إشراقةٌ لشمسِ الولاءِ والخدمة
متابعة: كاظم الناشي
إشراقةٌ أخرى للولاء، وصورة وفاء وصدق انتماء، فنارات تدل على الإخلاص والتفاني، وشواخص تشير الى النماء الدائم الإخضرار، هي ذي مشاريع العتبة العباسية المقدسة التي امتدت تغطي ما شاء الله لها من المساحات، فعمّرت الأرض وأحيتها، وسرّت الأبصار وأبهجتها، بتعدد أهدافها اختلفت مواقعها.. ومن هذه المواقع ما ضمّ مشاريعَ ومجمّعاتٍ، كموقع السقّاء(2)، الذي شهد يوم 19 جمادى الأولى 1432هـ الموافق 23 نيسان 2011م وبحضور سماحة رئيس ديوان الوقف الشيعي والأمين العام للعتبة العباسية المقدسة(دام عزهما) وممثلي العتبات المقدسة في العراق، وأعضاء مجلس الإدارة في العتبة العباسية المقدسة، والبرلمانية (منال الموسوي) عن نواب محافظة كربلاء، والسيد محافظ كربلاء المقدسة وأعضاء الحكومة المحلية فيها، حفلاً بهيجاً بمناسبة افتتاح مجمّع مسقفات (مصانع وورش) السقّاء2..
استهل الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم بصوت السيد بدري ماميثة
تلتها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري(دام عزه):
في هذا اليوم ونحن نحضر افتتاح هذا المجمّع الذي سيضم إن شاء الله تعالى المصانع والورش التي تهدف الى خدمة الزائرين الكرام، ومن أجل النهوض بهذه المدينة في معالمها وفي تطورها وفي خدمتها للجميع.. في هذا الموقف ليس لي ما أقوله سوى أنني سعيد بهذه الجهود، وبهذا الإتقان، ونحن اليوم بأمس الحاجة الى أن تكون مشاريعنا على مستوى عالٍ من الدقّة والإتقان في التصميم والتنفيذ، وخصوصاً في هذه المدينة المقدسة.
قد يصادفنا شيء من العتب من الجهات الرقابية، ولكننا ما دمنا نسعى من أجل خير هذه المدينة، ومن أجل تطوير العتبتين المقدستين اذن فلنتقدم الى الأمام بالمستوى الذي يليق بالسمعة العالمية لهذه المدينة المقدسة، والتي تحتل مكانة كبيرة في قلوب المؤمنين أينما كانوا.. شكراً لسماحة السيد أحمد الصافي لجهوده الواضحة والتي تعطينا منهجاً للتواصل والمتابعة من أجل التنفيذ الأمثل والأجمل، والذي بجهوده وجهود الأخوة العاملين معه نسمع ونشاهد ما يقومون به من أجل خدمة الزائرين، وتوسعة العتبات المقدسة وخصوصاً عتبة أبي الفضل العباس(ع).
كلمة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه):
في هذه المناسبة أود أن أشير الى نقطتين مهمتين، وهما أن لكل مشروع ظاهراً وما وراء الظاهر، والمقصود بما وراء الظاهر هي تلك الأفكار التي جعلت المشروع يقوم على هذه المساحة من الأرض، فالإنسان مهما يُؤتى من فكر وجهد قطعاً لا يستطيع أن يعمل إلاّ ضمن فريق يشاطره الرأي وينسجم معه؛ هذه المشاريع التي بعضها اُنجز كتذهيب المنارتين الشريفتين، والمخازن في موقع السقاء(2)، وهذه المصانع، ومشروع التسقيف الذي نحمد الله تعالى أنه في أطواره الصحيحة، ومشروع التوسعة، قطعاً وراء هذا العمل أشبه بالجنود المجهولين، الإخوة معنا في العتبة العباسية المقدسة جزاهم الله تعالى خيراً وبمقتضى الصلاحيات التي نملكها في العتبة نبعثهم الى داخل العراق وخارجه للبحث عمّا كل ما هو نفيس ودقيق ليأتوا إلينا بهذه الأفكار والرؤى، ومن خلال معرفتنا بدقة رأيهم وبمعرفتهم باحتياج العتبة المقدسة، وبعد مناقشات ومداولات نقرر فنبدأ بالتنفيذ، فجهدهم لابد أن يُذكر.
