فرشت أمامي سبع مقالات نشرت على موقع انترنت واحد، قرأت المقالات تمعنت في فحواها علني أجد ما يشغلني وفعلاً انتهيت إلى خيبة كبيرة أصبت بها- كان المقال الأول يهاجم شريحة من أهم شرائح العراق الوطنية وهم يمثلون أغلبية الشعب العراقي- يهاجم تاريخهم وحاضرهم ويتوعد مستقبلهم بوقاحة يسب أئمتهم وجميع تكويناتهم دون أن يترك للعيب حاشيته أما المقالات الست الباقية فهي لم تكن سوى تراشق مؤلم بين إعلاميات تلك الشريحة الكبيرة- تهم وسباب ووعيد بعضها يلازم بعضها الآخر فسألت النفس: هل هذا كل ما يحمله الإعلام الإسلامي الذي يملكه أبناء أعظم مذهب...؟
يقال أن أحد الوزراء الحكماء حمل عصفورين في قفص أمام السلطان ووضع بينهما حبة قمح، فراحا يتقاتلان بينهما وفيها قال للسلطان: مد يدك لتأخذها فكان حينها الدرس الواعظ الرشيد فقد توحد العصفوران لقتال يد المحتل- فصاح الوزير: هي عبرة فاعتبر ستوحد غايات الشعب المنشق إذا ما دخلتهم غازياً- ولكن تبين الآن أن رجاحة عقل العصفورين لهي بربي أرجح من عقل إعلام يترك وطناً يسلب وشعباً يهجر ويقتل وطغاة تتوعد وذيول سلطة منهارة تتآمر ويجلس لا هم له سوى أن يكرر تهماً لاكتها ألسن الأعداء حتى كلت...!!
والمشكلة أن أغلب ما يكتب من مهاترات يكتب بلغة بعثية عرفنا منهجها التعسفي والذي لا يخفى على أي إعلامي خبر أبسط حيثيات الإعلام.