إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكاية عمو حسن 54

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية عمو حسن 54


    في بداية الستينيات من القرن المنصرم، وتحديداً في سوق باب السلالمة، دارت أحداث حكاية أدهشت كل من سمع بها وعاشها أو عرف شخوصها، حملت هذه الحكاية ملامح مدينة صار الولاء الحسيني تاريخ عزتها؛ إذ دخلت السوق ذات الصباح عربة خضار غير مكشوفة؛ كالتي يستعملها أصحاب البساتين في نقل محصولاتهم ونقل ميرتهم، وقف من حولها الشباب بلا حراك وهم يصيحون بوجوم: هذه والدته!! تسمرت (أم سالم) تماماً أمام هذا المشهد المذهل، وتقدمت نحو العربة وهي ترتجف، وما أن رفعوا لها الباب حتى رأت وحيدها سالم جثة ممدة داخل العربة، فقدت سيطرتها ولم تعد تطيق الكلام، قال لها الحوذي (السائق): لقد سقط ابنك من النخلة ميتاً.
    لم تنطق المرأة بشيء... تركت المشهد كله والسوق وجنازة ابنها، وهي تحث الخطى نحو مرقد العباس عليها السلام يتبعها أهل السوق وتلاحقها الأعين باكية. الجميع يسألها عن الحال وهي صامتة دون كلام دخلت بهدوء الى الصحن المبارك... عانقت ضريح أبي الفضل عليه السلام، وهي تستغيث: أريد منك ولدي (يابن البدوية) نقل شباب المنطقة جثة سالم الى داره المقفلة، وتسائل الجيران: أين ذهبت والدته؟ وسط حيرة الجميع وهم يعرفون أن الام تدري بالقضية، لكنها تركته وذهبت صوب الصحن.
    أدخل الجيران جثة سالم في الجامع القريب والأم مازالت تستغيث: يا أبا الفضل... لا تصدق من يقول أني أعود لبيتي دون ولدي، أنا هنا أنتظر أبني، وهو الذي سيأتي لينهضني بيديه!! لا أعتقد أن ثمة أحد يستطيع أن يخبرها بوفاة أبنها رغم أنها رأته ميتاً، هل من يقول لها: أن أبنك لن يعود أبداً فهو ميت. مرت ساعة، ساعتان، ثلاث... والناس بانتظار اجراء مراسيم الدفن، لكن من يتجرأ والوالدة غير موجودة، مازالت تعانق الضريح وتستغيث: سيدي ياأبا الفضل العباس... لن أدع ضريحك أبداً، ولن أنهض دون ولدي إلا ميتة، فأدعوا الله ليعيد لي أبني بجاهك وجاه أبيك وأخيك، وفجأة جاء الفرج وحدثت المعجزة التي لم ولن تنساها كربلاء يوماً، نهض سالم ليسأل الناس: أين أمي؟ ثم توجه راكضاً صوب صحن العباس، والناس تتبعه، اقترب من الضريح: انهضي يا أمي سيدي أبي الفضل العباس يبلغك السلام...
    ومثل هذ الحالة حصلت لعدة أشخاص، وفي الغرب يسمونه الوسيط الروحي، لكونه يروي ماسيحدث في الغيب، لكن العجيب في قصة سالم يقول: حين سقطت من النخلة شعرت بألم شديد ثم رأيت شخصا واقفا أمامي ينظر إلي نظرة رحيمة ويقول: سأرفع عنك الوجع، وأنا أتوسل اليه أن يسعفني أينما يضع يده أشعر بالراحة وزوال الألم حتى رأيت نفسي منفصلاً عن جسدي، علمت حينها أن هذا الشخص هو ملك الموت عليه السلام، وفي أثناء الصعود بي الى الأعالي، رأيت من الجهة الأخرى سيدي العباس وهو يتجه صوب مركز متوهج أدركت أن في هذا المركز النوراني يتواجد سيدي الحسين...
    سبحان الله سمعته يقول: يامولاي يا أبا عبد الله إن أم هذا الولد تقف الان على الضريح تستغيث بي أن أسعى لرد أبنها الى الحياة، فأطلبه لي ياسيدي ياحسين من الله عز وجل كي تقر عين هذه الأم المسكينة، ويهدأ قلبها، فرد الحسين عليه السلام: يا أبا الفضل الولد مات وانتهى ذكره، ثم عاد بعد ساعة وهو يتوسل أخاه الحسين عليه السلام: يا أبا عبد الله أن أم هذا الغلام مازالت ملتصقة بضريحي وتستغيث بي، ثم كررها ثالثة: ياسيدي يا أبا عبد الله المرأة ترفض أن تترك الضريح حتى تموت أو تدرك حاجتها فرفع حينها سيدي الحسين يده الى السماء متوسلاً بالله ليعيدني الى الحياة، وإذا بملك الموت يحضر ثانية ليعيدني الى جسدي. كبر الفتى وتزوج وصار عنده أولاد والناس في منطقة (الجية) تعرف من هو أبو علي وما حكاية أمه التي مازالت قبلاتها على ضريح أبي الفضل العباس ندية الى الان تخضر عند دعوات كل أم...​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X