نحن في بداية الطريق والإنسان كلما بذل جهداً فهو على علم أن هناك عملاً ورؤى أفضل وأكمل، ولكن عليه أن لايقف مكتوف الأيدي، بل لابد أن يعمل ويؤسس لمن يأتي بعده..
الإنتماء الى العتبات المقدسة فيه استحقاقات خطيرة، فنسبة الإنسان الى مكان مقدس كالعتبات المقدسة يحتاج الى رعاية إلهية، فعليه أولاً ان يحافظ على العتبة وأن يحافظ على استقلاليتها، وأن يحاول أن يطوّرها وفق اُسس ومبادىء واضحة وجليّة، فهذه الأمور تحتاج الى رقابة خاصة من العاملين على العتبات كي يبقى العمل في جوّه المستقيم والصحيح.
الشيء الثاني هو أن ديوان الوقف الشيعي الموقر متمثلاً بسماحة السيد صالح الحيدري(دام عزه) لا زال داعماً من أجل تطوير العتبات المقدسة، ولا زال يبذل جهداً واضحاً يرافقه في ذلك الإخوة المديرون العامون في الديوان الموقر على جميع الصُعُد.
وأضاف سماحته: أحب أن أستغل وجود الإخوة في الحكومة المركزية والحكومة المحلية وأنوّه الى قضية، وهي أن المشكلة في بلدنا مشكلة حقيقية، والمشكلة هي في الأنظمة الإدارية، فكلما استطعنا أن نجعل الأنظمة الإدارية تساعد على البناء كلما حصلنا على بناء أكثر وأفضل، وما أحوجنا الى انتاجنا في الوقت الحاضر. كما أحب أن أشير الى أن العتبات المقدسة تعمل بقانون، وهذا القانون فيه من المرونة مما ساعد على بذل الجهود، فاذا لم يقُم العامل في العتبات المقدسة بعمله سيكون مقصراً.. بعض مؤسسات الدولة ما زالت قوانينها غير مرنة ولا زالت مكبِّلة للعاملين فيها، فعدم العمل لا يعني التقصير.
إذن، الإنجاز يحتاج الى قوانين تساعد ويحتاج الى رجال تُنفِّذ والعراق بحمد الله تعالى مملوء بالكفاءات، والإخوة في مجلس النواب يتحملون مسؤولية كبيرة من أجل تعديل القوانين المُعطّلة، فعجلة التقدم أسرع منا، ونحن ما زلنا نعمل بقوانين يجب أن تحال على التقاعد.
أشكركم جميعاً متمنياً لكم دوام التوفيق لخدمة هذا البلد المعطاء، كما أتوجه بالشكر للإخوة أعضاء مجلس الإدارة في العتبة المقدسة. والشكر موصول الى قسم المشاريع في العتبة العباسية المقدسة الذي بذل جهداً كبيرا في المواصلة واستنطاق الأفكار، وشكري للشركة التركية المنفذة والتي بذلت جهداً حقيقياً للحفاظ على وعودها ومصداقيتها.
