إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( قراءة انطباعية / مجموعة جذوة نوفمبر / القاصة ايمان كاظم )ج2 ( علي حسين الخباز )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( قراءة انطباعية / مجموعة جذوة نوفمبر / القاصة ايمان كاظم )ج2 ( علي حسين الخباز )


    اعتمدت القاصة ( ايمان كاظم ) على بعض الاساليب المتنوعة مثل سردية الوصف لكونها تمتلك لغة قادرة على تشخيص ملامح الاشياء وأبرزاها في عمقها الجوهري لتترسخ في ذهنية المتلقي وابراز العوالم المحيطة بها ، ففي قصة / ظلال صوت /تصف الزنزانة ( عتمة لا يمسها الضوء ما خلا بصيصا بعيدا منبثقا من مصباح باهت في نهاية الممر ) ص7
    وصف المكان ورسم ابعاده ، لتسلط الضوء على الحالة النفسية للشخصية لتبرر حوارها الداخلي ( أجمل ما في الموت حينما يكون هو الراحة المنشودة ) ص7
    خطوات الطول والعرض للزنزانة هي تهيئة نفسية ، وصف المكان مشغل جمالي يجذب ذهنية المتلقي ويمثل فضاء الحدث وحاجته النفسية ، توجز الوصف ولا تتمادى فيه أي تمنح ما يمكن ان يسد الحاجة ويقدم التصور بلغة متقدمة تشمل بعض التفاصيل المهمة لتقديم وصف للشخصية أو الحالة التي تعيشها ( وكأنها جوهرة باهظة التكوين تدحرجت بين أقدام نجسة وتلطخت بوحل سفالتها حد انطفاء البريق ) ص8 وصف شعوري يستحوذ على مشاعر المتلقي ، المكان ( زنزانة / صندوق / حافلة / بيت / مقبرة ) مكان متعدد الفضاءات باعتباره مخزون لمظاهر الحياة ، الوصف في هذا المنجز القصصي يركز على دقة الوصف سير السرد ليزيده تشويقا ، في قصة ظلال الصمت نجدها تبتكر رمزا آخر لقصتها ، صوت الراوية والسجينة ورمز نسوي آخر ( لم تستوعب ما يحدث فهي نصف واعية ونصف غائبة عن الوجود ، وفجأة ومن دون أية مقدمات رأتها بكامل جمالها الأخآذ وسحرها ونعومة بشرتها وعينيها اللوزيتين المفعمة بزرقة السماء والشفاه المعجونة بلون الورد الاحمر وشعرها المنسدل) ص8 تصف لنا بطلتها الثانية وتمعن بالوصف وكانها تريد ان تقدم لنا شخصية شبيهة تحمل سر قوتها ، وهي ( باندورا ) وصندوقها الغريب ، عند الاغريق اسطورة تقول انه صندوق حمل بواسطة بندورا يتضمن كل شرور البشرية من جشع وغرور وافتراء وكذب وحسد ، وتقول الاسطورة الاغريقية بعد سرقة بروميثيوس النار امر زيوس ابنه هيفيستوس بخلق المرأة باندورا كجزء من العقوبة البشرية ، أعطيت الكثير من الهدايا افروديت واعطاها زيوس صندوق امرها ان لا تفتحة غير ان باندورا فتحت الصندوق واخرجت كل شرور البشر منه ، اسرعت باندورا لأغلاق الصندوق وخرج في النهاية ضوء ساطع وهو الأمل ، البعد الذي ركزت عليه هذه المرأة ، السجينة المظلومة بالمقابل امرأة سببت الشرور ، الهدف من اقتران امرأتين النقيضتين جعلتنا نقف أما جملة ( نسيت أن اخبرك بان في الصندوق شيئا مضيئا ومنهجا كان ( الأمل ) تشبثي به ربما تسامحيني ذات فرج ) ص14
