اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
هبني سيفك :
روي : أن علياً « عليه السلام » كان يحارب رجلاً من المشركين ، فقال المشرك : يا بن أبي طالب هبني سيفك ! !
فرماه إليه .
فقال المشرك : عجباً يا بن أبي طالب ، في مثل هذا الوقت تدفع إلي سيفك !
فقال : يا هذا ، إنك مددت يد المسألة إليَّ ، وليس من الكرم أن يرد السائل .
فرمى الكافر نفسه إلى الأرض ، وقال : هذه سيرة أهل الدين ، فقبل قدمه ، وأسلم
( 1 ) .
قال آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في الصحيح من سيرة الإمام علي ( عليه السلام )
ونقول :
1 - قد يتخيل البعض : أن إقدام علي « عليه السلام » على إعطاء سيفه لذلك المشرك ليس تصرفاً محموداً ، بل هو خلاف الحكمة . . لأن فيه إلقاء للنفس في التهلكة . وهو أمر يمنع منه العقل والشرع ، فلا ينبغي عدُّ ذلك
من فضائله « عليه السلام » . بل هو إما مكذوب عليه ، أو أن على الشيعة أن يتخلوا عن معنى العصمة فيه « صلوات الله وسلامه عليه » . .
وهو خيال باطل ، لأن هذا التصرف إنما يكون خلاف الحكمة ، وممنوعاً منه عقلاً وشرعاً لو كان علي « عليه السلام » قد فقد السبيل به للنصر على عدوه والوسيلة للتحرز منه . أما إذا كان واثقاً من قدرته عليه ، فإن ذلك لا يوجب خللاً في الحكمة ، ولا في العصمة . .
ولا نقول ذلك على سبيل التخيل والتنظير ، والاحتمال العقلي ، فقد قرأنا : أنه « عليه السلام » قد انتصر على أعدائه بسيف أعدائه رغم كثرتهم ، مثل ما جرى له يوم بات على الفراش ليلة الهجرة . حيث أخذ سيف خالد بن الوليد وصال على مهاجميه ، وكانوا عشرة حتى أخرجهم من البيت ، وثمة نظائر أخرى لذلك أيضاً تجدها في ثنايا هذا الكتاب . .
2 - إنه « عليه السلام » أراد أن يقدم لذلك المشرك الأمثولة العملية في الخلق الإسلامي الرفيع ، وفي الشجاعة ، وفي الثقة بالنفس . .
3 - وقد تلقفها ذلك المشرك بتدبر ، وحكمة ، وبفطرة صافية ، فوجدت السبيل إلى قلبه ، فانفتح قلبه وعقله على مُثُلِ الإسلام العليا . وكان ذلك سبب هدايته وسلامته . . لأنه كان يعرف أن الشرك لا يهدي إلى مكارم الأخلاق ، بل إلى ضدها ، حيث يكرس حب الدنيا والتعلق بها في قلب الإنسان ، ويجعله قاسياً وأنانياً ، يضحي بكل شيء في سبيل حفظ نفسه ، وفي سبيل الحصول على الملذات . وإن الدين والأمل بما عند الله سبحانه هو الذي ينتج هذا الخلق ، ويدعو الإنسان إلى الالتزام به ، حتى في مثل هذه الحالات (2). .
1 ــــ ابن شهر شوب في مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 358
والمجلسي في البحار ج 41 ص 69 ،
وآية الوحيد الخرساني في مناج الصالحين ج 1 ص 105 .
2 ـــ الصحيح من سيرة الامام علي ج 7 ص 324 .
هبني سيفك :
روي : أن علياً « عليه السلام » كان يحارب رجلاً من المشركين ، فقال المشرك : يا بن أبي طالب هبني سيفك ! !
فرماه إليه .
فقال المشرك : عجباً يا بن أبي طالب ، في مثل هذا الوقت تدفع إلي سيفك !
فقال : يا هذا ، إنك مددت يد المسألة إليَّ ، وليس من الكرم أن يرد السائل .
فرمى الكافر نفسه إلى الأرض ، وقال : هذه سيرة أهل الدين ، فقبل قدمه ، وأسلم
( 1 ) .
قال آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في الصحيح من سيرة الإمام علي ( عليه السلام )
ونقول :
1 - قد يتخيل البعض : أن إقدام علي « عليه السلام » على إعطاء سيفه لذلك المشرك ليس تصرفاً محموداً ، بل هو خلاف الحكمة . . لأن فيه إلقاء للنفس في التهلكة . وهو أمر يمنع منه العقل والشرع ، فلا ينبغي عدُّ ذلك
من فضائله « عليه السلام » . بل هو إما مكذوب عليه ، أو أن على الشيعة أن يتخلوا عن معنى العصمة فيه « صلوات الله وسلامه عليه » . .
وهو خيال باطل ، لأن هذا التصرف إنما يكون خلاف الحكمة ، وممنوعاً منه عقلاً وشرعاً لو كان علي « عليه السلام » قد فقد السبيل به للنصر على عدوه والوسيلة للتحرز منه . أما إذا كان واثقاً من قدرته عليه ، فإن ذلك لا يوجب خللاً في الحكمة ، ولا في العصمة . .
ولا نقول ذلك على سبيل التخيل والتنظير ، والاحتمال العقلي ، فقد قرأنا : أنه « عليه السلام » قد انتصر على أعدائه بسيف أعدائه رغم كثرتهم ، مثل ما جرى له يوم بات على الفراش ليلة الهجرة . حيث أخذ سيف خالد بن الوليد وصال على مهاجميه ، وكانوا عشرة حتى أخرجهم من البيت ، وثمة نظائر أخرى لذلك أيضاً تجدها في ثنايا هذا الكتاب . .
2 - إنه « عليه السلام » أراد أن يقدم لذلك المشرك الأمثولة العملية في الخلق الإسلامي الرفيع ، وفي الشجاعة ، وفي الثقة بالنفس . .
3 - وقد تلقفها ذلك المشرك بتدبر ، وحكمة ، وبفطرة صافية ، فوجدت السبيل إلى قلبه ، فانفتح قلبه وعقله على مُثُلِ الإسلام العليا . وكان ذلك سبب هدايته وسلامته . . لأنه كان يعرف أن الشرك لا يهدي إلى مكارم الأخلاق ، بل إلى ضدها ، حيث يكرس حب الدنيا والتعلق بها في قلب الإنسان ، ويجعله قاسياً وأنانياً ، يضحي بكل شيء في سبيل حفظ نفسه ، وفي سبيل الحصول على الملذات . وإن الدين والأمل بما عند الله سبحانه هو الذي ينتج هذا الخلق ، ويدعو الإنسان إلى الالتزام به ، حتى في مثل هذه الحالات (2). .
1 ــــ ابن شهر شوب في مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 358
والمجلسي في البحار ج 41 ص 69 ،
وآية الوحيد الخرساني في مناج الصالحين ج 1 ص 105 .
2 ـــ الصحيح من سيرة الامام علي ج 7 ص 324 .