كلمة رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ:
في الشهر السادس من العام المنصرم وبحضوركم البهي والمبارك تم افتتاح مخازن السقّاء كمرحلة أولى من أربع مراحل يضمها هذا الموقع، تلتها مرحلة مرحلة انشاء السياج والحماية، ومرحلة انشاء المصانع والورش، ومرحلة إكساء الطرق والبنى التحتية للموقع، وحيث كان من المقرر إنجاز كل مرحلة على حدة، وضمن مشاريع الخطة الإستثمارية لكل سنة، بادر ديوان الوقف الشيعي الموقر ولثقته العالية بإمكانات وكفاءات العتبة المقدسة الى إطلاق مراحل العمل بوقت واحد وخلال السنة المالية الماضية، وتم صرف المبالغ الأولية للمشروع، فما كان من إخوانكم في العتبة العباسية المقدسة إلاّ شحذ الهمم لإنجاز جميع المراحل في المصانع والورش في مدة لم تتجاوز العشرة أشهر، حيث اُنجز مشروع السياج الخارجي الذي اُحيل الى شركة الكفيل، وبطول(1)كم وبارتفاع خمسة أمتار مع شبكة الحماية والإنارة، وكذلك اُنجز مشروع مصانع وورش العتبة العباسية المقدسة الذي اُحيل الى الشركة التركية(ديتي يابي) وهو أهم المشاريع وأكبرها، حيث تم إنشاء مصنعين على مساحة(12,000)م2 وبطابقين، وبمجمل ارتفاع(15)م، وبمساحة(3000)م2 لكل طابق، وقد استخدمت في البناء مواصفات عالمية حديثة من حيث تصميم الأسس وتحملها للمكائن والآلات الثقيلة، وكذلك سقوف الطابق الأول حيث يتحمل هذا النوع من السقوف مكائن عملاقة تصل الى (3,5)طن على المتر المربع الواحد، وباستخدام سقوف(سبيس فريم) والتي تتيح تسقيف فضاءات واسعة بدون استخدام الأعمدة الساندة، وأخيراً تم انجاز المرحلة الأخيرة وهي مرحلة إكساء الطرق والبنى التحتية، حيث اُحيل المشروع الى شركة الكفيل وبمساندة خاصة من الشركة التركية، حيث تم إكساء مساحة(12,000)م2 من الكونكريت المسلّح العالي الجودة والمعالج بالمواد المُضافة، وكذلك عمل أرصفة بلغت بطول (1200)م، وكذلك شبكة لتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي مع محطات الرفع.
كلمة الأستاذ آمال الدين الهر محافظ كربلاء المقدسة:
ما تفضل به سماحة السيد الصافي وهو أن تكون هناك حريّة للمحافظات أو للدوائر ذات العلاقة بالتصرف بما يتيح لها الإستفادة من الطرق العلمية الحديثة، حيث أننا لا نستطيع الخروج عن مواصفات وزارة التخطيط، وهي مواصفات مقيدة ومكبِّلة، ولهذا هناك توجهات لدى الحكومات المحلية وهي أن تكون لديها صلاحيات لحل الكثير من المشاكل، الجانب الآخر وهو بما أن العتبتين المقدستين قد حققتا النجاح في جوانب كثيرة، فنحن نطلب منهما أن تتجها الى حل مشاكلنا المُعقّدة، فلازلنا في المحافظة نفتقر الى مكتب إستشاري يمكن الإعتماد عليه في حل الإشكالات التصميمية والتنفيذية، وهناك الكثير من المشاريع المعطلة في الجانب الصحي بسبب عدم وجود مراكز إستشارية في بناء المُستشفيات..
بما أن الشركة التركية نجحت في تنفيذ هذا المشروع، فاننا هنا نذكر بأن السفير التركي كان قد وعدنا بأن تكون هناك انجازات للشركات التركية، والآن الشركات التركية في كربلاء ملتزمة بمشاريع أكثر من أية دولة أخرى، ونحن نتعامل مع الشركات التركية على أساس ما تقدمه لنا من خدمات، كما نتعامل معهم كإخوة مسلمين.
