوباً أكثر عند الآخر.وقد يتجاوز بعض الأزواج المشكلة ولكنها تبقى تحفر في قلبه، وعند حدوث مشكلة بعد أخرى، من غير الجلوس إلى طاولة الحوار والمصارحة وإيجاد الحلول، ستتراكم حتى تصبح جبلاً سرعان ما ينهار ويتهاوى فيؤدي إلى عواقب لا تُحمد.. وخاصة إذا صُدّرت المشكلة خارج إطار العش الزوجي وليس هناك من حكيم أو ناصح أمين، فتتحوّل المشكلة إلى حلبة صراعٍ الفائزُ فيها خاسر، والضحية الأكبر هم الأولاد بالتأكيد.
فلا تدعوا للشيطان سبيلاً لخراب ما سعيتم إليه من بيت يملؤه الطموح والأمل وهدفه السعادة، فإن خرابكم سعادته، وقد حقق هدفه دون هدفكم.