    وتعيد هذا الاقتران بين ثريا وجنية سرقت حسنها في قصة ( جذوة نوفمبر ) ص60 كانت الجنية تدفعها الى الانتحار لتتخلص من قبحها بعد حادثة الحرق الذي شوه جمالها فكانت تقودها الى النار ـ واخيرا كان الانتحار ، تكمن فلسفة الشرور في قصور الارادة الانسانية ومنه من يفسر الامر لغيبيات خارجة عن ارادة الانسان أغلب معاناة الانسان انه يعجز عن فهم معناه ، التدخل الغيبي في قصة ( برزخ يوم ماطر ) يرى فيها بطل القصة ( ان القبور تنبض بشيء من الحياة ) ص27 أغلب شخصيات هذه المجموعة تحتاج الى قراءة تأملية لكل شخصية لها ابعادها الفلسفية ولنتأمل في محاورة ميثم النجار في قصة ( برزخ يوم ماطر ) ( أنظر الى هذه القبور الممتدة على وسع نظرك وأكثر .. كل من فيها له رغبة في الحياة ،لكن امرأ ما طارئا في السماء حدد لهم هذا الموعد للخروج من شرنقة الجسد ) ص31
    مضامين العقل هي اجابة عن اسئلة الوجود ، التصور لرؤية معرفية و لتنمية الفكر واقعا ، في هذه القصص اسلوب فكري ونمط ثقفاي يتجلى في فهم واستيعاب التحول الى الحياة الأخرى ، يرى ميثم النجار ، ( فكرة الراحة بعد الموت من دون عذاب ليست مغرية وحسب بل هي المصير الاثير الذي يسعى أليه كل انسان مؤمن بحياة ما بعد الموت ) ص33 وبعد المحاورة يكتشف شاهدة قبر لميثم النجار ، والفلسفة الحقيقية هي التفكير في شؤون الحياة ، وان تكون لنا القدرة على استيعاب تفاصيلها ، قصص تضعنا أمام الحياة والواقع والتأمل فيه عقلية معتز بطل قصة / صخور وثيرة / ( يتساءل في نفسه والندم يكاد يدك عظامه ، ماذا دهاني لأنجب خمسة اطفال ، أين كان عقلي حينما كنت اصدق خرافة الرزق المنبعث مع كل طفل ) 36 ويسأل الله سبحانه ( أين رزقي يا ألهي؟ ) تقول الراوية أكثر ما كان يخشاه هو الجزع من حالة البؤس التي يعيشها مع متطلبات عائلته ، هذه القضايا البسيطة تحيلنا الى الفلسفة ليست تعاسة الانسان الحقيقية الفقر بل الجهل لماذا يولد ولماذا يموت؟ ، بطل القصة معتز يكتشف سعادته من خلال النقيض وهذه حسنة الثنائيات التي تعتمد عليه هذا المجموعة واذا بمعتز يسمع حوار ام البيت القصر ليعرف ان معاناتهم أكبر وظلمهم لانفسهم لا يطاق ، الاب زير نساء متصابي مع امتلاكه ابنتين معاقتين كأنهما جثتان ، راجع حساب حياته ، ثنائية واضحة جنة القصر بجحيمها وجحيم حياته بنعميه ، يطرح النص السردي في مجموعة جذوة نوفمبر ، بنى فكرية متعددة ، افكار واراء وحكم ومواقف ، يتضافر السرد والوصف وتراكيب الزمان وتدرج المكان ، والدلالات فالمعنى يستخرج من مجموع العلاقات تقول السجينة في ظلال حزن ،
    ( كنت أظن جمال وجهي سيكون شفيعي وحسن سيري صك الانقاذ من المواقف الحرجة ، لكن لم يشفع لي وجهي ولم تنفع سيرتي ، مجرد تقرير ملفق وكاذب كان كفيلا برمي الى هذه الزنزانة ) ص10
    الوعي يؤدي الى يقظة الشعور ، والشعور وحده لا يستطيع استيعاب جميع المواقف النفسية وهذه القضية محور الكثير من عبارات هذه المجموعة من منصة فرح خلف ابواب موصدة ( على نحو غريب فقد احساسها بالألم ربما فرط الاحساس ببعض المشاعر يولد نقيضها ذاتيا ، نحن بنو البشر أحيانا نفرح بالدموع ونحزن بنوبة ضحك أقرب ما تكون للجنون ) ص16
