هل خذل الشيعة الإمام الكاظم (ع)؟!
بين فينة وأخرى تخرج هنا وهناك بعض الأصوات النشاز التي غرقت في يمّ الشبهات وأصبحت حطيما للاشتباهات حيث اتخذ منها مادة إعلامية نشطة يحرك بها فئة مغلوبة على امرها فقيرة الاطلاع على ثوابت دينها فزل بدعواه سقيمها وأركس فيها.
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
وأما هذه الفرية فهي جهل محض لا أساس له إذ أن الشيعة في زمان إمامنا الكاظم "عليه السلام" كانوا قلة قليلة لاحول لها ولا قوة حيث روى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني رض عن حمران بن أعين مخاطبًا الإمام الباقر عليه السلام: «جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَقَلَّنَا؟! لَوِ اجْتَمَعْنَا عَلى شَاةٍ مَا أَفْنَيْنَاهَا»، أي لم نقدر على أكل جميعها، وهذه كناية عن قلّة عدد الشيعة في ذلك الزمان. الكافي ج٢ ص٢٤٤
وبالإضافة الى ذلك كانوا مجهولين بسبب ملاحقة السلطة العباسية الجائرة لهم فقد كان تكليفهم آنذاك التقية فمع قلة عددهم وضعف وسيلتهم وإرهاب السلطة لهم إين الصواب في صناعة تحرك يقضي عليهم؟!! فقد روى الكشي رض أنّ والي المدينة دعا المعلّى بن خنيس [أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام] وسأله عن شيعة الإمام أبي عبد الله عليه السلام وأن يكتبهم له، فقال المعلّى: «ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام أحدًا وإنّما أنا رجل أختلف في حوائجه وما أعرف له صاحبًا»، فقال: أتكتمني؟ أما إنّك إن كتمتني قتلتُك، فقال له المعلّى: «بالقتل تهدّدني! والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، وإن أنت قتلتني لتُسعدني وأُشقيك..» [أختيار معرفة الرجال ج ٢ ص٦٧٩ طبع مؤسسة آل البيت]
وهذا الخبر يدل دلالة واضحة على أن السلطات كانت تطلب رؤوسهم وتسعى للقضاء عليهم فإن المعلى بن خنيس كان أمينا في عدم اعطاء معلومات للظلمة عنهم وهذا كان ميثاقا وعهدا وقع عليه لساداته "عليهم السلام" وجهالة أمر الشيعة كان بأمر وتكليف منهم "عليهم السلام" لأن بهم [الشيعة المخلصون] تُحفظ الأمانة والدين وهم الذين يُبلّغوه للآفاق وحتى لا ينقطع سبيل الحق ويكونوا شهداء على ظلم دولة الباطل.
وفي زمن الإمام الكاظم "عليه السلام" تحديدا كان تكليف الشيعة هو التقية حيث يقول رئيس المحدثين الشيخ محمد بن علي بن بابويه الصدوق رض في عيون الاخبار ما نصه «لم يكن موسى بن جعفر عليه السلام ممّن يجمع المال، ولكنّه حصل في وقت الرشيد، وكثر أعداؤه، ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلّا على القليل ممّن يثق بهم في كتمان السر، فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك.
وأراد أن لا يحقق على نفسه قول من كان يسعى به إلى الرشيد، ويقول: إنّه تُحمل إليه الأموال، ويُعتقد له الإمامة، ويُحمل على الخروج عليه، ولولا ذلك لفرّق ما اجتمع من هذه الأموال، على أنّها لم تكن أموال الفقراء، وإنّما كانت أمواله يصل بها مواليه؛ ليكون له إكرامًا منهم له، وبرًّا منهم به عليه السلام»
نقف هنا ونتأمل بهذه الظروف الموضوعية أن الامام "عليه السلام" كان لا يثق الا بمن يكتم سره وكان شديد الحرص ان لا يعرف بانه تُجبى الأموال اليه حتى لا يشك هارون العباسي بانه ينوي الخروج عليه!! ففي هكذا ظروف عصيبة كيف يمكن أن تتحرك الشيعة؟! فالشيعة بهذا التصرف لم يخالفوا التكليف ثم إن الامام الرضا "عليه السلام" والأئمة بعده "صلوات الله عليهم " لم يذموا الشيعة على عدم اقتدارهم على انقاذ الامام "عليه السلام" من سجنه!
أما زيارة الامام الحسين "عليه السلام" لم تكن بتلك العصور كما هي الآن حتى يذم الشيعة على زيارتهم وتركهم الامام "عليه السلام" في سجنه.
مما تقدم ظهر لنا إن الأئمة "عليهم السلام" لم يكونوا يوما يحثون على حماس أجوف فالتقية التي يُنتقص منها هي دينهم "عليهم السلام".
ولكن للأسف أصبح في هذا الزمان تزييف الحقائق تجارة رائجة وخصوصا اذا كانت لاهداف دنيوية ولصالح توجهات معينة لكن الاعتقاد أغلى من أن يدخل في هكذا مستنقعات موبوءة للجهل فيها رأي واعتبار فلا نزعة عمياء ولاتصوف بقداسة مزيفة يستطيعان أن ُيغيرا سلوك وعقيدة الشيعة "أعز الله دعوتهم" هذا ونسال الله حُسن العاقبة والثبات بمحمد وآله الميامين الهداة عليهم أفضل الصلاة والسلام.
