تقدمت اليه، سلمت عليه، وجلست بجانبه، وهو بدوره اجاب بالسلام وتحرك قليلا كما الرجال ليترك لي مكانا، وقال بمنطق رجولي مكتمل: (الله بالخير).
سألته:ـ ما اسمك؟
:- (حسوني).
قلت له مشجعا:- (سبع حسوني)، يقال انك اشجع اطفال هذه المنطقة؟
:- نعم، صحيح.. لا يستطيع أي احد منهم أن يقف بوجهي...
سألته:- كم عمرك؟ اثنا عشر عاما.
:- هل تحدد شقاوتك بفئات عمرية؟
:- عمو انا لم افهم هذا السؤال، لكن بالأمس انتصرت في شجار كان الخصم عمره يزيدني بعشر سنوات..
قلت محاولا الضغط على عصب الموضوع:ـ قبل كم سنة ماتت أمك؟
قال:- (حيل من زمان).
:- هل زوجة أبيك تضربك؟ نظر إلي ودمعته في عينيه يا سبحان الله تحول هذا الطفل الشرس حينها الى وديع مكسور الخاطر..
:- نعم استاذ ـ وأبي يساعدها فهو يصدقها بكل ما تكذب، ويضربني معها، او تضربني معه!!
قلت:- أتدعو عليها؟
قال:- دائما... فانا اعرف ان دعاء الاطفال عزيز عند الله...
قلت:- كيف تذيق الاطفال الظلم وانت تعرفه؟.. ألا تخشى ان يدعو الاطفال عليك؟
قال:- عمو أحلف لك يمين لن اضرب بعد اليوم اي طفل حتى لو ضربني.