الشعر كان حاضراً ليرسم بالكلمات صور الولاء التي طالما انتهجها خدمة أبي الفضل(ع)، فكانت القصيدة الأولى للسيد عدنان الموسوي عضو مجلس ادارة العتبة العباسية المقدسة:
زها بك البدرُ واستعلى بك القمرُ إن الأعاجيبَ في العباس تنحصرُ
أبٌ وأمٌ وإخوانٌ ومأثرةٌ فكيف للماء في هذا الفتى أثرُ
أما الشجاعةُ من إقدامه جبُنتْ فاعذر أخا الشعر في معناك ينكسرُ
يا ذخرَ حيدرة طوعاً لك القَدرُ جيشٌ تقحّم صوبَ النهرِ أم نفرُ؟
أم أنَّ عزريلَ قد فارتْ مراجلُهُ حتى تطايرَ من قدحِ الوغى الشَّررُ
فذا أبو الفضل من (عمروٌ) و(عنترةٌ)؟ فخزرُ عينيهِ لا يبقي ولا يذرُ
كأنّه وهو مقدامٌ لنازلةٍ صُورُ القيامةِ نفاخاً لها النُذرُ
شدّ الخيامَ على الأضلاعِ كافلُها عرقُ الفؤاد على أطنابِها وترُ
حتى اذا الماءُ قد ألوى سكينتَه فقدّم العينَ والكفان تعتذرُ
وقفتُ أسرقُ علّ الدهرَ منشغلٌ حتى رجعتُ بكلِّ الوقتِ أنتظرُ
من أين أدخلُ يا أقداسَ مُعجزةٍ وشأو قدركَ لا يرقى لهُ البَصرُ
لملمتُ قافيتي والهدي أرشدني فرحتُ في (صالح) الأعمال أتّزرُ
ولذتُ في همّة الصافيِّ مبتدراً فراية العزمِ معقوداً لها الظفرُ
كلاكما حيدريُّ الأصلِ من شَرفٍ إن قيل جدكما فالمسكُ ينتشرُ
وإن أشرتُ الى ما أنتما ابتدأتْ تحنو لفعلكما التيجانُ والدُررُ
أما القصيدة الثانية فكانت لشاعر أهل البيت (ع) الحاج علي الصفّار:
تَرْنُو إليكَ عُيونُ القَلْبِ ياقَمَرُ
وَفي رِحَابِكَ رُوحُ الخَلْقِ تَعْتَمِرُ
يا آيةَ السِّبطِ يَومَ الطَّفِّ مانَزَلَتْ
إلاّ لِتَصْعَقَ مَنْ خَانُوا وَمَنْ كَفَرُوا
أَطْبَقْتَ عالي السَّما فَوقَ الثَّرى فَهَوَتْ
تِلكَ الرُّؤوسُ وأضْحَى سَيفَكَ القَدَرُ
وَطَأطَأَ الجَيشُ واَنْسَابَتْ كَتائِبُهُ
على حُسَامِكَ مِثْلَ السَّيلِ تَنْحَدِرُ
يَحُزُّها صَارِمُ الكرَّارِ ثانِيَةً
وَإِنْ عَلاها حُسَامُ الحَقِّ تَنْشَطِرُ
وَصَلْتَ لِلمْاءِ ياسَقَّاءُ فَانْبَجَسَتْ
عَينُ الحَياةِ فَغَاضَ المَاءُ يَسْتَتِرُ
أغْضَى حَياءً لِطَرْفِ المَوجِ مُنْحَسِراً
وَنَبْعُ عَينِكَ فَوقَ النَّهْرِ يَنْفَجِرُ
جججججج
نَزَلتَ فيهِ تُناغِي عَذْبَهُ فَهَوَى
مابينَ كَفَّيك, مِمّا كانَ يَعْتَذِرُ
وكادَ يَغْرَقُ في أوسَاطِ جُودِكُمُ
ورَاحَ بالحُزْنِ والآهاتِ يَحْتَضِرُ
وَضَعْتَ كَفَّيكَ فيهِ فَارْتَوى وَطَغى
حَتَّى اسْتَبَاحَ الثُّرَيَّا نَشْرُهُ العَطِرُ
رَكَزْتَ رَايةَ طه عِندَهُ فَرَبَتْ
فَوقَ الجَمَاجِمِ, مِنهَا الدَّمُّ يَنْتَثِرُ
وَصُنْتَهُ بِحدُودِ البِيضِ فَازْدَحَمَتْ
على جَناحَيهِ مِنْ أَشلائِهِمْ زُمَرُ
يا آيةَ السِّبطِ يَومُ الطَّفِّ ذَكَّرَنا
