خلق الله سبحانه العقل وجعله وسيلة يمتاز بها الانسان في محل ادراك القبيح من الحسن والعقل نوعان الاول: العقل العملي الذي هو مدرك الافعال, وبطبعه ان يترك او يفعل وفق الالية الأدراك, والثاني هو العقل النظري المراد هو ادراك الواقعيات كادراك العقل للوجود الخالق سبحانه وذلك الادراك مناط في ارتباط بوسائط اخرى من قبيل الطاعة ونحوها وقد اولى الله سبحانه للعقل اهمية كما ورد عن النبي محمد(صلى الله عليه واله) خلق الله العقل فقال له ادبر فادبر ثم قال له اقبل فاقبل ثم قال : وعزتي وجلالي ما ما خلقت خلقا اكرم علي منك بك اثيب وبك اعاقب وبك اعطي(1)
وتلك المقدمة تقودنا الى ان العقل يحث الانسان على استحصال الحسن من الافعال والاقوال في جميع الامور العبادية وكذلك الحياتية العامة, وعليه ان اللقاح المخصص في ايقاف الجائحة الحالية وكذلك اي لقاح ينفع البشرية هو نتاج العقل الذي هو من خلق الله تعالى وما ينتج عن العقل بالخصوص الانتاج الفكري والعلمي الحسن يجب ان يأخذ على محمل الجد وان كان المخترع له عقل غير مسلم لان العقل بطبيعة الحال خلق من خلق لله عز وجل مما يستحسن حسنه ويستقبح قبيحة وفق ما يرى الشارع المقدس والانسانية المجمعة على حسن الفعال, وما يجعلنا نوضح خوف البعض من اخذ اللقاح بجميع انواعه المتوفرة ناتج عن امرين: الاول الجهل الذي وضحته الروايات وكما ورد في نهج البلاغة عن الامام علي عليه السلام: الناس أعداء ما جهلوا(2)
والامر الاخر هو الخوف من الشائعات وهذا الامر كذلك يرجع الى مفهوم الجهل بالموضع وقلت التوعية مما يحتاج من الجهات المختصة توضيح اهمية وفوائد اللقاحات للبشرية من قبيل نشر العلم بين المجتمعات كافه وخلاصة الكلام ان العقل له جنود كُثر منا شر ومنا خير, كما وضح الامام موسى الكاظم(عليه السلام) ذلك في وصية للهاشم بن الحكم ومنها انه قال: فَأَعْطَاهُ اللَّهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَكَانَ مِمَّا أَعْطَى الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ السَّبْعِينَ جُنْداً الْخَيْرُ وَ هُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ(3)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
المصادر
1- بحار الانوارج1 ص 97
2- نهج البلاغة الحكمة169
3- بحار الانوارج1ص132
أعجبني
تعليق
مشاركة