كان المربديون لا يمرون بدون موافقته، فلا شاعر يرتقي منصة المربد الا به، وكان المهرجانيون لايتمهرجون إلا به، ولا يمر تكريم لشاعر الا من منضدته، اسم مرموق في عالم (الصريخ والطبيخ) الاعلامي الثقافي، ايام العز المريض كتب بعد سقوط النظام يقوده الخوف من القصاص.
كنت اراهن بعض الشعراء انه وامثاله سيصحون ذات يوم مرغمين يأسا، فمن ناصب العراقيين تنكيلا لايمكن ان يكون على قوام هداية، ورغم تنبؤاتي لا انكر اني تفاجأت بما كتبه، مقرا معترفا ان كتاباته مجرد صلافة لا غير، وهذه حقيقة، واما دول الجوار فهو الآن يقر بأنهم فارغون، ولا شيء عندهم في العراق سوى مصالح سياسية خاصة بهم، والان اكتشفنا ان بطل قادسيتنا مسكين ضعيف من الدرجة الاولى بنوعيه المدني والعسكري، وصار هذا الاعلامي العراقي الذي باع كل ما لديه للنظام المنهار حتى بعد انهياره، يقول ان (قائد الضرورة) وهكذا بات يسميه، قدم العراق لأمريكا بثمن بخس رخيص، وكل ما فعله هذا الشاطر، انه أجج سعير النار على شعبه، وجلس في حفرة يحرك شاربه، ليكتب وصايا جديدة الى (مناضلو) الحزب، قلنا: لقد سقطت في خطأ لغوي لايرحم، قال: هكذا هو، اريد دائما المناضلين مرفوعين بالضمة، حتى لو سبقتهم كل حروف الجر. ويقول الرفيق الصاحي حديثا: ان رهان القائد الضروري، كان على المؤتمرات الشعبية، وطلقات التصنيع العسكري، ومتطوعي جيش القدس، ولا سيما (العميان والعرجان والبرصان...) ثم يرفع الكاتب العتيد يده ليدعو: اللهم لا تؤاخذنا على ما فعل السفهاء منا، ولا سيما بعد غدر الغادرين... سمعت اخيرا من يطلق سمة التوبة على ندم بعض اولئك الجناة، وعبيد الله بن الحر الجعفي كان ندمه لا شافع له، لكونه دخل الصحوة بعد فوات الاوان... وسترون معظم من يتبجحون الآن بيراعات الشتائم والسباب على العراقيين، وقادتهم، ومقدساتهم، ورموزهم المقدسة سيقفون يوما ليعلنوا عن اخطائهم، وبهذا الشكل الساخر الذي قدمه لنا اليوم هذا العتيد الذي سأم ذلته الى وقت قريب جدا، كان بعض البعثيين الهاربين يراسلون اهاليهم ويبشرونهم بعودة الحزب والحزبيين الى السلطة، ويتأملون انقلابا عسكريا، واليوم بدأت رسائلهم تأخذ نبرة اخرى، وبدأت شتائمهم تنصب على قائد الضرورة، ويشهد الله تعالى ما اكتبه ليس تحريضا ضد أي انسان، ومهما كانت جريمته، لكني اريد ان أشد اواصر اليقين لكل مواطن عراقي، تأثر ببعض سخافات اعلامية تبرقها لنا فضائيات ماكرة، وضعت ثقلها الاعلامي عند بعض السلبيات التي من الممكن تجاوزها بيسر.