بَدراً وَرايَتَها, فَاسْتَحْكَمَ الظَفَرُ
قَدْ كُنْتَ لِلسِّبطِ فَقَّاراً يَذُودُ بهِ
عَنِ الإِمَامَةِ, فَاشْمَخْ أَنْتَ مُنْتَصِرُ
بَنَيتَ مَجْدَكَ بِالإِيثارِ في أَلَقٍ
فَوقَ الَمَجرَّاتِ فَاسْتَسقَى بهِ المَطَرُ
نَصَبْتَ عَرْشَكَ فَوقَ الجُودِ ياقَمَرٌ
حارَتْ بهِ الجِنُّ والأمْلاكُ والبَشَرُ
وَمَا رَأى الكَونُ بَدراً قَانِياً أَلِقاً
يَشُقُّ سَتْرَ الدَّيَاجي وَهْوَ مُنْعَفِرُ
ياسَيِّدِي أَفْحَمَ التَّارِيخَ مَوقِفُكُمْ
وَفي مَداكَ يَراعي اليومَ مُقْتَفِرُ
مَاذا أَقولُ بِمَنْ شَمْسُ الحُسَينِ هَوَتْ
كَيْمَا تُودِّعُهُ والظَّهْر ُمُنْكَسِرُ
مَاذا أَقولُ بِمَنْ تَرْعَاهُ فاطِمَةُ
والحَشْرُ شَاهِدُهَا والقَلْبُ مُنْفَطِرُ
أَعْيَيتَني سَيِّدي, سَاخَتْ بِكُمْ فِكَرِي,
جَفَّ المِدادُ وَقَدْ شَطَّتْ بِيَ الصُّوَرُ
هَا أنْتَ أنْتَ بِما قَالَ الزَّمانُ بِكُمْ
وَإِنَّنِي أَلْكَنٌ فِيكُمْ, فَأَعْتَذِرُ
واليومَ جِئنَاكَ عَينٌ دَمْعُهَا فَرِحاً
يَهْمِي, وَأُخْرَى على الزَّهَراءِ تَنْهَمِرُ
تَبني الأَيادي صُرُوحاً في مَحَبَّتِكُمْ
وَالقْلبُ بَينَ ضَرامِ البابِ يَسْتَعِرُ
هذا جُمَادَى جِرَاحٌ لاتُضَمِّدُهَا
إلاَ الدِّمَاءُ الَّتي في العَينِ تُعْتَصَرُ
وَمَا أَصَابَكَ سَهْمُ البَينِ فَانْبَجَسَتْ
عَينُ العَطاءِ وَمِنها فَاضَتِ العِبَرُ
إلاّ وَعَينٌ لِبِنْتِ المُصْطَفى لُطِمَتْ
فَجُرْحُ عَينِكَ مِنْ عَينِ الهُدَى أَثَرُ
وَمَا أطلَّ عَلَيكَ السِّبْطُ مُنْكَسِراً
إلاّ وَضِلْعٌ لِبِنْتِ الوَحيِ مُنْكَسِرُ
وَدَدْتَ أَهْلَ الكِسَا عَنْ عَينِ مَعْرِفَةٍ
فَاسْتَخْلَصُوكَ عُيوناً مَا بِهَا كَدَرُ
يا أَبْجَدَ الوِدِّ والإِيثارِ أنْتَ هُنا
تَرتيلةُ الدَّهْرِ, نَغْمٌ صَانَهُ الوَتَرُ
يَهُزُّ سَمْعَ المَلا لَحْنا بِذَابِلهِ
وَيُنْشِدُ السَّيفُ مَاغَنَّتْ بهِ الزُّبُرُ
يا آيةَ السِّبْطِ مَازِلنا نُرَتِّلُها :
دَمُ الشَّهَادَةِ أَبقى حِينَ يَنْفَجِرُ
فَنَحنُ جُنْدُكَ مَا فُلَّتْ عَزائِمُنا
في كُلِّ يَومٍ لَنا مِنْ فَضْلِكُمْ صُوَرُ
وَهَاهُنا اليومَ يَحكي العَزْمُ صَولَتَنا
فَيَسْتَنِيرُ بِصُنَّاعِ السَّنا السَّحَرُ
ضَرْبُ الحديدِ وَوَقْعُ البِيضِ نُرْدِفُهُ
وَقْعَ المَكائنِ والآلاتِ ياقَمَرُ
في مَوقعٍ زَانَهُ السَّقَّاءُ تَسْمِيَةً
فيهِ الَمصانِعُ تُبْنى, رَوضُهَا نَضِرُ
وَقَبْلُ أَشْرَقَ بِاسْمِ العَسْكَرِيِّ هُنا
نُوُر المَخازنِ, عَامٌ وَهوَ يَنْتَشِرُ
واليومَ شامِخَةٌ تَزهُو بِمَظْهَرِها
وتَسْتَطِيلُ بِما تَحوِي وَتَدَّخِرُ
تُلقِي جَنَاحاً إلى العَلياءِ سَابِحَةً
