يُقال حين مات زوجُها كان ابنها علي رضيعا ابن قماط.. كانت هي في حينها شابة جميلة مؤمنة عاقلة يتمنى الكثير من الرجال الاقتران بها كزوجة وحتى من غير المتزوجين كانت ترد عليهم بتساؤل: هل سيتربى ابني في كنف زوج أم؟ لا يمكن وينتهي الموضوع.. وكيف ستربيه؟
تشير حينها الى ماكنة الخياطة... نشأ عليٌ دون أن يشعر بضنك الحياة... تدور برأسي هذه الحكاية وانا أحتضنُ عليا.. مابه؟ لا أدري سقط فجأة من الدراجة دون حادث ومات.. تجمّع رجال المحلة ونقلوه الى المستشفى... وصلت الزقاق لاهثا.. ماذا سأقول لأم علي: مات ابنك؟ أبهذه السهولة؟ تجمعت حولي النساء وبين لغطهن اشارت كبيرتهن (أم حمزة) بأنها هي التي ستخبرها وساد صمت الترقب... غريب لم نسمع صوت بكاء ولا عويل ولا آهة وقد طال الصمت.. فجأة فتحت الباب وحصل غير المتوقع.. واذا بأم علي تخرج امرأة بكامل طولها لم يثنِها الحزن سمعت احداهن تهمس في اذن صاحبتها لم تقل لها (ام حمزة) بعد.. فجأة وقفت امامي وسألتني حينها: مع من ستذاكر وتتسامر وتلعب ذهب علي الى ربه فابحث لك عن رفيق!!
بكيت امامها... بكيت بحرقة ولكني اقسم أني لم أرَ في الدنيا انسانا اقوى من هذه المرأة... سمعتها تحمد الله تعالى: وتقول: ساعد الله قلب مولاتي زينب سلام الله عليها.. طلبتني بعد ايام قليلة فدخلت غرفتها نظرت إليّ بكل حنان وقالت: اريدك ان تأتي معي لأزور.. اريد ان اراه فيك وحينها بكيت.
قالت: هل استغربت لأني لم ابك ولدي؟ قلت: نعم خالة... قالت: انا عاهدت الله ان امنع عن ولدي الذلة يا بني وليس الموت لا استطيع ان ارد قضاء الله حين تكبر ستفهمها.. في نفس الليلة رأيت رؤيا جميلة.. شاهدت عليا وهو مستبشر فرح.. كيف حالك؟ فقال: انا بخير هنا الجميع يحبني وينادونني يا ابن الصابرة.. وحين اخبرتها برؤياي بكت حينها وقالت: الحمد لله .. واستغرب الجيران حين سمعوا من بيت المثكلة (ام علي) زغرودة فرح واربعين ابنها لم يحِن بعد.