لا أحد ينكر ما قدّمته هذه الثورة من التطور التقني المعلوماتي؛ ولكن هل استفدنا منها بالشكل الايجابي ام اخذتنا ضغوط السلبي الى عوالم مقلقة؟ أليست هناك بؤر فكرية يمكن لها أن تنقذنا من تلك السلبيات في تقنية الانحراف الفكري والاخلاقي... مئات المواقع وعشرات الفضائيات تسعى لزرع الفكر السلبي في المجتمع علاوة على زرع قيم الانحراف المباشر وغير المباشر... صدى الروضتين أرادت ان تطلع على رأي اهل الاختصاص لكي نعرف ماذا يرى المثقفون؟
**********
الدكتور محمد علي عطية/ خبير الاستشارات الأسرية:
عشرات القصص في جعبتي لو شئت أرويها لك ـ هي قصص حقيقية بيوت انهارت وزوجات طُلقت وابناء تسيبوا بسبب الإدمان على اباحية تلك الفضائيات والمواقع!! لابد من رقابة أسرية ذاتية تستخدم اساليب الانتقاء من أجل الانتفاع بما هو نافع، وعدم التأثر بما هو ضار، وكذلك لابد للصحفيين الملتزمين الابتعاد عن التركيز على الجانب السلبي بشكل يدفع فضول الشباب، علينا أن نتحدث عن الايجابية بقوة.
**********
الدكتور عبد الواحد محمد/ أستاذ علم النفس:
دنيا المسلمين بسيطة غير معقدة، يكفينا القليل وتعودنا على حياة الندرة، وضيق ذات اليد... كان اجدادنا فقراء لكنهم حفّاظون للقرآن، وعارفون للحلال والحرام والعيب ومكارم الأخلاق... لهذا كانوا يعيشون بسلام مع النفس، فجاءت الرسائل الاتصالية لتخدش هذا الإنسان من سلامة نفسه ومن طهارة روحه، ودست إليه الدنس النفسي والروحي لتنغص عليه حياته... الاعلام الفضائي حاول العبث بالعفة وتحسين صورة الفحش... ومحاولة أن نعيش بالتناقض والازدواجية.
**********
الدكتور سلمان صالح/ اعلامي:
لعبت الشبكات والفضائيات دورا كبيرا في تشكيل ثقافة أجيال ـ ولذلك تجد ان مواقع التحريف الفكري والانساني الآن في تنامي مستمر ـ لذلك ارى على مؤسسات التربية والتعليم بذل المزيد من الجهد للاستجابة لاحتياجات الشباب، وبث الوعي الديني الذي هو درع منيع، والفكري والانساني ايضا، وهذا ماينقصنا الآن.
**********
الدكتورة الهام فرج/ علم الاجتماع:
ان غرف الدردشة في المواقع كانت من اكثر الأسباب وراء انهيار العلاقات الزوجية ... وكانت مجمعا حرا لجميع الذين يشكون الملل، وتقودهم رغبة التنويع والاستمتاع ـ انا أطالب بتصفية تلك المواقع لكونها تتنافى مع القيم والأخلاق، وقد اعتبرت الدكتورة (ماري آن لايدن): ان ادمان المشاهدة اخطر من ادمان الكوكايين؛ فهي تؤدي الى اضطرابات نفسية وجسدية كبيرة، وقد ادلت بشهادتها كمتخصصة... أما لجنة مجلس الشيوخ اعتبرت ان تلك المواقع أخطر اضطهادا للصحة النفسية، وقالت ان الصوة المقدمة عبر وسيلة توصيل تتميز بكفاءة مهنية عالية علمية ومدروسة ودائمة ومجانية تعرف كيف تحرف قيم الانسان نفسه.. والخطر الحقيقي ان لاقيود عليه، وله الأثر الذي لايمحى من أدمغة المشاهدين. وقال الدكتور (جيفري ساتينوفر) ايضا كان شاهدا في الجلسة: ان ادمان الرؤية شحن للجسم بالأفيون، فيكون الاثر أقوى من اثر الهيروين، وقررت اللجنة اقتراح توجيه الدعم الحكومي لبرامج التوعية؛ علما أن المحكمة العليا هي التي قررت رفع حذر مشاهدة الأطفال لغرض حمايتهم؛ ولذلك منعوا القانون الذي يرغم الشركات استضافة المواقع المنحرفة.
**********
بعد هذه الجولة قلنا يبقى الفعل بحاجة الى معرفة الحل الحقيقي، لابد من مشاريع علمية فكرية تحصن الوعي العام ليقلل الأثر عن هذه الظاهرة التي بدأت بالتزايد يوما بعد يوم.