وَلِلمَصَانِعِ ثَانٍ رِيشُهُ الشَّرَرُ
يامَوقِعَ المَجدِ ياسَقَّاءُ طِرْ فَرِحاً
وَانْشُرْ جَناحَيكَ, حَلِّقْ أنتَ مُقْتَدِرُ
وَمَنْ تَمَسَّكَ بِالعَبَّاسِ يَأسِرُهُ
رَوضُ الخُلُودِ, فَتَنعَى نارَها سَقَرُ
عَبَّاسُ ياجَاذِبَ الأرواحِ مَافَتِئَتْ
إليكَ تَّهفُوا وَيَهْفُوا المَاءُ والشَّجَرُ
وَمَاتَلَوتُ نَشيدِي فِيكَ عَنْ عَمَهٍ
أَقَرَّكَ العَقْلُ ثُمَّ القَلْبُ فَالبَصَرُ
وَضَعْتُ قَلبي على كَفَّيكَ مُؤتَزِراً
مَعنى الوَفاءِ, فَفِيكَ النَّبضُ يَنْحَصِرُ
وَطُفْتُ في كِبرياءِ الجُودِ مُعْتَمِراً
وَغُصْتُ في عنفوانٍ نَشْرُهُ عَطِرُ
يا أَبْجَدَ الوَصْلِ فَاضَ المَاءُ مُتَّكِئاً
على عَطائِكَ حَتَّى أَيْنَعَ الثَّمَرُ
يا أَبْجَدَ الطَّفِّ يا تاجاً يُرَصِّعُهُ
نُوُر العَقيدَةِ, لا المَرجَانُ والدُّرَرُ
هذا نَشيدُكَ والآلاتُ تُطْلِقُهُ
بِعَزْمِ (صالِحَ) و(الصَّافي) لِمَنْ حَضَروا
يَهُزُّ سَمْعَ المَدَى، يَطوي مَجَرَّتَهُ
بِفَيضِ جُودِكَ في الآفاقِ يَنْتَشِرُ
تَخُطُّهُ ذِكرياتٌ كُلُّها أَرَجٌ
مِنَ الشَّهَادَةِ لامَينٌ وَلاكِبَرُ
أَضِفْتُ (أَبْجَدَ) عَبَّاسٍ مُؤَرِّخَها:
(بِكَفِّهِ ورشُ السَّقَّاءِ تَزْدَهِرُ)
( 10 +
107 +506 +193 +616)
= 1432هـ
كما كان لصدى الروضتين هذه اللقاءات مع بعض السادة المشاركين والحاضرين في هذا الحفل الكبير:
رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري(دام عزه):
هذه المشاريع التي تقام في العتبات المقدسة هي من أجل تقديم أفضل الخدمات الى الإخوة الزائرين، حيث نسعى الى تقديم أفضل ما يمكن من الخدمات لزائري العتبات المقدسة في كربلاء، نحن الآن في مرحلة تزداد فيها أعداد الزائرين الى العتبات المقدسة يومياً من الداخل والخارج على حد سواء، فليس هناك موسم للزيارة دون آخر، لذا نحن بأمس الحاجة الى أن تكون هناك موارد كبيرة تعود بالمنفعة على الزائرين وادارات العتبات المقدسة في تقديم الخدمات.
الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه):
هذا المشروع ليس من المشاريع الإستثمارية بقدر ما هو من المشاريع الخدمية الإستراتيجية للعتبة المقدسة، والعتبات المقدسة تميل الى الإكتفاء الذاتي من خلال الطاقات الكبيرة التي تزخر بها، فكلما كان الإعتماد على كوادرها وإمكانياتها ومنشآتها لاشك فأنه سيختصر في النفقات والجهد والوقت، وكذلك سنكون في فسحة من إختيار العناصر الكفوءة والجيدة التي تدير هذه المواقع.. إذن الهدف هو تقوية البُنى التحتية للعتبة، ومع تطور العتبات المقدسة نحتاج الى هكذا مشاريع رديفة لخدمة الزائرين بشكل أو بآخر.
