لم يقتصر تصريح الشعراء بما يكنونه عن شمس الهداية المهدوية بالشعر العمودي (التقليدي) بل ابدعوا كذلك بالشعر الحر لتصدح (التفعيلة) مزهوة بالانتظار
هاهم المنتظرون
للشاعر باسم العيثان (*)
لمْ تَعُدْ تقوَى خيوطُ الَفجرْ
أنْ تأخذكمْ نحو الصباحْ
فقلد ناءَتْ بحَمِل الجثَثِ الأحياء أزماناً
وتَضميد الجراحْ
لمْ تزلْ واقفةً ... فوق رُكام الّلا حِراكِ
عثرة السّارينَ في درب الكفاحْ
***
كيفَ يدنو الصبحُ ...
ممّن عاش في ظلمة كهف الأُمنياتْ؟١
كيف...؟
أم كيف تراه الأعين الرّمداءُ
من خلف وشاح الظلمات؟!
كيف نرجوا الضفة الأخرى
وقد سارت بنا نحو الوراء الخطوات؟!
أين منا الفرجُ ... النصرُ ...
حياة الحرّ
والأمّة ما بين ضحايا
أو أسارى ... ورفات؟!
إنما السيف ببطن الغمد لا يُشْحَذُ
بل يصدأ
والشحذ بكثر الضرباتْ
نحن ... لا ننتظر القائد جنداً
إنّما أعجاز نخل خاوياتْ
لم تزل ... تنتظر الفلاّح
كي يصنع منها المعجزاتْ
***
هكذا ... ؟! ننتظر المهديَّ
أجساماً بلا روحٍٍ
وندعوا بدعاءِ الفرجِ
المنزوع منه الانتظارْ
هكذا...؟!
(يا فرجَ الله) شعاراً ...
ورفعناه لننأى به عن كل مضامينه
لكي يبقى شعاره
إننا لم نتيقّن العزفَ
على أوتار عود الاصْطِبارْ
إنّ ما نفعله محض نشاز ليس إلاً ...
عزفُ لحن الانكسار
ونشيد الصُّبح
لا تشدوا به الطير بلا ضوء نهارْ
أين منّا الانتظارْ
***
ها هو الصبح كما تعرفه الأرض ...
مضى يصقل أسيافاً من النور
فأين الثائرون؟!
ها هو الصبح ... وقد أمطر ماء النور
قوموا اغتسلوا ...
من درنِ التقصير يا منتظرون
ها هو المنتظر
المنتظر .. الصبح
بلا قيد .. سوى عتمتكم أنتم
ففكوا قيده يا أيها الظُّلْمة أو ..
ولّوا عن الدرب فهاهم قادمون
هاهم المنتظرون
القائمون .. العابدون
الراكعون .. الساجدون
الحامدون .. الشاكرون
العاملون .. العالمون
الثائرون .. قادمون
هاهم الممهدون .. قادمون
قاتلوا ظلمـتهم ..
إذ أوقدوا أعمارهم .. شمعاً
فقاموا خلّصاً حتى الصباح
فيهم قد نبتت في ساحل الجُرح بذور الانتظار ..
فنمت يُلهبها الشوق
الى موعدها .. كل الجراح
فأزاحت لغة الجرح عن العين الوشاح
ها هو الصبح
بل المنتظر
المهدي .. لاحْ
ها هو المهديُّ لاحْ
تجليات الانتظار في القصيدة
بنظرة العارف المؤمن بالقضيّة المهدوية يحدق الشاعر في حال المنتظرين فيراهم غير أهل للقضّية.
فليس ممكن أنْ ينتقل بهم الحال الى أحسن من هذا الحال فيعيشوا فجر الصباح وعصر النور المهدوي (لم تعد تقوى خيوط الفجر) و(أنْ تأخذكم نحو الصباح).
