يحاول بعض الكتاب والمؤرخين تشويه معالم الكثير من الحقائق نصرة لعمليات تجميل رموز السلب، وجعلهم في صورة أكثر بريقاً، بما يمتلكون من خبرات الكتابة والتدوين، وتسطير الدمج الذي يضيع وجهة المسير، ويعني خلط الأوراق بلعبة ذكية تحتاج إلى الكثير من التأمل والاختصاص، لكشف تلك التلاعبات...
فهناك كاتب من كبار كتابهم، يلعبها هذه المرة في حنكة تجعل من نفي أبي ذر (رضي الله عنه) اعتزالاً دنيوياً محضاً عن أمور الصراع بين الحق والباطل، ليقرن بها خيبة بعض شخوص التأريخ الذليل أمثال: (عبد الله بن عمر)..!! ولا أدري أي عزلة لابن عمر يتحدث عنها هذا الكاتب أو غيره، وهو الذي عاش المواقف بسلبيتها، وأعطى في كل المواقف رأياً وموقفاً..! فكيف لهذا الرجل أن يعيش العزلة وهو الخائض في الجور حتى قمة الرأس..؟ لكنها أساليب كتابية تجعل الحقائق مبهمة أمام القارئ، ليعيش حالة أشبه بالانصهار في بوتقة المنحى القصدي الذي يسعون إليه، فتجد أن أغلب كتابهم يكتبون: إن الابتعاد عن نصرة الحق هي خَشية أن تنغمس أياديهم في دماء زاكية لا يعرفون من المصيب وغير المصيب... فهل فعلاً كان التاريخ الاسلامي يمتلك هذه الضبابية؟ فكيف لشخوص كبار الفكر والعزلة، وهم يعيشون جهالة لا يعرفون فيها الحق عن سواه، والحقيقة كانت أوضح من الشمس؟ هل هناك شك في عدالة علي (ع)؟ وهل يحتاج مثل هذا الإمام إلى أن يوضع في موازنة غير ذكية مع أهل الفتنة؟ علينا فعلاً أن تنتبه لمثل هذه الكتابات التي تريد منا أن نقتدي بالخائبين ممن تنحوا عن مواجهة الباطل، فشوّهوا معاني الحق.