السيد الصافي: لابد من وقوف المجتمع الدولي وقفة تتناسب مع حجم الدمار الذي يعانيه أبناء غزة
شكر ممثل المرجعية الدينية العليا الجهات والمؤسسات والدوائر الأمنية والخدمية والصحية والتنظيمية ممن ساهموا في إنجاح مراسيم عاشوراء لهذا العام (1430هـ). والذين كان لهم الدور البارز في خدمة زوار سيد الشهداء عليه السلام. متمنيا أن يُقدم مستوى مماثلاً في زيارة الأربعين القادمة، إن شاء الله تعالى.
وأشار سماحة السيد (أحمد الصافي) أثناء إلقاء خطبة صلاة الجمعة(12 محرم1430هـ الموافق 9/1/2009م) من الصحن الحسيني الشريف الى الحادث الإرهابي الذي وقع قرب العتبة الكاظمية المقدسة قبل الزيارة العاشورائية، حيث وجه التعازي لأهل الكاظمية وسأل الله تعالى أن يسكن الشهداء فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.
ونوّه سماحته إلى أن " هذه الأحداث على قساوتها تكشف عن المعسكر الذي قاتل الإمام الحسين عليه السلام بشكل لا يحتاج إلى تنبيه. فالإنسان عندما يستهدف زائرين عُزّل وفي مكان طاهر وبقعة طاهرة ويندس بين الجموع جبنا من أن يعلن نفسه أمام الملأ ويأتي بهذه الطريقة الجبانة التي تدل على انحطاطه إنما يؤشر على ضحالة تلك العقول النتنة التي يعجز عن وصف سذاجتها وسخفها العقل ".
وحول الوضع الفلسطيني قال سماحته " هناك حالة عامة في عموم العالم تسمى (الحالة الإنسانية) وهذه الحالة اللاإنسانية الجارية الآن في غزة يتقزز لها ويرفضها الضمير الحي، كيفما كان ومهما تكن ديانة ومذهب واعتقاد الطرف المقابل، لأن الله جعل في الإنسان رحمة وجعل فيه ضميرا يتأثر بمؤثرات، وهذه المؤثرات في بعض الحالات تنقلب، فهذه الأطفال في فلسطين في غزة والنساء والرجال الكبار وما تجري عليهم من ويلات لا بد أن تحرك الضمير العالمي، ولا بد أن تحرك الوجدان بعيدا عن السياسة والتحالفات وما أشبه".
وأشار سماحته إلى الدور المفترض القيام به من قبل المنظمات الإنسانية العالمية حيال ذلك قائلا" هناك مجلس في العالم يسمى مجلس الأمن الدولي، وهناك منظمة في العالم تسمى الأمم المتحدة وجزء من دورهما هو الحفاظ على حياة الأبرياء، واليوم صدر قرار من مجلس الأمن وهو في حقيقته قرار غامض لا نعلم ما هي آليات تطبيقه على الأرض، وما هي المعاناة التي سيتحملها الإخوة في غزة ".
ونوّه سماحته إلى ضعف الموقف العربي إزاء تلك الأحداث الدامية قائلا: أود أن أقول بأن الإخوة العرب معنيون بالدرجة الأساس للوقوف بحزم ومد يد المساعدة وذلك للقربة ولوجود الروابط المشتركة والثوابت المشتركة بينهم وبين أبناء غزة وفلسطين عموما، وكذلك لابد من وقوف المجتمع الدولي وقفة تتناسب مع مسؤوليتهم وأيضا تتناسب مع حجم الدمار الذي يعانيه أبناء غزة الآن فعلا، وأنا أدعو دعوة صادقة لان يكون الجميع بمستوى المسؤولية لوقف هذا الدمار الشامل ومحاسبة المعتدين ".
وتطرق ممثل المرجعية الدينية العليا إلى مسألة انتخابات مجالس المحافظات وضرورة المشاركة فيها وبين آلية الانتخاب الجديدة المعتمدة من قبل المفوضية العامة للانتخابات التي تعتمد القائمة المفتوحة ليتسنى للناخب معرفة الكيان والفرد على حد سواء، وأضاف: طبعا الانتخابات القادمة تحتاج إلى مساحة كبرى من التثقيف ومسؤوليتي الوطنية والدينية تدعوني إلى أن أذكر بالموقف السابق للمرجعية المباركة العليا التي لا تدعم أية قائمة لكننا أيضا في نفس الوقت نريد أن يتصدى لإشغال المنصب من به الكفاية والنزاهة والإدارة والحزم إلى آخر الصفات الجيدة.
وعن أولئك المتذمّرين من أداء بعض مجالس المحافظات أكد سماحته أنه نسمع من بعض الإخوة ولردود فعل معينة بإحجامه عن الانتخابات وهذا الموقف هو موقف خاطئ، حيث إن عملية الانتخاب تعني عملية اختيار ولا يمكن الاختيار كعملية أن نصفه جيد ونصفه سيء، فلا يمكن للإنسان أن يندم على قراره في اختيار الأشخاص، هناك شبهة فالإنسان قد يقول الشخص الفلاني لم يكن بمستوى ما أعطيته ثقتي هذا جيد، والآن لا بد أن نختار والاختيار يحتاج إلى رؤية منك إلى فلان، أنا اعتقد إن الحال أفضل الآن في القائمة المفتوحة فاختر من ترغب وغيرك يختار من يرغب المهم انتخاب من يتصف بالكفاءة والنزاهة، نعم أحب أن انوه إلى مسالة أن المفوضية لم تعتن بالدعاية الكافية لتوضيح هذه المسائل وحقيقة أنا احملها مسؤولية عدم وجود شرح واضح ووافي لآلية الانتخاب، وكذلك في أمكنة إعلانات الانتخاب، من غير الصحيح أن يأتي فلان ليلا يذهب إلى ملصقات من يعتقد به لكيانه ويأتي صباحا ليراها ممزقة وموضوعة صور أخرى في مكانها، والسؤال المطروح هنا أين أماكن الإلصاق والدعاية.
وفي الختام قال سماحة السيد الصافي " أنا اكرر إخواني يجب أن يتحمل الإخوة مسؤولية الاختيار فالاختيار مسؤولية الجميع وانا بمقتضى وظيفتي الدينية والوطنية بينت واعتقد ان المفوضية تحتاج الى ان تعقد مؤتمرات وندوات أكثر حتى تشرح المسألة لأن قسما من الناس يمتنع عن الذهاب لعدم المعرفة أما إذا عرف بأن الآلية سهلة وبسيطة فسوف يذهب إلى الإدلاء بصوته بكل اندفاع.