تويت
علي حسين الخباز
2022-06-25
قراءات: 400
الشيء المرعب في الحروب انها تبقى في الذاكرة ، شاء القدر ان تحمل ذاكرتي ، أشياء كثيرة شكلت الفيض المتبقي من الحياة ، الحياة المليئة بالمواقف ، وبأستطاعة تلك المواقف طي الأمكنة والازمنة ، المكان بين الحرمين ، هنا استفزت الذاكرة بأشياء رائعة المعنى معرشة في الروح ، طفلة بسنواتها العشر انفلتت بسرعة من يد أمها وركضت نحوي لتعانقني ، على ما يبدو ان الأم هي التي عرفتني الى طفلتها ، عانقتها ، قبلتها وانا اناديها أهلا عمو
:ـ عمو هل تعرفني ؟
:ـ من أنت ؟
:ـ أسمي زينب
( فضول كبير يدفعني لمعرفتها ، وسبب هذا الحنو الذي لا يخلو من خصوصية في التعامل البريء ، لاحظت وجود أشياء تجذبني اليها ، أشياء فيها روح الألفة ، وهي بين أكتافي شعرت أني أحتضن العراق ، احتضن البراءة كلها ، والأم على بعد أمتار تنظر للمشهد دون ان تتدخل فيه ، ولشدة حجابها لم أر وجهها لعلي اعرفها ، وانا أنظر لدموعها الساخنة قلت لها
:ـ أنت ابنة من ؟
:ـ عمو انا ابنة سعد
حينها نطقت الأم ، هذه ابنة صديقك سعد محسن صبر
حينها فقدت السيطرة تماما ضغطت عليها وكأني أريد ان ادخلها قلبي ،نظرت ألام ، اذن هذه هي المرأة التي ترد على مكالمات زوجتي ، هذه الزوجة الرائعة التي كانت لا تقبل أي مساعدة من احد حتى من عندي ، قلت لزوجتي علينا بالحيلة كي نستطيع ان ندخل اسوار هذه المرأة والحيل البريئة التي تجعلنا قادرين على مساعدة عائلة صديقي سعد محسن ، وبهذا جلسنا أنا وزوجتي نعد سيناريو جميل ، من اعدادي واخراجي وتمثيل زوجتي بعدما اقتنعنا تماما بالفكرة
:ـ الو ( شلونج )
:ـ الحمد لله انا بخير
:ـ أريد أن أقول لك شيئا ، ولم يكن بوسعي ان اخبرك به من قبل
:ـ ما هو . انا بخدمتك ،
:ـ ان زوجك رحمه الله يطلب زوجي مبلغا من المال ونريد ايفاءه ابلغيني العنوان كي ارسله اليك ،واعذريني تأخرنا لأننا لم نكن نملكه واليوم صار بإمكاننا ان نسد كل امور الذمة ،ولهذا أخبريني بعنوان بيتك لأرسل المبلغ اليك
:ـ سكتت المرأة ، ولم تجب بشيء ، حينها سمعنا صوت بكاء ، اوه يا الهي انها تبكي ربما فرحت بالمبلغ ، وانطلت عليها الحيلة ، انظر لزوجتي وكأني أقول لها ، اعداد السيناريو لا يخيب ، سينجح بكل تأكيد ، المفاجأة ان المرأة تبكي ،
:ـ انا أشكركم وأشكر هذا الحنو ، وانا على يقين ان زوجي كان ينتقي اصدقاءه بمعرفة رغم الحرب وما تجمع من تباينات طباع عند البشر ، عزيزي أنا أعرف كل شيء عن زوجي ، كان حريص ان يخبرني عن كل شيء ، واعرف ان هذا الموضوع هو اعد لمساعدتنا ، صدقوني لو كنت محتاجة لشيء لكنت اخبرتكم وطلبته منكم ، اولادي بخير .. والحمد لله ، نظرت الى زوجتي حينها وكأنها تخبرني بفشل السناريو ، نعم لو لم يكن الشهيد صاحب عزة نفس لما جاء الى الجبهة كي يقاتل ويضحي من أجل كرامة كل بيت ، كانت الطفلة بين ذراعي ، تتنفس الآمان ومع هذا خطر على بالي فكرة ان اسأل الطفلة عن حاجتها ،
:ـ عمو محتاجة شيء اشتريه لك ؟
قالت :ـ عمو أنا جئت أسلم عليك ، تقول أمي أنت صديق ابي في الجبهة ، كان بطلا مثلي ينجح بامتحانات الجبهة دائما، وانا أحببت ان أخبرك بأنني الأولى على صفي يا عمو