تعدّ صدى الروضتين واحدة من الدوريات المهمة، ومن ثمرات الأقلام التي ترفع رأس الوعي الثقافي والديني عالياً، وتحفز الشباب من أجل الخوض في معترك الحياة الثقافية.
إن مما يقدمه القرّاء بين حين وآخر من هذه المعلومات القيمة، شواهد صدق تنطق بعلو ثقافة وسمو تفكير؛ والحق يُقال: إنه لمجهود عظيم وأثر جليل لكل عدد من أعداد هذا المطبوع، ينقل إلينا أهم الأخبار، ويثبت لنا أهم الآثار التي لا يستغني عنها المثقفون في البلد.. فهي تحفل بأبواب مختلفة تتعلق بالأوضاع والسيَر والبرامج، وكل ما يهم الإنسان معرفته من أحوال المجتمع، وفوائد عامة لاسيما فيما يتعلق بالروضتين المقدستين الحسينية والعباسية، إضافة إلى الإنجازات التي تنجزها الروضتان المقدستان، فهي على عتبات سلم الارتقاء.
ولاغرو مما نعهده من محرريها من الهمّة والنخوة، لا نستغرب منهم هذا التقدم السريع، وأن ما فيها من الحقائق التاريخية يدل على عظم أهمية هذه النشرة، وشدة احتياج الناس لأمثالها.
ونظرة إجمالية لأعدادها السابقة، نجدها تبث الروح الإسلامية الخالصة لكافة العلوم، وتنفث الروح العلمية الصحيحة السالمة من شوائب الأوهام والمعتقدات الزائفة.
ويظهر بجلاء مما تقدم أن صدى الروضتين وسيلة إعلام عامة للوعي الحسي والعقلي، مكنت القارئ من المثابرة والجد والسعي المتواصل الذي يطابق سمعة محيط كربلاء العلمي والأدبي والاجتماعي... إنها ما تزال تسير سيراً متواصلاً يترصدها القرّاء بانتظام؛ لأن لها مساساً مباشراً بالحياة العملية.
ونحن لا يسعنا إلا أن نلفت الأنظار إليها واقتفاء أثرها، في تقدمها الملموس، ورقيها المحسوس.. متمنين لها كل تقدم وازدهار لتكمل سيرها الطبيعي.. والله تعالى هو الموفق.