حاول بعض محترفي صناعة السينما من العراقيين دراسة امكانية إنشاء سينما حسينية تقدم أفلامها عن الواقعة الحسينية، فانقسموا الى عدة مجاميع؛ كل مجموعة منهم تحمل رؤى ومنها الجاهز المحبط، ومنها الرؤى المدروسة الواعية، فعلينا مناقشة مثل هذه المواضيع لا على أساس أنها رغبات بل هي مفاهيم فكرية ساعية الى إنشاء فلم سينمائي مؤثر، من الممكن استيعاب مفاهيم النهضة الحسينية عبر أسلوب وطريقة تعبير مغايرة للقنوات العديدة التي ألفناها، فهل فكرنا يوما باعداد نص سينمائي حسيني يمثل الواقعة، او سيناريو فلمي يحوي لنا الواقعة عبر الادراك المعاصر لمفهوم النهضة، يقدم لنا الحياة الفكرية للرموز النهضوية الفاعلة.
يرى البعض أنا نشكو استراتيجية التجسيد التاريخي، ونحن نرى أن قيم التجسيد نفسها تأخذ أنساق جمالية متعددة، تستطيع أن تقدم منهجية الواقعة النهضوية عبر فعل بنيوي عام وشامل متماثل مع عمومية النهضة، ومن المكن تقديم الاحداث التاريخية المهمة عبر حداثوية الوسائل دائماً ينظر أهل الاختصاص الى الامكانيات المحلية، والتي تشكو غياب الرؤى الاستراتيجية للتجسيد التاريخي الخاص عبر السينما، قدم تكنلوجيا (صناعة الصوت) والصورة فنياً وتقنياً الامر الذي يجعلنا كعرب ومسلمين من أن نعاني اخفاقا في ابراز الصورة المقاربة لرموزنا واستعراض أهم مراحل التاريخ وشخصياته.
حاولت بعض الدراسات خلط التنظير المسرحي بالعمل السينمائي كرؤية تاريخية والاخراجية الكفيلة للوصول الى مساحة مشتركة كانتاج تاريخي مثلما فعل (مصطفى العقاد) مثلاً وممكن الاستعانة بـ(إيران) التي قطعت شوطا جيدا في هذا الفن او في (سوريا) لوجود الخبرة لدى السوريين وحتى بهوليود، فما المشكلة... والسينمائيون لا يشكون من قصور التعاون لكنهم يشكون من عدم وجود تفاعل وحماس لطرح القضية الحسينية عبر السينما، وعدم وجود الشركات المستثمرة لعدم تفاعل السينما العالمية مع القضايا الدينية، واختلاف الرؤى في قراءة التاريخ جعلت السينما تشكو العجز من احتواء الواقعة او تقديم قراءة مستقبلية، ولذلك لم نرَ الذي حاول جاداً لقطع مثل هذه الخطوة بالشكل الذي يؤهل وجود مثل هذه السينما.
أعجبني
تعليق