ويستمر الشاعر بعرض انطباعه عن حال المنتظرين فيؤكد باسلوب السؤال, عامداً الى نفي دنو الصبح من مثل أولئك المنتظرين الذين أكتفوا من انتظارهم أنْ قبعوا حيث السكون، يتغذون على الأمنيات, والأمنيات فقط (كيف يدنو الصبح) و(ممن عاش في ظلمة كهف الأمنيات) ثم يصفهم بأنهم قد قصّر بهم النظر الى ما حولهم فقط عجزاً منهم وضعفاً وكسلاً فلم يتصورهم قادرين على النظر الى إمامهم (أم كيف تراه الأعين الرمداء) و(من خلف وشاح الظلمات).
ويبيّن الشاعر مستبعداً تحقق الأمل والرجاء .. رجاء الفرج .. النصر على أعداء الحق (كيف نرجوا الضفّة الأخرى) و(وقد سارت منا نحو الوراء الخطوات؟!) و(أين منا الفرج .. النصر ..).
ويستدرك الشاعر بحسب رهف الشعور أنّ هناك ظروفاً قد تشارك في تكوين حالة المنتظرين وهي ما يلحق بالأمّة الظلم ممثلاً بهجمات الولاة والحكام, وإيداع الآلاف في السجون, واغتيال الآخرين.
والأمّة مابين ضحايا) و(أو اسارى ... ورفاتْ؟!).
ولكنه يستدرك على الأمّة أنّ لها القابلية على النهوض والدفاع إنّ هي شحذت هممها، لذلك ولم تكتف بالنوم في المخادع (إنما السيف ببطن الغمد لا يشحذ) و(بل يصدأ) و(الشحذ بكثرة الضربات).
ويزيد في وصف الأمّة فيعيب عليها عجزها (نحن ... لا ننتظر القائد جنداً) و(إنما اعجاز نخل خاويات) و(أجساماً بلا روح).
ويصف شاعرنا هذه الأمّة -أي أمّة الإسلام الحالية- بأنها ننتظر دون أنْ تعمل لحقيق هذا الانتظار, فهو عنده الانتظار التواكلي أو الانتظار السلبي فكأنه انتظار قد نزع منه الانتظار, أصحابه أمّة مكتفية بالدعاء والتراتيل فقط.
(وندعوا بدعاء الفرج) و(المنزوع منه الانتظار).
ثم يعمد الشاعر الى تحفيز الأمّة الاسلامية واستنهاضها (أين منّا الانتظار) و(ها هو الصبح كما تعرفه الأرض) (ومضى يصقل أسيافاً من النور) و (فأين الثائرون؟!).
ويرى الشاعر صبح المهدوية قريباً, وتباشير فجرها قد دنت, وإنّ حراكاً سريعاً في الأفق هو إرهاص ذلك (ها هو الصبح ... وقد أمطر ماء النور) و(قوموا اغتسلوا).
ويعود الشاعر مؤكداً استنهاض أمّة الاسلام ممن يرفعون شعار الانتظار (ها هو المنتظَر) و(المتنظَر.. الصبح) و(بلا قيد) مع تأكيده أنّ سبب تأخير الصبح قد يكون الناس, فهم بعض السبب (ففكوا قيده أيها الظُّلْمة أو) و(ولّوا عن الدرب فها هم قادمون).
ويختم الشاعر سطور قصيدته بأنه يرى الأمل قريباً وكأنه يراه بالعين المجردة, وذلك لقربه، في بصره وبصيرته (ها هو الصبح) و (ها هو المهدي لاحْ).
أو ليس الصبح بقريب؟.
الهوامش:
(*) باسم بن محمد بن أحمد العيثان, ولد في ٢٤/١١/١٩٦٤ وهو من الإحساء_المنطقة الشرقية من المملكة السعودية.حاصل على الماجستير في الرياضيات التربوية, يعمل مدرّساًَ في المدارس الثانوية في بلده.