أحمد صالح آل حيدر-من قناة الائمة الاثنى عشر
بين فينة وأخرى تخرج هنا وهناك بعض الأصوات النشاز التي غرقت في يمّ الشبهات وأصبحت حطيما للاشتباهات حيث اتخذ منها مادة إعلامية نشطة يحرك بها فئة مغلوبة على امرها فقيرة الاطلاع على ثوابت دينها فزل بدعواه سقيمها وأركس فيها.
تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
وأما هذه الفرية فهي جهل محض لا أساس له إذ أن الشيعة في زمان إمامنا الكاظم "عليه السلام" كانوا قلة قليلة لاحول لها ولا قوة حيث روى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني رض عن حمران بن أعين مخاطبًا الإمام الباقر عليه السلام: «جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَقَلَّنَا؟! لَوِ اجْتَمَعْنَا عَلى شَاةٍ مَا أَفْنَيْنَاهَا»، أي لم نقدر على أكل جميعها، وهذه كناية عن قلّة عدد الشيعة في ذلك الزمان. الكافي ج٢ ص٢٤٤
وبالإضافة الى ذلك كانوا مجهولين بسبب ملاحقة السلطة العباسية الجائرة لهم فقد كان تكليفهم آنذاك التقية فمع قلة عددهم وضعف وسيلتهم وإرهاب السلطة لهم إين الصواب في صناعة تحرك يقضي عليهم؟!! فقد روى الكشي رض أنّ والي المدينة دعا المعلّى بن خنيس [أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام] وسأله عن شيعة الإمام أبي عبد الله عليه السلام وأن يكتبهم له، فقال المعلّى: «ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام أحدًا وإنّما أنا رجل أختلف في حوائجه وما أعرف له صاحبًا»، فقال: أتكتمني؟ أما إنّك إن كتمتني قتلتُك، فقال له المعلّى: «بالقتل تهدّدني! والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، وإن أنت قتلتني لتُسعدني وأُشقيك..» [أختيار معرفة الرجال ج ٢ ص٦٧٩ طبع مؤسسة آل البيت]
وهذا الخبر يدل دلالة واضحة على أن السلطات كانت تطلب رؤوسهم وتسعى للقضاء عليهم فإن المعلى بن خنيس كان أمينا في عدم اعطاء معلومات للظلمة عنهم وهذا كان ميثاقا وعهدا وقع عليه لساداته "عليهم السلام" وجهالة أمر الشيعة كان بأمر وتكليف منهم "عليهم السلام" لأن بهم [الشيعة المخلصون] تُحفظ الأمانة والدين وهم الذين يُبلّغوه للآفاق وحتى لا ينقطع سبيل الحق ويكونوا شهداء على ظلم دولة الباطل.
وفي زمن الإمام الكاظم "عليه السلام" تحديدا كان تكليف الشيعة هو التقية حيث يقول رئيس المحدثين الشيخ محمد بن علي بن بابويه الصدوق رض في عيون الاخبار ما نصه «لم يكن موسى بن جعفر عليه السلام ممّن يجمع المال، ولكنّه حصل في وقت الرشيد، وكثر أعداؤه، ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلّا على القليل ممّن يثق بهم في كتمان السر، فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك.
وأراد أن لا يحقق على نفسه قول من كان يسعى به إلى الرشيد، ويقول: إنّه تُحمل إليه الأموال، ويُعتقد له الإمامة، ويُحمل على الخروج عليه، ولولا ذلك لفرّق ما اجتمع من هذه الأموال، على أنّها لم تكن أموال الفقراء، وإنّما كانت أمواله يصل بها مواليه؛ ليكون له إكرامًا منهم له، وبرًّا منهم به عليه السلام»
نقف هنا ونتأمل بهذه الظروف الموضوعية أن الامام "عليه السلام" كان لا يثق الا بمن يكتم سره وكان شديد الحرص ان لا يعرف بانه تُجبى الأموال اليه حتى لا يشك هارون العباسي بانه ينوي الخروج عليه!! ففي هكذا ظروف عصيبة كيف يمكن أن تتحرك الشيعة؟! فالشيعة بهذا التصرف لم يخالفوا التكليف ثم إن الامام الرضا "عليه السلام" والأئمة بعده "صلوات الله عليهم " لم يذموا الشيعة على عدم اقتدارهم على انقاذ الامام "عليه السلام" من سجنه!
أما زيارة الامام الحسين "عليه السلام" لم تكن بتلك العصور كما هي الآن حتى يذم الشيعة على زيارتهم وتركهم الامام "عليه السلام" في سجنه.
مما تقدم ظهر لنا إن الأئمة "عليهم السلام" لم يكونوا يوما يحثون على حماس أجوف فالتقية التي يُنتقص منها هي دينهم "عليهم السلام".
ولكن للأسف أصبح في هذا الزمان تزييف الحقائق تجارة رائجة وخصوصا اذا كانت لاهداف دنيوية ولصالح توجهات معينة لكن الاعتقاد أغلى من أن يدخل في هكذا مستنقعات موبوءة للجهل فيها رأي واعتبار فلا نزعة عمياء ولاتصوف بقداسة مزيفة يستطيعان أن ُيغيرا سلوك وعقيدة الشيعة "أعز الله دعوتهم" هذا ونسال الله حُسن العاقبة والثبات بمحمد وآله الميامين الهداة عليهم أفضل الصلاة والسلام.
أحمد صالح آل حيدر-من قناة الائمة الاثنى عشر