    للصراع النفسي عند كل شخصية الاثر الأهم لطرح رؤية عبر فكرة أو جملة هي حصاد معاناتها ففي قصة ( قاب قلبين أو منفى ) تصل الى قناعة (:ـ ان الزمن مهما طال لايغير سوى الملامح ) ص26 هذه الفكرة اساسا لا تكون معيارا حقيقيا لعقل الانسان لكن ممكن ان تكون مثل تلك الرؤى مضغوطة تحت ظرف عصيب فللمعاناة كلمتها قادرة على تغيير الكثير من القناعات مادامت تحت الظرف القاسي هذا بمعنى ان الوعي يعطي تبريرا لكل معنى ، في قصة ( مرايا صدئة ) دوافع الانسان عن قيمة التجربة الحياتية ليطلق احكاما فنجد الطبيب اعترافات الطبيب النفساني ( نحن لسنا سوى منظرين فاشلين نحاول مداواة الضعفاء والأخذ بيدهم ونحن معبؤون بالعلل والقلق والتعصب والانفعال لن اسامح نفسي على ما اقترفته في حياتي من أمور سيئة ) ص58
    التأمل في الشخصية الذي هو اداة ووسيلة تعبير عن الرؤية ، مختبر القيم الانسانية ، معظم شخصيات المنجز شخصيات مسحوقة تضعها القاصة امام شخصيات التقابل والتضاد مثلا وضعت شخصية السجينة امام شخصية باندورا ومحور الشخصيتين سيجعلنا مباشرة امام الفكرة ، التقاطع الزماني والمكاني بين الواقع والخيال وبين الزنزانة والصندوق ، افكار ودلالات الرؤية ، التوافق والتضاد ثنائيات هي هوية الكتابة عند القاصة ايمان كاظم ) في قصة / فرح خلف ابواب موصدة / نجد شخصية عبير الام امام شخصية امها بلحظة توحد امام فقد الابنة ، وعبير الابنة التي فقدتها امها اما ابنتها فرح ، اي بمعنى توحد موقف ام عبير يوم فقدت عبير مع موقف عبير وهي تفقد ابنتها فرح وتساوت فرح المفقودة مع امها يوم فقدت في طفولتها ، جميع شخصيات هذا المنجز وقفت امام شخصيات ثانية من اجل التضاد والتوافق ، البرزخ في برزخ يوم ماطر ميثم النجار ، مع الرديف الحياتي صديق المقبرة ، وفي نفس الموقف هو التوافق الروحي بين ميثم الحي صديق المقبرة وبين ميثم القبر وزائر المقبرة ، وشخصية معتز الضجر من حياته أمام شخصية الثري وبيت معتز المتواضع امام قصر رياض الضخم ــ الزوجتين ــ الابناء ، الالتزام الاخلاقي صور تقابلية تكشف عن عمق العواطف والافكار ، كل عالم له اعتباراته مما يسمح للبؤرة العاطفية والتعالق مع ذهنية التلقي كل عالم من العالمين له متعلقات حياتية في الواقع المعاش ، لدينا نماذج كثيرة من امثال معتز ولدينا نماذج كثيرة مثل رياض ، ولدينا بيوت فقيرة تزدحم باهلها ويعيشون بها بامان ولدينا قصور يعيش من فيها دون امان ، وقد استثمرت الكاتبة الاستفهام من أجل كشف معنى الشخصية وما يحمل من ضغوطات داخلية نتيجة الازمات فتنتقل عبر الاستفهام من السرد الخبري لكسر نمطيته بالاستفهام ، لتلون جملها السردية وتظهر الاثر الجمالي وتضفي الكثير من الدلالات في قصة ظلال الصمت اشتغل الاستفهام في معنى الموت ( منذ أيام وكل شيء استسلم للموت ولكن كيف تنتزع روحنا وبأي طريقة وبأي اداة ؟)ص7 الملاحظ ان الاستفهام مثلا يجعل كل شخصية قادرة ان تعبر باسلوب الاستفهام عما تريده باختصار ( هل يعقل أني نجوت وثمة من أتى من الجنة ليصحبني بعيدا عن جسمي الذي هتك ستره )ص8 وحتى في لقاء السجينة مع باندورا تسأل
    ( ماذا تقولين ؟ ماذا يعني باندورا ؟ وعن أي زمن سحيق تتكلمين ؟ أنا لاافهم منك شيئا ؟) وتسأل ( ما التوقيت الآن ؟ أدفع عمري الفاني ثمنا لأعرف ان كنا ليلا أم نهارا ؟)ص9 مثل هذه الاسئلة تعكس قضية الانسان العراقي في زمن حاصرته السياسة ؟ وهددته السياسة ؟ وأجد ان مثل هذه القراءة هي محاولة لقراءة وجدانية ربما استطاعت ان تقدم شيئا لمنجز كبير يستحق التأمل​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X