إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكتابة النسوية في المنظور النقدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكتابة النسوية في المنظور النقدي


    نحاول أن ندخل عوالم المرأة من خلالها- لنعرف مفهوم هذه الكتابة وبأي منظور تقرأ؟ فالكاتبة العراقية المبدعة (بديعة أمين) تعبر عن دهشتها وتسأل:
    أهي فيما يخص شؤون البيت وقضية حقوق المرأة وحياتها؟ بالمقابل هل هناك كاتب رجالي ؟ وتعتبر مثل هذه التسمية محاولة لتجزئة المنجز الإبداعي.
    وترى أن الأدب النسوي يتميز بمحدودية التجربة الحياتية والمكتسب الثقافي وضعف القدرة التعبيرية وهذا يؤدي إلى هبوط مستوى المنجز فهي تقدم أدب ذاتي يفتقر إلى الموضوعية وينحصر بقضايا حقوقها ووضعها الاجتماعي والمشكلة أن المرأة تحتاج إلى إدراك لتعرف مشكلة المرأة وبعدها تعود (بديعة أمين) لتنفي وجود ما يسمى: {كتابة نسوية} بينما الدكتورة (بشرى موسى صالح): تجد أن في الفضاء الابداعي ثمة فاعلية واضحة على صعيد الكتابة الابداعية حظها أوفر من الكتابة النقدية، وترى أن على المرأة الكاتبة تقع مسؤولية مناهضة الفكرة الفرويدية التي ترى أن المرأة لا تصلح لإنتاج الافكار ...!!
    لا بأس أن نعترف أن الكتابة النسوية لم تقدر أن تعبر عن طاقاتها المبدعة لوجود المعوقات ومن بينها ما هو ذاتي وما هو موضوعي وبعض هذه المعوقات يركد في رأس الرجال ولا بد أن تعامل كتابة المرأة على أنها حق لوجود وثمن لكينونة وليس من باب الاكسسوار ومكملات الزينة تدفع بالجميع إلى الاستخفاف بها ولا يتم ذلك إلا بتحقيق اشتراطات الكتابة على نحو عام بوصفها مؤشراً للوجود والديمومة وتعتقد الكاتبة المبدعة المشهورة (لطفية الدليمي): إن هذه العنونة تضمن الانتقاص من قيمة الجهد الإبداعي للمرأة لحصره في زاوية التصنيف البايلوجي، وهي ترى أن استخدام هذا المصطلح جرى على نحو ملتبس، وحسب اعتقادها أن النظريات النقدية النسوية التي تتبنى مواقف اجتماعية وسياسية وسلوكية لمناهضة الاضطهاد الذكوري فأصبحت تدعو للاسترجال ونبذ المؤسساتية والعزوب عن الزواج والتدرب القتالي مثل الكراتيه، وغيرها من الظواهر التي افرزتها الحركات النسوية كردة فعل على ظاهرة أسمها (الجينو فوميا) الخوف من النساء أو (رهاب) النساء.
    تقول (جان ديلومو) في دراسة عن (الغرب والخوف من المرأة): إن جذور خوف الرجل من المرأة أكثر تعقيداً مما تصوره (فرويد) عن فكرة التفوق الذكوري، وقد توافقت مواقف الفلسفة الالمانية (نيتشه، اشبنفلر، وشوبنهاور) مع نظرية فرويد وضعت موقفاً متماسكاً من العداء والنظرة الفوقية وروحية الاداب والفنون (كتابات دي ساد وبودلير) والأدبيات النازية لفكرة ارتباط المرأة بالشر وهذا ما دفع حركات التحرر النسوية إلى حدود التعصب وترى الناقدة (روث شيري) أن جنس الكاتب ما هو إلا عامل من عوامل متعددة وتدعو الباحثة المغربية (زكية بلهاشمي) إلى ضرورة أن تستكمل المرأة نضجها الثقافي والمعرفي والفكري لتصبح كينونة الاداب النسوية واقعية متحركة متواصلة ويرى (رولان بارت) أن المرأة هي المعمل الثقافي لكنه قال عن المرأة الغربية أنها تستهلك جسدها في التلفزيون لتعلن عن مبيد الحشرات.. ويعلن (روجه غارودي) في كتابه (في سبيل ارتقاء المرأة) تضمن إيجاد خطاب نسوي في علاقته بحصول التوازن بين الخطاب الموجود والمرتجى وكتب الدكتور (فوزي رشيد) كتاباً (قواعد اللغة السومرية) يقول فيه كانت للنساء لغة خاصة تدعى لغة النساء شرحها الاكديون بلغة العراك.
    ونسف (راغون) كل تحفظات الفكر الغربي عندما أعلن (المرأة مستقبل الرجل) وتجد (لطفية الدليمي) أن سذاجة الدعوة إلى التساوي سقطت بسقوط استراتيجيات العمل النسوي الثقافي القديمة وحلت محلها الدعوة إلى تأكيد قيم النساء، واستكشاف مشاعرهن وتطوير أساليب التعبير التي تتطابق مع القيم الجديدة، أما الكاتبة المبدعة :
    (نازك الأعرجي) فهي ترى: إن الكتابة هي التي تحقق الكشف والإزاحة لتلك الثوابت لصالح صورة المرأة أو وصفها المرتجى ليس من أجل الانفصال بحصته من الأدب مقابل الأدب الرجالي بل من أجل استكشاف الواقع النسوي وتصحيح النظرة الثابتة السائدة وغير المنصفة وترى الدكتورة (هناء صبحي): إن ثمة موضوعات تكاد تكون هاجساً ملموساً في معظم ما يكتب.
    1- العزلة:
    الأجواء المهيمنة في الكتابات النسوية هي العزلة (غرفتي هي عزلتي) بطلة (لطفية الدليمي) في (عالم النساء الوحيدات) وتردد البطلة {ديزي الأمير} في البيت صمتٌ جميل.. وهكذا تصبح الغرفة (الذات) هي محور الانثى فيما بطلة (انتفاضة قلب) لسهيلة داود لسلمان تجلس خلف نافذتها تتأمل المطر وبطلة (ابتسام عبد الله) كذلك..
    2- ذكريات الطفولة:
    تشغل ذكريات الطفولة حيزاً كبيراً في الأدب النسوي العراقي فهي رهينة الركود عند (ميسلون هادي) ولنقرأ : مذ كانت صغيرة اعتادت ألا تنام إلا وهي ممسكة بسترة جدتها تقولها انثى (لطفية الدليمي)، فيما بطلة (بثينة الناصري): كم تساقطنا صغاراَ تلم (الطوش) حول جذع نخلة.
    3- التوحد:
    ويبقى هاجس الانثى التوحد التام مع أحلامها لتبقى أسيرة تلك الأحلام غير المرتوية عاجزة عن أي فعل حريصة على توهجها (وهنا أنا أجد في داخلي رغبة تتصاعد للكلام) ابتسام عبد الله وحيث الرغبة في البكاء.
    4- الحوار الباطن:
    الشكل الذي يتواءم أكثر من أي شكل آخر مع الشخصية الأنثوية التي تنوء بثقل عزلتها- فنجد الاغتراب في مفردات كثيرة مثل الوحدة، الصمت، العتمة، المساء، الانتظار، الخوف، الحزن... ومعظم الكتابة النسوية سردية باهتة تتنفس بها المرأة عما يضيق بصدرها.
    أعجبني
    تعليق​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X