( من ذاكرة صدى الروضتين / العدد 160 )
العتبتان الحسينية والعباسية المقدستان، تقيمان مهرجاناً شعرياً، ومعرضاً تشكيلياً
إحياءً لذكرى الثلة الخيّرة ممن سار على نهج أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين، وأخيه حامل لواء الطف (عليهما السلام) في وقوفهم بوجه الظلم والطغيان، واستذكاراً لرفاتهم التي طمرتها المقابر الجماعية في كل البقاع، شهداء الإنتفاضة الشعبانية المباركة، ولأرواحهم التي كانت وما تزال باعثة لاستنهاض الهمم وشحذ النفوس من أجل بلوغ الحرية المنشودة إلى يومنا الحالي، خصوصاً وعالمنا العربي يدين اليوم بالفضل لهذه الانتفاضة بما قدمته وستقدمه للأجيال اللاحقة.. أقامت الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، وفي منطقة ما بين الحرمين الشريفين مهرجاناً شعرياً ومعرضاً تشكيلياً للصور الفوتوغرافية، بمناسبة حلول الخامس من آذار، ذكرى تحرير مدينة كربلاء المقدسة من براثم البعث المقبور عام 1991م، وبحضور جمع غفير من أبناء المدينة التي لطالما اعتزت بما قدمه أبناؤها لهذه المدينة المعطاء، وبمشاركة واسعة من شعراء العراق الشعبيين الذين قدموا من محافظات (النجف الأشرف - ذي قار – الديوانية - بغداد)، الحفل ابتدأ بقراءة سورة الفاتحة ترحماً على شهداء الانتفاضة المباركة، وقراءة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة الأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين ألقاها فضيلة السيد أفضل الشامي، نائب أمين عام العتبة الحسينية المقدسة، استذكر من خلالها التضحيات التي قدمها العراقيون ابان حدوثها في شهر شعبان من عام 1991م في نهضتهم ضد الظلم والظالمين قائلاً:
(في مثل هذه الأيام التي نعيشها، نال العراقيون لأول مرة حريتهم من سطوة الظلم الطاغوتي للبعث الكافر، الذي تحكّم بأبناء العراق في مدينة كربلاء المقدسة والمدن العراقية الأخرى، والتي لولا الخذلان الذي وقع عليها من قبل المجتمع الدولي والعربي في وقته، لكُتب لها النجاح، كما كُتب للثورات العربية اليوم في مصر وتونس وغيرها، لذا لا غرو أن قلنا أن الانتفاضة الشعبانية المباركة هي فاتحة التغيير في الوطن العربي برمته، ولولا مساندة النظام الصدامي لقمع الإنتفاضة بوحشية إجرام كبيرة بحق الشعب العراقي الأعزل، وشاهدها الذي يدمي القلب مقابر السمو، من قبل الأنظمة التي تهاوت اليوم الواحدة تلو الأخرى منقادة لمطالب الشعوب في التحرر من الظلم والظالمين، لقول ما يريدون، وفعل ما يريدون، والتحكم بخيراتهم كما يشاءون.. الإنتفاضة الشعبانية حدث أبرز، وواقعة نفخر بإنتمائنا إليها، لما قدمته من تضحيات جسام، لذا عزمنا على استذكار هذه المناسبة كما نفعل كل عام، لرفع بعض الحيف والظلم الذي تعرضت له، وما زالت تتعرض له).
أعجبني
تعليق