السيد جعفر الموسوي عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة:
نبارك للأمانة العامة العامة للعتبة العباسية المقدسة ولجميع أهالي كربلاء المقدسة الكرام ولجميع الزائرين هذا المشروع المبارك، ونتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إقامة هذا الصرح، ونتمنى على العتبة العباسية المقدسة أن تبادر الى تنفيذ المزيد من هذه المشاريع التي تصب في خدمة الزائرين التي ما زالت العتبتان المقدستان تسعيان دون كلل الى النهوض بواقع خدمة الزائرين الكرام.
السيد احسان رضا الحسني قسم العلاقات العامة في العتبة الكاظمية المقدسة:
نهنئ الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بمناسبة إنجاز هذا المشروع الكبير الذي يخدم عتباتنا المقدسة عموماً، كما نقدر ونشكر الجهود التي بذلها رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري(دام عزه) والإخوة في رئاسة الديوان الذين لم يدخروا جهداً من أجل خدمة عتباتنا المقدسة وزائريها الكرام، كما نبارك لجميع أهالي كربلاء الكرام، سائلين العلي الأعلى أن يوفق الجميع لخدمة أهل البيت(ع).
السيد عمار الموسوي مدير الإعلام والعلاقات العامة في ديوان الوقف الشيعي:
لاشك ان هذا المشروع هو مشروع استثنائي استراتيجي، أعتقد أن الخطوات التي اتخذها الإخوة في الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة هي خطوات جادة ورصينة تعتمد على أسس متينة في بناء استثمار يخدم هذه العتبة المقدسة، أعتقد وانا أرى هذا الصرح الكبير ومثيلاته من المشاريع التي تقوم بها العتبات المقدسة عموماً أنها نِعَمٌ تستحق السجود شكراً لله تعالى، باعتبارنا لم نستلم من النظام البائد إلاّ التبعات، وهاهي اليوم عتباتنا تشع بضياها ونمائها وعمرانها، والذي سينعكس على تشغيل الطاقات الوطنية، وبالتالي سيعود ذلك بالخير على جميع أبناء الوطن والأمة الإسلامية.
البرلمانية منال الموسوي عن نواب محافظة كربلاء المقدسة:
بعد أن اُقرّ قانون العتبات المقدسة، تمكنت العتبات المقدسة من ممارسة دورها الفاعل وفي مختلف الصُعُد، وقد قام الأمناء العامون للعتبات المقدسة بخطوات كبيرة وفاعلة، فكانت المشاريع قائمة على قدم وساق، ومن خلال المتابعة التي تقوم بها لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب، كنت بدوري داعمة لهذه المشاريع؛ لأنها تهدف الى خدمة زائري العتبات المقدسة عموماً.. إذن، هي مشاريع استثمارية وخدمية بامتياز.
الدكتور علاء حمود بدير مدير عام دائرة صحة كربلاء المقدسة:
نحن مسرورون جداً حيث نرى قيام العتبات المقدسة بهذه المشاريع العملاقة التي تهدف الى خدمة الزائرين الكرام والمحافظة عموماً، مثل هذه المشاريع تعطينا الثقة العالية بكوادرنا وطاقاتنا وامكانياتنا الوطنية وطاقاتنا الذاتية، ولكننا نعاني من بعض القوانين التي تحد من عملنا خصوصاً في الجانب الصحي.. نحن نبارك للعتبة العباسية المقدسة هذه المشاريع الكبيرة وننتظر المزيد.
مانشيتات
نحن في بداية الطريق والإنسان كلما بذل جهداً فهو على علم أن هناك عملاً ورؤى أفضل وأكمل، ولكن عليه أن لايقف مكتوف الأيدي، بل لابد أن يعمل ويؤسّس لمن يأتي بعده..
نسبة الإنسان الى مكان مقدس كالعتبات المقدسة يحتاج الى رعاية إلهية، فعليه أولاً أن يحافظَ على العتبة وأن يحافظ على استقلاليتها، وأن يحاول أن يطوّرها وفق اُسس ومبادىء واضحة وجليّة..
كلما استطعنا أن نجعلَ الأنظمة الإدارية تساعد على البناء كلما حصلنا على بناء أكثر وأفضل..
أعجبني
تعليق