له مشاركات عديدة في منطقته, وقد صدرت له مجموعة شعرية بعنوان: (غمضة جرح).
هاهم المنتظرون
للشاعر باسم العيثان (*)
لمْ تَعُدْ تقوَى خيوطُ الَفجرْ
أنْ تأخذكمْ نحو الصباحْ
فقلد ناءَتْ بحَمِل الجثَثِ الأحياء أزماناً
وتَضميد الجراحْ
لمْ تزلْ واقفةً ... فوق رُكام الّلا حِراكِ
عثرة السّارينَ في درب الكفاحْ
***
كيفَ يدنو الصبحُ ...
ممّن عاش في ظلمة كهف الأُمنياتْ؟١
كيف...؟
أم كيف تراه الأعين الرّمداءُ
من خلف وشاح الظلمات؟!
كيف نرجوا الضفة الأخرى
وقد سارت بنا نحو الوراء الخطوات؟!
أين منا الفرجُ ... النصرُ ...
حياة الحرّ
والأمّة ما بين ضحايا
أو أسارى ... ورفات؟!
إنما السيف ببطن الغمد لا يُشْحَذُ
بل يصدأ
والشحذ بكثر الضرباتْ
نحن ... لا ننتظر القائد جنداً
إنّما أعجاز نخل خاوياتْ
لم تزل ... تنتظر الفلاّح
كي يصنع منها المعجزاتْ
***
هكذا ... ؟! ننتظر المهديَّ
أجساماً بلا روحٍٍ
وندعوا بدعاءِ الفرجِ
المنزوع منه الانتظارْ
هكذا...؟!
(يا فرجَ الله) شعاراً ...
ورفعناه لننأى به عن كل مضامينه
لكي يبقى شعاره
إننا لم نتيقّن العزفَ
على أوتار عود الاصْطِبارْ
إنّ ما نفعله محض نشاز ليس إلاً ...
عزفُ لحن الانكسار
ونشيد الصُّبح
لا تشدوا به الطير بلا ضوء نهارْ
أين منّا الانتظارْ
***
ها هو الصبح كما تعرفه الأرض ...
مضى يصقل أسيافاً من النور
فأين الثائرون؟!
ها هو الصبح ... وقد أمطر ماء النور
قوموا اغتسلوا ...
من درنِ التقصير يا منتظرون
ها هو المنتظر
المنتظر .. الصبح
بلا قيد .. سوى عتمتكم أنتم
ففكوا قيده يا أيها الظُّلْمة أو ..
ولّوا عن الدرب فهاهم قادمون
هاهم المنتظرون
القائمون .. العابدون
الراكعون .. الساجدون
الحامدون .. الشاكرون
العاملون .. العالمون
الثائرون .. قادمون
هاهم الممهدون .. قادمون
قاتلوا ظلمـتهم ..
إذ أوقدوا أعمارهم .. شمعاً
فقاموا خلّصاً حتى الصباح
فيهم قد نبتت في ساحل الجُرح بذور الانتظار ..
فنمت يُلهبها الشوق
الى موعدها .. كل الجراح
فأزاحت لغة الجرح عن العين الوشاح
ها هو الصبح
بل المنتظر
المهدي .. لاحْ
ها هو المهديُّ لاحْ
تجليات الانتظار في القصيدة
بنظرة العارف المؤمن بالقضيّة المهدوية يحدق الشاعر في حال المنتظرين فيراهم غير أهل للقضّية.
فليس ممكن أنْ ينتقل بهم الحال الى أحسن من هذا الحال فيعيشوا فجر الصباح وعصر النور المهدوي (لم تعد تقوى خيوط الفجر) و(أنْ تأخذكم نحو الصباح).
