بطبيعة الحال كما يعرف البعض ان عالم الماورائيات او ما يسمى بالميتافيزيقا تلك الامور الخارقة للعالم المادي الحسي المتعود على النظام السببية في كل الامور, لذا نجد ان القران الكريم ركز على الجوانب الماورائية في كثير من آياته من قبيل المعجزات التي جرت على يد الانبياء وقد صرح القران الكريم بها بصورة واضحة مثلا في قصة تحول العصى الى افعى لنبي الله موسى (عليه السلام) وكذلك تحول يده الى اللون الابيض, وقصة حمل السيدة مريم (عليه السلام) من دون ان يمسسها ذكر , ونوم اهل الكهف للسنوات عديدة , والمدد الالهي للنبي محمد ( صلى الله عليه واله) بأرسل الله سبحانه لها الالف من الملائكة للقتال معه, والكثير من الموارد تخص موضوع ما ورى الطبيعة, وطبعا كل ذلك من المسلمات عند المسلمين وحتى عند الجانب المسيحي في معتقداتهم ,
, وبعد تلك المقدمة نذكر ان الموارد الماورائية بكل جوانبها متاحه للأمام الحسين(عليه السلام) لكن لم يستخدمها حتى انها عرضت عليه ومنها :
عن الامام الصادق ( عليه السلام) إن أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (صلوات الله عليه) فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستئذان، وهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم عند قبره شعث غير يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له منصور. (1)
فمقتضى تلك الروية يشير على الفهم المعرفي للملائكة في نصرة الامام الحسين( عليه السلام) الذي كان ينادي هل من ناصر ينصرنا فمن باب نصرت الامام المعصوم جاءوا, اما هل يعقل مجيئ الملائكة بين يد الامام الحسين( عليه السلام)؟
نعم ومن البديهيات من الناحية الاعتقادية كما يتفق عليه المسلمين ان كل انسان وكل الله به ملائكة يحفظونه بنص القران الكريم (له معقِّبات مِن بين يديه ومِن خلفه يحفظونه من أمر الله)
وكما اسلفنا ان الملائكة ناصروا رسول الله في غزوة بدر فلا نستكثر ذلك على سيد شباب الجنة
كما في نفس المعنى نصرة الجن للأمام الحسين(عليه السلام)
ان الحسين (ع) لما كان في موقف كربلاء اتته افواج من الجن الطيارة وقالوا له : نحن انصارك, فملانا بما تشاء, فلو امرتنا بقتل عدولكم لفعلنا
جاوبهم الامام الحسين(عليه السلام) اني لا اخالف قول جدي رسول الله (ص) حيث امرني بالقدوم عليه عجلا...)(2)
وان سبب ان الامام الحسين ( عليه السلام) لم يستخدم المعجزات يندرج وفق مصلحة الدين لان استعمل الانبياء والائمة (عليه السلام) المعاجز في كل امر يكون خارج نطاق المصلحة الربانية الذي انشى الدنيا عليها على انها دار اختبار لجميع العباد لمعرفة من يتبع الحق ومن يتبع الباطل , وان استعمال المعجزات لها هدف معين وليس في كل الاحيان والازمنة تنفع المعجزة
لكن حدوث بعض الامور الخارجة عن منطق الطبيعة الكونية في واقعة الطف هي نوع من انواع تناغم الكوني في الاحساس بما يجري على بن سيد الكائنات الامام الحسين ( عليهم السلام)
ومن تلك الامور التي تعد خارقة للعادة عروج الدم الطاهر لمولنا عبد الله الرضيع( عليه السلام) الى السماء ولم ينزل الى الارض ,ويعد هذا الامر حسب نظرية الجاذبية امر خارق للطبيعة لكن ولا يمكن فهمها بالعقل لان ليس كل الامور يعقلها العقل مثل تبدل خاصية النار الى خاصية البرد في قصة نبي الله ابراهيم (عليه السلام)
والكثير من الامور التي جرت في معركة الطف من المختصات الماورائية للإمامة منها الامام الحسين (عليه السلام) بقى على قيد الحياة وقد دخل في قلبه الشريف سهم وهذا الامر اقل ما نقول عليه معجزة
وباختصار ان حياة الامام الحسين ( عليه السلام ) تحف بالماورائيات منذ ولادته الى المعجزة الكبرى وهي خلود ثورته التي على مر العصور والاجيال يتجدد بريقها حتى اصبحت الملهمة للجميع القائد والمفكرين في العالم وعنوان للعزة والكرامة للملايين من اتباعه وشيعته
المصادر
1- بحار الانوار ج45 ص220
2-موسوعة كلمات الامام الحسين(ع) ص580