في بحث من بحوث مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثالث عشر
بعنوان (بيت من بيوت كربلاء)
لجنة البحوث والدراسات
هناك أشياء كبيرة مفرحة، ومن أهمها ما يزدان بها الضمير لتوسيع سيرة عالم من علماء حوزة كربلاء أيام كانت تحفل بزعامة كرسي البحث في التدريس، وفيها مرجعية العلم والشرف الرفيع، وإحضار السيرة الذاتية لعالم مثل شريف العلماء في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثالث عشر الذي تقيمه العتبتان المقدستان في كل غرة شعبان ميلاد الفرح المؤمن هو تكريم حقيقي لحياة عالم.
كان تمثيل جوهر العلم والفكر بتجلياته وما كان يحمل من تطلعات تتناغم ووجود كربلاء المقدسة، احتفاء استطاع ان يعزز وجود هذا العالم في حياتنا، واحتفاء بكربلاء التي حفلت بالارادة، ارادة ان تقيم العتبتان المقدستان مهرجانها العالمي وتستقبل اعداداً كبيرة من علماء العالم، وتحتفل بنفس الوقت برجال الدعم اللوجستي من اصحاب المواكب الحسينية.
رسالة من العتبتين الى العالم عبر هؤلاء العلماء الضيوف وبما يعكسونه من اثر اعلامي، هي رسالة كربلاء المسكونة بالعلم والبركة.. وأنجبت اساطين من علوم آل محمد (ص) جاب البحث بإجلال في محطات هذا العالم الجليل؛ لكونه يمثل محطة كما يسميها الباحث الكريم من محطات العلم والفكر في كربلاء.
ومن الذكاء أن نستمد من هذا المهرجان تسليط الضوء على العلماء لتفعيل عملية التواصل مع تواريخ وارفة بالمنجز المعطاء.. اكد التأريخ ان اكثر من الف عالم تخرج من مجلسه.
ومن البحوث التي اتقنت الخلق الابداعي لتقدم لنا سيرة عالم مجتهد له فاعلية مؤثرة، بعد حضوره الدنيوي انتقلت زعامة كرسي البحث والتدريس الى النجف الاشرف، ارتكز البحث على ثلاثة محاور: الاول منها خصص لعرض سماته، والسير التعبيرية هي فن أدبي تتمثل شخصية المُحتفى به في البيئة والزمان الذي عاشه معتمدا على شواهد تدوينية، ولا اعتقد ان فرض الحياد هي من الاشياء المهمة، والباحث من الطبيعي ان يقدم شخصية يحبها وينحاز اليها ويدرك ايجابياتها ومعجب هو اساسا بمنجزه فكيف سيحايد عنه؟
عرف الباحث المحتفى به هو الشيخ محمد شريف بن ملا حسن بن علي المازندراني الاصل، والحائري الكربلائي ولادة ونشأة ومدفنا، ويبدو أن لقب شريف العلماء جاء مشتقا من اسمه محمد شريف؛ تتويجاً لمنزلته الكبيرة وريادته بين علماء الدين، فهو كان بارعاً في علم الاصول وفي البحث والضبط ودقة النظر، تضعنا قراءة السيد الغيرية امام ترسيخ ما أجاد، فالقراءة الانطباعية، أسيرة ثوابت السير.
درس المقدمات على يد السيد المجاهد ومن ثم على يد الأب السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض، ليمتد الوعي علماً ورشاداً، ويتخرج منه علماء كبار، امثال صاحب كتاب الضوابط السيد ابراهيم القزويني، نقف عند هامة هذا الانجاز لندرك ان تخريج كراديس من العلماء وهو رحل عنا بعمر الاربعين عاماً اثر مرض الطاعون ودفن في الحائر الحسيني المطهر، باب القبلة.
المحور الثاني كان عن سمات عصره، الذي يعتبر دوره قمة في الازدهار العلمي في كربلاء، واعتبر البحث ان هذا العصر ذو حدين: الاول سطوع نجم الوحيد البهبهاني، والثاني رحيل شريف العلماء، والمبحث الثالث في مواريث غير مدونة لها حضور في ذمة العلم والعلماء، لكل بحث خصوصية وعلامة تمييز، وخصوصية هذا البحث انه أنعم علينا بسيرة غيرية لعالم جليل لم يترك لنا سوى ألفة ما تركه البحث من رشاد.
أعجبني
تعليق