تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
من اللطائف القرآنية
أنّه سبحانه وتعالى إذا ذكر الخلود لأهل الجنّة فإنه لا يذكره إلا بصيغة الجمع (خالدين).
ولم يذكر مرة الخلود لهم بالإفراد، فلم يقل (خالدًا) ؛
ولعل السرَّ في اختصاص أهل الطاعة بالجمع، أن اجتماع أهل الجنة في الجنة من كمال نعيمهم،
ذلك أن الوحدة عذاب ولو كانت في جنّات النعيم، وأن الاجتماع من مستلزمات السعادة. وأنَّ من كمال عذاب أهل النار العزلة والانفراد. ألا ترى لو أن أحدًا سكن في قصر وحيدًا لدخلت عليه الوحشة والضيق، ولو تأملت في أعظم العقوبات على المسجونين لعلمت أنه السجن الانفرادي حيث لا يكلم المسجون أحدًا ولا يستأنس بالناس.
وقد أشار المفسرون في تفسيرهم لهذا الكلام فقالوا : "وجَـمَع الفائزين بدخول الجنة في قوله: (خالدين فيها) تبشيرًا بكثرة الواقف عند هذه الحدود، ولأنَّ منادمة الإخوان من أعلى نعيم الجنان،
وأُفرِد العاصي في النيران في قوله: (خالداً فيها) لأن الانفراد المقتضي للوحشة مِنَ العذاب والهوان."
قال تعالى: ﴿تِلكَ حُدودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾ [النساء: 13]
وقال: ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظيمٌ﴾ [التغابن: 22]
وأمّا أصحاب النار فيذكر الخلود لهم بصيغة الإفراد و بصيغة الجمع، فيكون العذاب بالوحدة، و قد يكون العذاب بالجمع المُستلزم للإهانة، أو لغير ذلك من دواعي العذاب بحسب ما يقتضيه المقام.
قال تعالى: ﴿وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدودَهُ يُدخِلهُ نارًا خالِدًا فيها وَلَهُ عَذابٌ مُهينٌ﴾ [النساء: 14]
وقوله: ﴿أَلَم يَعلَموا أَنَّهُ مَن يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدًا فيها ذلِكَ الخِزيُ العَظيمُ﴾ [التغابن: 63]
هذا بصيغة الإفراد؛ أما بصيغة الجمع فمنه قوله تعالى: ﴿خالِدينَ فيها لا يُخَفَّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَلا هُم يُنظَرونَ﴾ [آل عمران: 88] ﴿فَادخُلوا أَبوابَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها فَلَبِئسَ مَثوَى المُتَكَبِّرينَ﴾ [النحل: 29]
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
من اللطائف القرآنية
أنّه سبحانه وتعالى إذا ذكر الخلود لأهل الجنّة فإنه لا يذكره إلا بصيغة الجمع (خالدين).
ولم يذكر مرة الخلود لهم بالإفراد، فلم يقل (خالدًا) ؛
ولعل السرَّ في اختصاص أهل الطاعة بالجمع، أن اجتماع أهل الجنة في الجنة من كمال نعيمهم،
ذلك أن الوحدة عذاب ولو كانت في جنّات النعيم، وأن الاجتماع من مستلزمات السعادة. وأنَّ من كمال عذاب أهل النار العزلة والانفراد. ألا ترى لو أن أحدًا سكن في قصر وحيدًا لدخلت عليه الوحشة والضيق، ولو تأملت في أعظم العقوبات على المسجونين لعلمت أنه السجن الانفرادي حيث لا يكلم المسجون أحدًا ولا يستأنس بالناس.
وقد أشار المفسرون في تفسيرهم لهذا الكلام فقالوا : "وجَـمَع الفائزين بدخول الجنة في قوله: (خالدين فيها) تبشيرًا بكثرة الواقف عند هذه الحدود، ولأنَّ منادمة الإخوان من أعلى نعيم الجنان،
وأُفرِد العاصي في النيران في قوله: (خالداً فيها) لأن الانفراد المقتضي للوحشة مِنَ العذاب والهوان."
قال تعالى: ﴿تِلكَ حُدودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾ [النساء: 13]
وقال: ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظيمٌ﴾ [التغابن: 22]
وأمّا أصحاب النار فيذكر الخلود لهم بصيغة الإفراد و بصيغة الجمع، فيكون العذاب بالوحدة، و قد يكون العذاب بالجمع المُستلزم للإهانة، أو لغير ذلك من دواعي العذاب بحسب ما يقتضيه المقام.
قال تعالى: ﴿وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدودَهُ يُدخِلهُ نارًا خالِدًا فيها وَلَهُ عَذابٌ مُهينٌ﴾ [النساء: 14]
وقوله: ﴿أَلَم يَعلَموا أَنَّهُ مَن يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدًا فيها ذلِكَ الخِزيُ العَظيمُ﴾ [التغابن: 63]
هذا بصيغة الإفراد؛ أما بصيغة الجمع فمنه قوله تعالى: ﴿خالِدينَ فيها لا يُخَفَّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَلا هُم يُنظَرونَ﴾ [آل عمران: 88] ﴿فَادخُلوا أَبوابَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها فَلَبِئسَ مَثوَى المُتَكَبِّرينَ﴾ [النحل: 29]