إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في كتاب (نظرية المسرح الحسيني) للشاعر والكاتب المسرحي (رضا كاظم الخفاجي)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في كتاب (نظرية المسرح الحسيني) للشاعر والكاتب المسرحي (رضا كاظم الخفاجي)


    قراءة: علي الخباز
    تنتشر الظواهر المسرحية في كل ملامح الحياة، بما يرسخ مفهوم الابداع المؤثر الذي يمثل الهوية الانسانية والايمانية، ويجعلنا نقف أمام العديد من المساعي التنظيرية لبلورة المفهوم الأمثل لنظرية المسرح الحسيني؛ واصدار اعلام العتبة العباسية المقدسة لكتاب نظرية المسرح الحسيني للشاعر والكاتب المسرحي (رضا كاظم الخفاجي) هو محاولة جادة لتبني نظرية فاعلة.
    وقد ركز الباحث على ارتباط المسرح بالدين في نشأته الاغريقية الأولى، ومثل هذا الرأي يشكل فرادة امام من يراه مصري النشأة، ويرى أن ارتباطه الديني مصري وليس اغريقي، لكن المهم انه يرى ان التظاهرة المسرحية في العراق اقترنت بالطقس العاشورائي، وأغلب النقاد يتحدثون عن وجود تعارض نفسي وذهني بين الثقافة العربية والفن المسرحي، في حال أن الإسلام هو ملحمة بحد ذاته، وعاشوراء الأرضية المناسبة؛ لما تحتوي من عمق جوهري، ومفهوم الصراع بطبيعته يدفع الانسان للارتقاء لقيمة الرمز الفاعلة.
    المسرح الحسيني في مفهوم الخفاجي لابد أن ينطلق من معتقد رسالي مسنود بالرؤيا الابداعية، مع تهذيب التوظيف والغاية والأهداف، فهو يتعامل مع النظرة الواقعية الواعية للحصول على انجاز مؤهل لتقديم النموذج المقدس، وهذا ما افزع المرتكز السلطوي لعهود، وما يفزع اليوم بعضهم من تسمية (المسرح الحسيني)، وسعيهم لإيجاد العديد من المسميات الأخر.؟!
    وبما أن التأريخ الإسلامي الرسمي لا يمثل لنا قيمة انتماء، أصبح من حقنا اعتماد أي نهج فني نموذجي متكامل، نطرح من خلاله القضية الحسينية، مستثمرين نسمة الحرية سعياً للتغير... أجد أن الميزة الحقيقية لهذا الكتاب هي اعتماده على رؤى كاتب مسرحي أديب، يبحث عن مساحات الارتقاء الفكري عبر التأثير الفاعل في زمن تماهت التقنيات الاخراجية لصنع البديل التعبيري بأنماط اسلوبية عدة تهمش لغة النص.
    وبعيداً عن القولبة الأسلوبية، يكون السعي منتجاً، فما الضير مثلا من استخدام لغة متوثبة ابتكارية، تعمل على مساحات اللامتوقع، مادامت تبحث عن مساحة تأثيرية لصالح المعنى، مما سيحافظ على احتواء روحية التنامي، والنظر إلى الأمور النفسية بمحدوديتها، وعدم تعميمها قسراً، فليس كل سهل ممتنع يصلح للعمل المسرحي، ولا كل شحنة عاطفية تثور على شعرية تحفز مكامن العمل الدرامي، لكن الملاحظ من جهد الشاعر المبدع الخفاجي هو البحث عن قدرة التأثير الوجداني بعيداً عن التأثير العاطفي الساذج؛ لتحقيق الابداع والامتاع والاندهاشية، ومع ايصال الافكار مباشرة، وبكل وضوح الى الجمهور.
    ولاشك أنه يؤمن بأن الغموض الفني يعد وضوحاً يبحث عن التعالق الروحي مع المتلقي، ويبحث عما يسمى (المعلق في الذاكرة)؛ لكونه يعول على الجانب الفني الخلاق .
    ما يريد أن يصل إليه السيد الباحث هو أن بعض المحاولات التي اتخذت من الموضوعة الحسينية مرتعاً صلباً لإبراز الغايات، ورؤى سياسية مؤدلجة، لا تشكل قيمة جادة من قيم التمثيل المسرحي، وما نسميه (التظاهرة المسرحية) لوجود التجاوب بين الممثل والجمهور؛ فالسيد الباحث لا يعترض على المعاصرة، وانما على دعوى المعاصرة؛ لكونه يرى أن الهدف الأسمى هو التجاوز من أجل التفجير الايجابي. التأريخي إذا صدق معناه تحول الى واقعي. بعض المنهجيات التدوينية تسعى للتركيز على منهج (بريخت) الشائع (عرض المألوف بطريقة غير مالوفة)، لكن علينا عدم تجاهل متممات المنهج (البريختي) من ازالة مناطق الايهام، وابعاد الوهم، وايقاف الحدث المسرحي بالراوي؛ لجعل المادة التأريخية وسيلة تعلم.
    وقد كشف الباحث رضا الخفاجي عن الكثير من التشوهات في جمودية الفعل التأويلي عند بعضهم، مما يشكل العادية الخالية من الايحاء، والساقطة في بؤر غير المستساغ. وبعض الكتابات فقدت النسيج الدرامي لانحراف درجة الرؤية قصداً لمآرب خاصة، تحاول خلخلخة الحدث التأريخي. هي تعترف بالحدث، لكنها تصوغه حسب منظورها السياسي، فتأتي مؤولة الى صراعات طبقية وسياسية، بينما ينظر رضا الخفاجي إلى أن القضية الحسينية هي الجوهر، ومزايا أي أسلوب لابد أن تنصهر في عملية خلق عوالم تأثيرية.
    أعجبني
    تعليق​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X