بعد حديثنا عن الدواوين وسماتها...عقب الشيخ عباس: نعم فهناك ناد خفيف الظل اشتهرت فيه طرائق وخواطر أدبية تثير الدعابة والمرح... سألني الجد: هل تعرف لأي ديوان يشير عليك الشيخ عباس؟ قلت: نعم يا جد فأنا اعتقد انه يلمح لديوان (آل النقيب) حيث كان للسيد محسن النقيب علاقات خاصة مع الشعراء، ففي ديوانه كان يحضر الشيخ (كاظم الهر) ومن بعده جاء السيد (حسن النقيب) وكانت له علاقات طيبة بالشعراء كالشاعر الشيخ جواد كاظم الهر...
قلت: يا جد أذكر هناك عدة دواوين كانت تقع في باب الطاق، لا أتذكر إلا بعضها مثلا ديوان الرشتي، وديوان آخر كان يقع قربه يسمى ديوان آل الوهاب، وهو ديوان السيد احمد السيد محمد الوهاب عميد أسرة آل الوهاب، وكان للسيد المذكور مواقف جليلة وأصبح نائب كربلاء سنة 1940م. عقب العم الشيخ عباس: كان يتواجد فيه جمع من الشعراء، قلت: اتذكرهم؟ قال: نعم وكيف انساهم منهم الشيخ كاظم الهر، والسيد جواد هنيدي، والشيخ محمد حسن ابو المحاسن، والشيخ محسن ابو الحب، والشيخ عبد الحسين الحويزي، وغيرهم..
عقب حينها احد الشهداء: كان يُقام مجلس معروف في كربلاء يسمى مجلس السيد يوسف الاشيقر. قال الجد: هو مجلس السيد يوسف السيد احمد الاشيقر، ويقع في حارة آل الاشيقر مجلس عام لرجال الادب والوجاهة، فيه سمر ومنادمة واحاديث ظريفة، تتعلق بشؤون الفكر والسياسة، ويرتاده السيد عبد الحسين آل طعمه، والشاعر الشيخ محمد القزويني، والسيد يونس نصر الله، والسيد ابراهيم شمس الدين القزويني، والسيد صالح السيد جواد السيد يوسف آل طعمه وعبد الحميد الوكيل...
وعقب شهيد آخر: عن ديوان مجد العلماء. سألت جدي: أليس هو في باب الطاق؟ قال: نعم خلف ديوان آل الرشتي، عقب حينها الشيخ عباس: كان يؤمه الشيخ مهدي الخاموش، والشيخ جعفر الهر، والشيخ جمعة الحائري... وشهيد آخر اشار الى ديوان السيد عبد الوهاب آل طعمه. قلت: يا جد هو ديوان رئيس البلدية؟ قال: نعم، ولذلك كانت مجالسه لاتخلو من ولاة وعلماء وأدباء وأعيان وجماهير محتشدة في هذا الديوان، يا بني شهدت اسماء ولقاءات فكرية كبيرة...
سألت:ـ يا جد هل كنت تحضر هناك؟ عقب الشيخ عباس:ـ كان من رواد هذا الديوان الشاعر محمد القزويني، ومحمد حسن ابو المحاسن، والسيد محمد تقي الطباطبائي، والسيد حسين القزويني، والشيخ كاظم (ابو ذان)، والشيخ محمد علي قصير الادباء.. قلت: ياعم الشيخ اعتقد أنه كان هناك ديوان آخر لرئيس بلدية كربلاء لكنه غير هذا الديوان. فابتسم الجد وقال لصديقه الشيخ عباس: انه يقصد ديوان آل حافظ، وهو ديوان الشاعر الحاج عبد المهدي الحافظ الكائن عند باب الصحن الصغير للروضة الحسينية. فعقب الشيخ عباس صديق جدي الوقور: كان يحضر هناك جمع غفير وحشد من الشعراء الكربلائيين امثال الشاعرمحمد حسن ابو المحاسن، والسيد حسين القزويني، والشيخ كاظم ابو ذان، والسيد احمد البير، والسيد نعمة حسين، والشيخ علي الشيخ زين العابدين الحائري، والاغا رضا، والشاعر التركي الشيخ رضا الطالباني... وثمة ديوان آخر كان موقعه في سوق الحسين هل تعرفه؟ قلت: اعتقد انك تقصد ديوان السيد جواد الصافي؟ قال الجد: احسنت كان هذا الديوان موقعه في سوق الحسين، قرب حمام المالح، وكان يحضر فيه السيد محمد مهدي السيد حسن بحر العلوم الطباطبائي وزير المعارف العراقية حينها، والسيد احمد السيد صالح آل طعمة.
قال احد الشيوخ الشهداء: لاتنسوا ديوان آل الشهرستاني العالم التقي والزاهد الورع، وكان يجتمع عنده الشيخ عبد الحسين الحويزي، والسيد مرتضى الوهاب، والسيد مرتضى القزويني، والسيد صادق آل طعمة، والسيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني، وسواهم... قلت: ياعم الشيح عباس هل بقيت هناك دواوين لم تذكر بعد؟ قال: نعم هناك ديوان الشيخ محمد رشيد الصافي، وكان في شارع العباس، وكان رئيس بلدية ايضا، وكان يزور محفله السيد جعفر الحلي، والشيخ محمد اليعقوبي، والشيخ الحويزي، والشيخ موسى الهر...
فترة صمت ثم سألت الجد: ها جد هل هناك دواوين بعد؟ قال :يا بني الدواوين كثيرة... فهناك ديوان السيد صالح السيد سليمان، والسيد عبد الحسين السر، وديوان السادة آل ثابت، وديوان آل شهيب، وديوان آل جار الله، وديوان آل عواد، وديوان السيد مصطفى الشروفي نائب سادن الروضة الحسينية، ودواوين العلماء... انتهت يا ولدي، اذهب بسلامة من الله تعالى وحفظه فقد تأخرت وقبلني الجد ومضيت...