إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من ادب الوثبة ( الأهل بالانتظار )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من ادب الوثبة ( الأهل بالانتظار )


    مع كل هجوم نسمعه يقرأ القرآن بصوت جميل ، يعلو صوته كلما يعلو صوت القذائف ،
    يبدو ان احد خطباء الدواعش قد اغضبه عندما قال( الحشد الشعبي مأو ى للفقراء) فراح يردد دائما انه حشدنا نحن ابناء الفقراء، صحت به
    :ـ احمد ماهذه المشاعر الخشنة ، فخجل واعتذر ، الحرب تجعلنا قريبين من بعضنا حد التعالق الروحي ، يؤكد احد الاصدقاء ان احمد ليس فقيرا كما يدعي انه غني ويملك اعمالا واموالا لكنه تعرض لهزة نفسية اثر استشهاد زوجته وابنته في انفجار انتحاري ، ورغم هذا عرفت انه عاش طفولة بائسة ، الحنق الطبقي موجود في صدر طفولته ، معلمة تطلب من التلميذ ان يترك رحلته لزميل آخر لكونه ابن ذوات ،رفض الطفل هذا التميز الطبقي رغم نعومة احاسيسه ، ولكن القسوة جعلته يرضخ للجلوس في آخر الصف ،يمتلك صديقي احمد هاشم عباس روح قيادية وثابة ، قادرة على تخمين جميع تحركات العدو تخمينا دقيقا ،وله طرق خاصة في اقتناص العدو وطرق متطورة في التخفي عن قناصيهم ،يبدو ان التفكير في اعادة التجربة الاسرية وتكوين عائلة جديدة لاتشكل في عقل احمد هاشم شيئا سوى التخلص من الحاح الناس ،كيف لي ان اهنأ بعرس بعد فقدهما ، هولاء الدواعش يقتلون الناس ويكبرون لله لأي اله يكبرون ؟، لو يعرفون الله ماقتلوا زوجتي وابنتي ، أي دين اجاز لهم قتل بيتي ،واي عروس مسكينة ترضى ان تدخل بيتا ذبحوا سيدته وابنتها ،عرف أحمد بموهبة صدق التخمين حتى صارت توقعاته تؤخذ بعين الاعتبار لكنه لايثير قلق احد بل يشحذ هممهم ،
    :ـ كيف تتنبأ يا احمد ؟
    :ـ انا لا اتنبأ بشيء ، لكني امتلك الفراسة القادرة على قراءة حتى الصمت ، والتخمينية من الوسائل الدفاعية الناجحة ، فلكل هجوم عدته ووسائله الخاصة ،
    صمتت المنطقة المواجهة وخلت من اية مقاومة او مناوشات حتى اعتقد البعض انهم انسحبوا او ربما قللوا تواجدهم ، حذر احمد الجميع بما فيهم قادة الفوج
    :ـ هذا كمين مدروس ،
    نظر بوجه الامر وقال
    :ـ عذرا فانا اعرفهم اكثر من غيري ، الطرق العادية رتيبة الاداء ولا تخدمنا ،
    :ـ ولماذا تسميها رتيبة ؟
    :ـ لانها دائما تشكل ردة فعل ، ونحن هنا نطمح لصناعة فعل قتالي ،
    كان الامر واغلب القادة معجبين بهذا الحماس الوطني والقراءات المدروسة من قبله ويتوقعون منه خيرا ،
    همست في اذنه :ـ لهفتك للقتال تخيفني يا احمد، ما زال فيك الطفل الرافض ان يترك رحلته لغيرة ، ما زال جرح فراق زوجتك وابنتك بهذه الطريقة البشعة التي اختارها داعشي لطخ الدنيا بالدم والخراب ،
    لم يعرني اهمية وراح يرتل القرآن بصوته المؤثر ، قلت مع نفسي الله اعلم ماذا يضمر هذا الاحمد هاشم وابتسمت لحالي ، افكر في امره حد الهم ماذا يريد من حياته الباقية وهو بعده في عز الشباب ، لمن سيترك بيته وماله ولا احد بقى عنده ، وما ان استراح قليلا حتى سألته ما الذي حدث ؟
    :ـ لاشيء قل ما الذي سيحدث ؟
    :ـ ما الذي سيحدث يا احمد ؟
    :ـ انهم يخططون لهجوم كبير على مساحة محددة ، كل الذي يسعون اليه ان نترك لهم الطريق الايسر لكونه منفذ مهم ، لفك الحصار عن قوة لهم محاصرة بين اربع جهات ولا منفذ لها سوى هذه المنطقة فلذلك سيحشدون كل ما يقدرون عليه ،
    :ـ وهل ابلغت الامر بشيء ؟
    :ـ نعم واحترم تخميني رغم اني لااملك برهانا على الواقع
    :ـ لماذا ؟
    ـ لانه بعد لم يصبح واقعا ،
    هل يمكن لانسان ان يمتلك النبوءة عبر قوى غيبية تخبره بما سيحصل ام انها فعلا توقعات هواجس مدركة
    وفعلا استجاب الامر لهذه التخمينات واعد العدة والقوة لدفاع متمكن ، ورغم هذا يرى احمد ان الهجوم سيكون اكبر مما يظنون ،لكننا سنصده بعزم ابي ،وحدثت جميع توقعاته فكان الهجوم كبيرا وانتهت زوبعته بتضحيات ليست قليلة لكنه كان دفاعا اسطوريا ادهش الدواعش ، كانت جراح احمد خطيرة قلت له وانا اودعه احمد لاتتركني وحيدا هنا قال
    :ـ لاتخشى علي شيئا الاهل بانتظاري الان وكل ما املك في الدنيا تبرعت به للحشد الشعبي ولم يبق امامي سوى الرحيل الى كربلاء​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X