قدمت العتبة العباسية المقدسة في مهرجانات المسرح الحسيني كتاب مهمين ونصوص مسرحية متنوعة ساهمت في تكوين مكتبة نصية للمسرح الحسيني ، واشتركت تجارب تباينت مستوياتها واساليب تناولها لقضايا التأريخ منهم الكاتب الشيخ ابراهيم راضي العامري رحمه الله وهو من ثوار الانتفاضة الشعبانية درس في الحوزة العلمية وكان شاعرا وخطيبا ومسرحيا التحق في ساحات النداء برتبة ضابط الى ان وافاه الاجل وعائلته في حادث مروري ، نقف عند تنوع اساليب الكتابة عند المسرحيين في طريقة تناول الواقعة فمنهم من يعمل على النظائر ويجمح الى التخييل ومنهم من يرى ان الفن المسرحي الحقيقي هو ان يغرف افكاره من داخل الواقعة التاريخية ،ونظرا الى عوالم رجل دين مثل الشيخ العامري فهو له ما يمتلكه من ذاكرة تاريخية ذات احاطة شمولية جعلت التأريخ مساحته وينتقل اينما يريد وكان نصه المسرحي الذي شارك فيه في مسابقة النص المسرحي في العتبة العباسية بعنوان ( غريب الكوفة ) لقد ساهمت اجواء الخطابة في بلورة عمله المسرحي وتحرك منطلقا من فسحة هلاك معاوية والتي تمادى فيها يزيد في طغيانه ،كان اسلوب الشيخ ابراهيم رحمه الله يعمل على تسليط الضوء التاريخي بشكله البسيط لكسب شمولية التوصيل ، ففي التاريخ وخاصة في هذه الفسحة المنفعلة التي اختارها الشيخ لتكون مسرح استشهاداته فيها نماذج متنوعة شريحة الثوار وشريحة التابعين للحكم الاموي ومنهم الجشعين والخائفين والمرتبكين بجهلهم وكل شريحة لها مساراتها فشريحة الثوار يقودها التوق لأقامة حكم الله سبحانه تعالى في الكوفة مثل مسلم بن عوسجةوايمانه بحتمية المواجهة وحبيب بن مظاهر الاسدي وعابس الشاكري ومجموعة كبيرة من المؤمنين بحركة الحسين الثورية التي لابد منها ، هولاء الذين يشكلون عقل التاريخ بينما في الطرف الآخر ممن يقلقون على مصالحهم من اتباع السلطة ومن هذا المنطلق التضادي يظهر كشف قيم الصراع بين المنهجين منهج يزيد واتباعه ومنهج الحسين عليه السلام ومعسكره ، تنضج بجلاء نوعية الموقف ورؤاه ، فقراءة الشيخ العامري رحمه الله هي قراءة احتوائية لمفاهيم المرجع التاريخي وطرح المستويات الفكرية المفسرة لمعطيات كل معسكر ولكل شريحة من شرائح مجتمع الكوفة ولذلك هو يركز في مشهده الرابع على تحركات القاضي شريح الرجل الذي يشتغل على صناعة التياه الفكري من خلال فقهيات مصنوعة على مقاييس خاصة خصصت لحماية السلطة ، مثل وجوب طاعة السلطان في كل احواله وهذا الفقه سينهي بدوره أي حراك ثوري ، والعمل على تفريغ العبادة من جوهرها الوجداني الفاعل وجعلها مجرد عادات سلوكية فارغة من محتواها الايماني فتكون الشعوب على دين ملوكهم كما يرى القاضي شريح ، يكشف النص عن حالة ضعف فكري عاجز عن التفاعل وانما يسعى ليبقى يعيش ضحالته الفكرية واحكامه اللامسؤولة ، ينقل الكاتب العامري هذا الضجيج الثرثار ليعطي الصورة الاوضح عن الفكرة ، ففي الفصل الثالث يكشف عن بؤر الصراع المعسكر الذي يجمع مرتزقة الحروب من تضاد مع ابطال الحكمة حبيب وهاني