ويستمر الشاعر بعرض انطباعه عن حال المنتظرين فيؤكد باسلوب السؤال, عامداً الى نفي دنو الصبح من مثل أولئك المنتظرين الذين أكتفوا من انتظارهم أنْ قبعوا حيث السكون، يتغذون على الأمنيات, والأمنيات فقط (كيف يدنو الصبح) و(ممن عاش في ظلمة كهف الأمنيات) ثم يصفهم بأنهم قد قصّر بهم النظر الى ما حولهم فقط عجزاً منهم وضعفاً وكسلاً فلم يتصورهم قادرين على النظر الى إمامهم (أم كيف تراه الأعين الرمداء) و(من خلف وشاح الظلمات).
ويبيّن الشاعر مستبعداً تحقق الأمل والرجاء .. رجاء الفرج .. النصر على أعداء الحق (كيف نرجوا الضفّة الأخرى) و(وقد سارت منا نحو الوراء الخطوات؟!) و(أين منا الفرج .. النصر ..).
ويستدرك الشاعر بحسب رهف الشعور أنّ هناك ظروفاً قد تشارك في تكوين حالة المنتظرين وهي ما يلحق بالأمّة الظلم ممثلاً بهجمات الولاة والحكام, وإيداع الآلاف في السجون, واغتيال الآخرين.
والأمّة مابين ضحايا) و(أو اسارى ... ورفاتْ؟!).
ولكنه يستدرك على الأمّة أنّ لها القابلية على النهوض والدفاع إنّ هي شحذت هممها، لذلك ولم تكتف بالنوم في المخادع (إنما السيف ببطن الغمد لا يشحذ) و(بل يصدأ) و(الشحذ بكثرة الضربات).
ويزيد في وصف الأمّة فيعيب عليها عجزها (نحن ... لا ننتظر القائد جنداً) و(إنما اعجاز نخل خاويات) و(أجساماً بلا روح).
ويصف شاعرنا هذه الأمّة -أي أمّة الإسلام الحالية- بأنها ننتظر دون أنْ تعمل لحقيق هذا الانتظار, فهو عنده الانتظار التواكلي أو الانتظار السلبي فكأنه انتظار قد نزع منه الانتظار, أصحابه أمّة مكتفية بالدعاء والتراتيل فقط.
(وندعوا بدعاء الفرج) و(المنزوع منه الانتظار).
ثم يعمد الشاعر الى تحفيز الأمّة الاسلامية واستنهاضها (أين منّا الانتظار) و(ها هو الصبح كما تعرفه الأرض) (ومضى يصقل أسيافاً من النور) و (فأين الثائرون؟!).
ويرى الشاعر صبح المهدوية قريباً, وتباشير فجرها قد دنت, وإنّ حراكاً سريعاً في الأفق هو إرهاص ذلك (ها هو الصبح ... وقد أمطر ماء النور) و(قوموا اغتسلوا).
ويعود الشاعر مؤكداً استنهاض أمّة الاسلام ممن يرفعون شعار الانتظار (ها هو المنتظَر) و(المتنظَر.. الصبح) و(بلا قيد) مع تأكيده أنّ سبب تأخير الصبح قد يكون الناس, فهم بعض السبب (ففكوا قيده أيها الظُّلْمة أو) و(ولّوا عن الدرب فها هم قادمون).
ويختم الشاعر سطور قصيدته بأنه يرى الأمل قريباً وكأنه يراه بالعين المجردة, وذلك لقربه، في بصره وبصيرته (ها هو الصبح) و (ها هو المهدي لاحْ).
أو ليس الصبح بقريب؟.
الهوامش:
(*) باسم بن محمد بن أحمد العيثان, ولد في ٢٤/١١/١٩٦٤ وهو من الإحساء_المنطقة الشرقية من المملكة السعودية.حاصل على الماجستير في الرياضيات التربوية, يعمل مدرّساًَ في المدارس الثانوية في بلده.
له مشاركات عديدة في منطقته, وقد صدرت له مجموعة شعرية بعنوان: (غمضة جرح).
صحيفة صدى المهدي
مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام
مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام