/ ونشر في العدد 101)
محمد علي الخفاجي
علامة فارقة في سماء الإبداع العربي
من الصعب الإحاطة بحيثيات تجربة ابداعية مميزة وفعّالة في الوسط الثقافي العراقي والعربي عموما، فالشاعر والمسرحي محمد علي الخفاجي يعد وجها مميزا، وعلامة فارقة في تاريخ الشعر والمسرح العربي الحديث، وكانت لـ (صدى الروضتين) هذه الوقفة معه على هامش اللقاءات في افتتاح مقر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين في كربلاء، فحدثنا على عجالة عن مواضيع مهمة ومتنوعة أملا من (صدى الروضتين) في التواصل معه وتحقيق لقاء متسلسل يليق به، وبتاريخه المليء بالإنجازات.
كيف يقرأ الشاعر والمسرحي المبدع محمد علي الخفاجي هذه الخطوات البناءة التي سعت جادة لإفتتاح مقرا لإتحاد الأدباء في كربلاء:
ربما يرجع تحقيق هذا المنجز إلى حلم دام عشرات السنين، منذ ستينيات القرن الماضي كنا نقيم الأماسي الأدبية في نادي الاهالي الرياضي في الهيابي ثم وبعد قطيعة لهذه الاماسي التي كان يحضرها المرحوم (سلطان أمين) متصرف لواء كربلاء في ذلك الوقت، ولم يكن يحضرها تشريفا بل مساهمة واشتراكا، إلى البرنامج الذي أعددناه سنة 1976 في المنتدى الثقافي والذي دام ثلاثة أشهر هذا حلم كان يصبو الادباء والمثقفون الى تحقيقه، ثم كانت الخطوة الاخيرة التي تحقق فيها هذا المنجز، حيث ذهبنا الى ادارة المحافظة انا والاستاذ رئيس الاتحاد القاص عباس خلف، والاستاذ أحمد حسون، والاستاذ الشاعر عقيل أبو غريب، فتقدمنا بمطاليبنا الى محافظة كربلاء وكان من هذه المطاليب بل من أهمها ان يكون للأدباء اتحاد يجمعهم ومقر دائم لهم، وقد وقع الاختيار على المكتبة العامة لقربه من مركز المدينة، إضافة الى تجهيز المكان بأدواته ولوازمه، هذا بالإضافة الى دعم المجلة الصادرة عن الاتحاد (أبواب) وقد تحقق هذا الحلم وصدرت هذه المجلة، بقي المهرجان الذي بقيت كرته في ملعب المحافظة ولم نتفق لحد الان على صيغة معينة.
س/ مهرجان محمد علي الخفاجي، هكذا كانت تسمية المهرجان من قبل اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين في بغداد المركز، اي ان التسمية المالية له وباقي الدعم من بغداد، لماذا تبدل الموقف اليوم لتكون المحافظة هي المسؤولة عن هذا المهرجان.
ج/ نعم انا فكرت ان يكون الاحتفال في كربلاء ولكنني لا أعرف لماذا تعثّر هذا الاحتفال، هل هو بسبب الظرف السياسي القائم ام العجز الحاصل في الميزانية سواء ميزانية الاتحاد او المحافظة في كربلاء؟ وهذه الامكانيات المالية لا تزيد على خمسة عشر مليون دينار، وقد وعدنا من جانب المحافظة خيرا، ثم لا أدري لماذا عاد التلكؤ مرة اخرى، نرجو ان يكون التوفيق لنا في ان نحظى بلقاء أدباء ومثقفي العراق في مهرجان يضم مساحة الجسد العراقي والمزيج الثقافي في هذه المحافظة المعطاء، سواء كان المهرجان بإسمي أو باسم غيري.
س/هل هناك توجس أو تخوّف من مداخلة ومزاوجة الشخصية السياسية مع الأدبية، وهل تخافون من دخول السياسيين إلى حلبة الابداع والثقافة والادب؟
ج/ دائما ما ندعو إلى سحب السياسيين والمتشددين إلى منطقتنا، ان ننشىء خطابا موازنا للخطاب السياسي والخطاب المتشدد لكي تتلاقح هذه الخطابات فيختار المتلقي أي خطاب يتبع بعد ان تسود حالة ولو نسبية من الوعي والثقافة، بودنا ان يتقدم السياسي للمشاركة لا للتشريف فقط، نحن نرفض التشريف، وربما التشريف في معرض أو أمسية أفتتاح لا بأس به ولكن حتى هذه الامسية نرجو ان يكون منسوب المشاركة أعلى من منسوب التشريف.
س/ كلمة أخيرة توجهونها للأدباء عموما والشباب خصوصا في هذه المناسبة.
في زمننا كانت الصعوبة بادية، نحن لم نكن إلا أفرادا قليلة لا تزيد على أصابع اليد الواحدة، حتى انني اتذكر اننا ذات مرة اختلفنا فأرسل إلينا متصرف كربلاء وكان قد عرف اننا اختلفنا وانقطعت الندوات، فجلسنا في ديوانه وبعد ان سقانا الشاي قال باللهجة العامية: (سمعت بيكم مزاعلين انتم كلكم أربعة خمسة مكمعين ترجعون وتصالحون وإذا ما تصالحون هسه أذبكم سجن) فما كان منا إلا ان نتصالح من أجل ان تدوم تلك الندوات، وكان هذا يدل على حرص المسؤول، الشباب أرجو لهم المتابعة والمصاحبة لمن هم أكبر منهم تجربة وعمرا في الثقافة خاصة وان كثيرا من وسائل الاتصال الثقافي توفرت أمثال الانترنت والفضائيات والصحف الحرة، والجدل القائم في المناسبات، وهذا الاتحاد سيكون خاويا بدونهم، نرجو ان يتوافدوا عليه وعلى كل مركز ثقافي لأنهم بذلك يكسبون دون ان يخسروا شيئا.
أعجبني
تعليق
مشاركة
محمد علي الخفاجي
علامة فارقة في سماء الإبداع العربي
من الصعب الإحاطة بحيثيات تجربة ابداعية مميزة وفعّالة في الوسط الثقافي العراقي والعربي عموما، فالشاعر والمسرحي محمد علي الخفاجي يعد وجها مميزا، وعلامة فارقة في تاريخ الشعر والمسرح العربي الحديث، وكانت لـ (صدى الروضتين) هذه الوقفة معه على هامش اللقاءات في افتتاح مقر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين في كربلاء، فحدثنا على عجالة عن مواضيع مهمة ومتنوعة أملا من (صدى الروضتين) في التواصل معه وتحقيق لقاء متسلسل يليق به، وبتاريخه المليء بالإنجازات.
كيف يقرأ الشاعر والمسرحي المبدع محمد علي الخفاجي هذه الخطوات البناءة التي سعت جادة لإفتتاح مقرا لإتحاد الأدباء في كربلاء:
ربما يرجع تحقيق هذا المنجز إلى حلم دام عشرات السنين، منذ ستينيات القرن الماضي كنا نقيم الأماسي الأدبية في نادي الاهالي الرياضي في الهيابي ثم وبعد قطيعة لهذه الاماسي التي كان يحضرها المرحوم (سلطان أمين) متصرف لواء كربلاء في ذلك الوقت، ولم يكن يحضرها تشريفا بل مساهمة واشتراكا، إلى البرنامج الذي أعددناه سنة 1976 في المنتدى الثقافي والذي دام ثلاثة أشهر هذا حلم كان يصبو الادباء والمثقفون الى تحقيقه، ثم كانت الخطوة الاخيرة التي تحقق فيها هذا المنجز، حيث ذهبنا الى ادارة المحافظة انا والاستاذ رئيس الاتحاد القاص عباس خلف، والاستاذ أحمد حسون، والاستاذ الشاعر عقيل أبو غريب، فتقدمنا بمطاليبنا الى محافظة كربلاء وكان من هذه المطاليب بل من أهمها ان يكون للأدباء اتحاد يجمعهم ومقر دائم لهم، وقد وقع الاختيار على المكتبة العامة لقربه من مركز المدينة، إضافة الى تجهيز المكان بأدواته ولوازمه، هذا بالإضافة الى دعم المجلة الصادرة عن الاتحاد (أبواب) وقد تحقق هذا الحلم وصدرت هذه المجلة، بقي المهرجان الذي بقيت كرته في ملعب المحافظة ولم نتفق لحد الان على صيغة معينة.
س/ مهرجان محمد علي الخفاجي، هكذا كانت تسمية المهرجان من قبل اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين في بغداد المركز، اي ان التسمية المالية له وباقي الدعم من بغداد، لماذا تبدل الموقف اليوم لتكون المحافظة هي المسؤولة عن هذا المهرجان.
ج/ نعم انا فكرت ان يكون الاحتفال في كربلاء ولكنني لا أعرف لماذا تعثّر هذا الاحتفال، هل هو بسبب الظرف السياسي القائم ام العجز الحاصل في الميزانية سواء ميزانية الاتحاد او المحافظة في كربلاء؟ وهذه الامكانيات المالية لا تزيد على خمسة عشر مليون دينار، وقد وعدنا من جانب المحافظة خيرا، ثم لا أدري لماذا عاد التلكؤ مرة اخرى، نرجو ان يكون التوفيق لنا في ان نحظى بلقاء أدباء ومثقفي العراق في مهرجان يضم مساحة الجسد العراقي والمزيج الثقافي في هذه المحافظة المعطاء، سواء كان المهرجان بإسمي أو باسم غيري.
س/هل هناك توجس أو تخوّف من مداخلة ومزاوجة الشخصية السياسية مع الأدبية، وهل تخافون من دخول السياسيين إلى حلبة الابداع والثقافة والادب؟
ج/ دائما ما ندعو إلى سحب السياسيين والمتشددين إلى منطقتنا، ان ننشىء خطابا موازنا للخطاب السياسي والخطاب المتشدد لكي تتلاقح هذه الخطابات فيختار المتلقي أي خطاب يتبع بعد ان تسود حالة ولو نسبية من الوعي والثقافة، بودنا ان يتقدم السياسي للمشاركة لا للتشريف فقط، نحن نرفض التشريف، وربما التشريف في معرض أو أمسية أفتتاح لا بأس به ولكن حتى هذه الامسية نرجو ان يكون منسوب المشاركة أعلى من منسوب التشريف.
س/ كلمة أخيرة توجهونها للأدباء عموما والشباب خصوصا في هذه المناسبة.
في زمننا كانت الصعوبة بادية، نحن لم نكن إلا أفرادا قليلة لا تزيد على أصابع اليد الواحدة، حتى انني اتذكر اننا ذات مرة اختلفنا فأرسل إلينا متصرف كربلاء وكان قد عرف اننا اختلفنا وانقطعت الندوات، فجلسنا في ديوانه وبعد ان سقانا الشاي قال باللهجة العامية: (سمعت بيكم مزاعلين انتم كلكم أربعة خمسة مكمعين ترجعون وتصالحون وإذا ما تصالحون هسه أذبكم سجن) فما كان منا إلا ان نتصالح من أجل ان تدوم تلك الندوات، وكان هذا يدل على حرص المسؤول، الشباب أرجو لهم المتابعة والمصاحبة لمن هم أكبر منهم تجربة وعمرا في الثقافة خاصة وان كثيرا من وسائل الاتصال الثقافي توفرت أمثال الانترنت والفضائيات والصحف الحرة، والجدل القائم في المناسبات، وهذا الاتحاد سيكون خاويا بدونهم، نرجو ان يتوافدوا عليه وعلى كل مركز ثقافي لأنهم بذلك يكسبون دون ان يخسروا شيئا.
أعجبني
تعليق
مشاركة