والمختار والتوق الى الثورة واستنهاض همم المواجهة التضحوية ، الواقعة التاريخية فعل نفذه الماضي واودعه في ذمة الحاضر ، التاريخ عند الشيخ العامري هو ما حدث لايد لنا لتغييره وانما لتسليط الضوء عليه ليكون عبرة ، وفي المشهد الرابع يثير الشيخ العامري في نصه المسرحي قضية شريك الاعور ومحاولة الفتل التي رسمها لابن زياد ولم يؤمن بها مسلم بن عقيل لكونه يحمل رسالة رسول الله صل الله عليه واله ( المؤمن قيد الفتل )وموآمرة معقل لكشف المركز القيادي السري لمسلم بن عقيل ، الشيخ العامري رحمه الله يريد ان يقول ان علينا نقل صيرورة الفعل التاريخي كما هو دون ادخال المحسنات ، فالتاريخ له مفاهيمه والا ما معنى ان يكذب رجل القضاء شريح بشهادته لمذحج والناس تصدق ما يقول هذا الفعل هو ذاتيا يتحول الى فاعل فيكون المسرحي رجل تاريخ وهذا يؤدي احيانا الى ارباك فاعلية المسرح ليتحول الى مسرح تعزية تشابيه فيها روح الفرجة تشخيص فعل المنبر على الخشبة ، في المنظر الثالث من الفصل الثالث ابن طوعة يخبر الطاغية ابن زياد ان مسلم في دارنا ويعرض امه للخطر ليبدأ فعل المواجهة العسكرية بقوة غير متكافئة ويعامل بغدر حين يمنح الامأن وتبدأ المواجهة التقابلية مع الطغاة وينتهي فعل التمسرح بقتل بطل الاسلام مسلم بن عقيل ويسدل الستار سلام الله على غريب الكوفة ورحم الله الكاتب المسرحي الشيخ ابراهيم راضي العامري
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
تمسرحات حسينية)
تقليص
X
-
تمسرحات حسينية)
قدمت العتبة العباسية المقدسة في مهرجانات المسرح الحسيني كتاب مهمين ونصوص مسرحية متنوعة ساهمت في تكوين مكتبة نصية للمسرح الحسيني ، واشتركت تجارب تباينت مستوياتها واساليب تناولها لقضايا التأريخ منهم الكاتب الشيخ ابراهيم راضي العامري رحمه الله وهو من ثوار الانتفاضة الشعبانية درس في الحوزة العلمية وكان شاعرا وخطيبا ومسرحيا التحق في ساحات النداء برتبة ضابط الى ان وافاه الاجل وعائلته في حادث مروري ، نقف عند تنوع اساليب الكتابة عند المسرحيين في طريقة تناول الواقعة فمنهم من يعمل على النظائر ويجمح الى التخييل ومنهم من يرى ان الفن المسرحي الحقيقي هو ان يغرف افكاره من داخل الواقعة التاريخية ،ونظرا الى عوالم رجل دين مثل الشيخ العامري فهو له ما يمتلكه من ذاكرة تاريخية ذات احاطة شمولية جعلت التأريخ مساحته وينتقل اينما يريد وكان نصه المسرحي الذي شارك فيه في مسابقة النص المسرحي في العتبة العباسية بعنوان ( غريب الكوفة ) لقد ساهمت اجواء الخطابة في بلورة عمله المسرحي وتحرك منطلقا من فسحة هلاك معاوية والتي تمادى فيها يزيد في طغيانه ،كان اسلوب الشيخ ابراهيم رحمه الله يعمل على تسليط الضوء التاريخي بشكله البسيط لكسب شمولية التوصيل ، ففي التاريخ وخاصة في هذه الفسحة المنفعلة التي اختارها الشيخ لتكون مسرح استشهاداته فيها نماذج متنوعة شريحة الثوار وشريحة التابعين للحكم الاموي ومنهم الجشعين والخائفين والمرتبكين بجهلهم وكل شريحة لها مساراتها فشريحة الثوار يقودها التوق لأقامة حكم الله سبحانه تعالى في الكوفة مثل مسلم بن عوسجةوايمانه بحتمية المواجهة وحبيب بن مظاهر الاسدي وعابس الشاكري ومجموعة كبيرة من المؤمنين بحركة الحسين الثورية التي لابد منها ، هولاء الذين يشكلون عقل التاريخ بينما في الطرف الآخر ممن يقلقون على مصالحهم من اتباع السلطة ومن هذا المنطلق التضادي يظهر كشف قيم الصراع بين المنهجين منهج يزيد واتباعه ومنهج الحسين عليه السلام ومعسكره ، تنضج بجلاء نوعية الموقف ورؤاه ، فقراءة الشيخ العامري رحمه الله هي قراءة احتوائية لمفاهيم المرجع التاريخي وطرح المستويات الفكرية المفسرة لمعطيات كل معسكر ولكل شريحة من شرائح مجتمع الكوفة ولذلك هو يركز في مشهده الرابع على تحركات القاضي شريح الرجل الذي يشتغل على صناعة التياه الفكري من خلال فقهيات مصنوعة على مقاييس خاصة خصصت لحماية السلطة ، مثل وجوب طاعة السلطان في كل احواله وهذا الفقه سينهي بدوره أي حراك ثوري ، والعمل على تفريغ العبادة من جوهرها الوجداني الفاعل وجعلها مجرد عادات سلوكية فارغة من محتواها الايماني فتكون الشعوب على دين ملوكهم كما يرى القاضي شريح ، يكشف النص عن حالة ضعف فكري عاجز عن التفاعل وانما يسعى ليبقى يعيش ضحالته الفكرية واحكامه اللامسؤولة ، ينقل الكاتب العامري هذا الضجيج الثرثار ليعطي الصورة الاوضح عن الفكرة ، ففي الفصل الثالث يكشف عن بؤر الصراع المعسكر الذي يجمع مرتزقة الحروب من تضاد مع ابطال الحكمة حبيب وهاني والمختار والتوق الى الثورة واستنهاض همم المواجهة التضحوية ، الواقعة التاريخية فعل نفذه الماضي واودعه في ذمة الحاضر ، التاريخ عند الشيخ العامري هو ما حدث لايد لنا لتغييره وانما لتسليط الضوء عليه ليكون عبرة ، وفي المشهد الرابع يثير الشيخ العامري في نصه المسرحي قضية شريك الاعور ومحاولة الفتل التي رسمها لابن زياد ولم يؤمن بها مسلم بن عقيل لكونه يحمل رسالة رسول الله صل الله عليه واله ( المؤمن قيد الفتل )وموآمرة معقل لكشف المركز القيادي السري لمسلم بن عقيل ، الشيخ العامري رحمه الله يريد ان يقول ان علينا نقل صيرورة الفعل التاريخي كما هو دون ادخال المحسنات ، فالتاريخ له مفاهيمه والا ما معنى ان يكذب رجل القضاء شريح بشهادته لمذحج والناس تصدق ما يقول هذا الفعل هو ذاتيا يتحول الى فاعل فيكون المسرحي رجل تاريخ وهذا يؤدي احيانا الى ارباك فاعلية المسرح ليتحول الى مسرح تعزية تشابيه فيها روح الفرجة تشخيص فعل المنبر على الخشبة ، في المنظر الثالث من الفصل الثالث ابن طوعة يخبر الطاغية ابن زياد ان مسلم في دارنا ويعرض امه للخطر ليبدأ فعل المواجهة العسكرية بقوة غير متكافئة ويعامل بغدر حين يمنح الامأن وتبدأ المواجهة التقابلية مع الطغاة وينتهي فعل التمسرح بقتل بطل الاسلام مسلم بن عقيل ويسدل الستار سلام الله على غريب الكوفة ورحم الله الكاتب المسرحي الشيخ ابراهيم راضي العامريالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس