قراءة انطباعية..
في بحثٍ من بحوث مهرجان ربيع الشهادة
الموسوم (مقاربة الدوافع بين واقعة الطف وظاهرة الارهاب).
علي حسين الخباز
قبل الدخول الى عوالم البحث لابد من الوقوف عند سلفيي الثقافة والفكر ممن يطرق أبواب الأخبار المروية، فيدفعها الى المتلقي بقشورها، ونحن في خضم هذه المعالجات، نحتاج الى الباحث المنتج المتسلح بالعلم والمعرفة، ليأخذ من التراث ما يساهم بيقظة الحياة، مما يعمر سبل التواصل الانساني.
الدكتور محمد نعناع كتب لنا بحثاً تحليلياً عن الصياغات الشرعية للرد على التكفيرية والإرهابية دراسة تحليلية بعنوان (مقاربة الدوافع بين واقعة الطف وظاهرة الارهاب).
إن النظر صوب تأصيل التراث الفكري والديني والتربوي عودة شرعية لهم في تثبيت مرتكز المعاصرة وشخص الباحث صعوبة مثل هذا البحث باختراق الثقافة الشعبية العامة المترسخة في الذهنية السلفية؛ كونها من مصادر التشريع هي نفس المصادر التي نستنبط منها الأحكام الشرعية، تصبح لدينا قراءات متنوعة برؤى متعددة ترتكز على تنامي والتفاعل مع بعض لتوصلنا الى الكثير من الحلول، لكن قصرية التأويلات القاصرة تغير الكثير من المفاهيم قصدياً, ومحاولة تعميم مفهوم القوة عبر قراءات ظاهرية، بينما هناك مساحة واسعة من التأويلات التي هي بحاجة الى رؤى علمية لتخليص المتوارد عند هذه الثقافة الشعبية لا بد من اختراقها بإدراكات جديدة للنص القرآني بالعودة الى النص الأصلي نترك سير الروايات ونحتكم الى مفاهيم هذه الآيات لقد تغيرت الكثير من الترتيبات الفكرية والروحية، وأصبحنا بحاجة الى النهوض بمستوى فهمنا للتاريخ، فكان الفصل الأول للبحث يتحدث عن الدوافع الشرعية لنهضة الإمام الحسين(عليه السلام) في المبحث الأول, معادلة السلطة المستمدة الى الكتاب والسنة وشخص يزيد لا يصلح لعدم نزاهته لأخلاقيات القيادة، فهو لا يمتلك التقوى والعدل والانصاف والأمانة، ومن الممكن دراسة احداث ما بعد الطف لإدراك صحة تشخيص الحسين(عليه السلام)، فهو اعترض على شخصية القائد، وهذا اعتراض شرعي:
يزيد يتجاهر بالانحراف، ولا يمكن أن يكون مثالاً للقيادة..
المبحث الثاني: اعتراض الإمام الحسين(عليه السلام) على السياسات العامة حيث واجهت القوى الفاعلة تصفية جسدية على جميع معارضي الدولة الاموية، وبدأت تلك التصفيات قبل تولية يزيد.
واجه الإمام الحسين(عليه السلام) معاوية، وكان الاعتراض استنهاض ما يمكن للعودة الى الحياة لإقامة معمار ثقافي انساني، والاعتراض كان لإيجاد اركان الشريعة، وإيقاف الكثير من الانحرافات، حيث بدأ معاوية بتقسيم المجتمع الى طبقات ولائية، وسعوا الى ارباك الحالة المعاشية، فأفرغوا ميزانية الدولة بشراء الذمم، مما تسبب بانهيار اقتصادي. اعتراضات الإمام الحسين(عليه السلام) بدأت منذ سنة 50هـ أي عند استشهاد الامام الحسن(عليه السلام).
في هذه المرحلة، تم تصفية القوة الفاعلة، قتلوا حجر بن عدي الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وباقي القيادات.. ولو بحثنا في نوع هذه التصفية، لوجدنا أن جميع النظم الحاكمة تخشى المنطق الايماني والحكمة، لذلك كان الإمام الحسين(عليه السلام) أيضا من ضمن الرجال الذين تشملهم التصفية، وله الحق في الدفاع عن نفسه، فوضح(عليه السلام) للناس نوعية المخطط الأموي الذي قتله ولو كان في جحر هامة.. وركز الباحث على واقعية الفعل التاريخي مبتعداً عن أي تأويل غيبي بعلم الإمام الحسين(عليه السلام) بأمور استباقية ناتج من الحصافة السياسية، فلذلك كان يصرح(عليه السلام): (والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه الحلقة من جوفي)، فاستباقية الرؤيا الحصيفة استكشاف جاء نتيجة معرفة سياسية وقيادية اجتماعية.
لكن نحن نرى هناك حصة استكشافية بمكونات فكرية هي حصة امام معصوم، فإذا (فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا في أذل...)، وفي الفصل الثاني عن الدوافع العدوانية لمجموعات الإرهابيين، وتبعاً لرؤيتهم الشرعية، يشرعنون عداء الآخر، يتحدثون لتنزيل المحكم معتبرين بما فعل السلف الصالح، بينما القرآن الكريم لم يركز على قضية السلف الصالح، بل امتدح الله سبحانه وتعالى الأجيال المقبلة رغم كونه قدوة وأسوة والأقرب الى النص الأصلي.
الله سبحانه وتعالى يوضح لنا إمكانية المستقبل، يمكن أن يكون أكثر تطورا (ولتعلم.. بعد حين) كان الصحابة لا يدركون كل شيء في القرآن الكريم المستقبل المعرفي هو الكفيل في إيضاح الآيات البينات, رسالة عالمية مطلقة, الجمود على الحالة السلفية امر خطير محاولة نسخ الشريعة الحضارية المتقدمة بالأوامر الحربية المؤقتة جاؤوا بآية السيف ووضعوها على رأس 120 آية نسخوا آيات المسامحة جميعها، بينما آية السيف محددة بزمان.
هناك قوانين حرب في القرآن، وهناك احكام شرعية مستمرة مثل " ادعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ.." نحتاج هذه الآية اكثر من الآية التي نسخوا بها آيات المسامحة.
يرى الباحث أن الأمر خطير، وبإمكان المسلمين استنهاض قيم المسامحة، واعادتها الى الحياة، ومن نور هذا القرآن الكريم، واعتماده كمرتكز لإقامة معمار انساني بعيدا عن العنصرية والاستغلال، وعدم التعامل مع المكونات الإنسانية المحيطة على انها حالة عدائية، تستند في تحطيم مكوناتها، نحتاج اليوم الى تطور السياق القرآني، وليس تجميده على حالات تاريخية نحتاجها الى العبرة وليس لأحكام شرعية هي محددة في التنزيل والنسخ لتعدد الشرائع وليس داخل الشريعة الواحدة علينا ان نسأل: لماذا سُمّيت أمة الإسلام بالشريعة السمحاء كمحاولة هذه المجاميع الإرهابية انتاج مجتمعات إرهابية يعدون النساء والأطفال الى التطبيع على الأحكام المبتدعة من تراثهم السلفي باعتبار الجميع مرتدين وهناك قانون (الجماعة المحتسبة) هم انفار يؤسسون مجموعة تنفذ تلك الاحكام التي يقتنعون بها في الشارع، ويقتلون السياسيين والمثقفين وممن توجه لهم اتهامات بالردة، واصبح المحتسبة يجتمعون لينفذوا محاكم ينصبونها في الشارع والامام الحسين(عليه السلام) يرفض مثل هذا الإرهاب ويقول: "أصبر حتى يرد الله بيني وبين القوم الظالمين" فهو لم يفرض رأيه على احد، رفض الامام الحسين(عليه السلام) العنف والقتل، واليوم يشرعون حكماً مفاده أن الانتحاري مات اليوم في يومه المحدد، فننظر الى التاريخ، ابن زياد يقول للسجاد(عليه السلام): "الم يقتل الله علياً" فأجاب الإمام السجاد(عليه السلام): كان لي أخ قتله الناس.. لو نظرنا الى وجود أطباء يسعون الى تأجيل الموت عند المرضى ان ينقذوا الناس من الامراض، ليديموا عمرهم وهؤلاء الانتحاريون قصروا اعمار الناس، فلا بد من تقصير أعمارهم.
في بحثٍ من بحوث مهرجان ربيع الشهادة
الموسوم (مقاربة الدوافع بين واقعة الطف وظاهرة الارهاب).
علي حسين الخباز
قبل الدخول الى عوالم البحث لابد من الوقوف عند سلفيي الثقافة والفكر ممن يطرق أبواب الأخبار المروية، فيدفعها الى المتلقي بقشورها، ونحن في خضم هذه المعالجات، نحتاج الى الباحث المنتج المتسلح بالعلم والمعرفة، ليأخذ من التراث ما يساهم بيقظة الحياة، مما يعمر سبل التواصل الانساني.
الدكتور محمد نعناع كتب لنا بحثاً تحليلياً عن الصياغات الشرعية للرد على التكفيرية والإرهابية دراسة تحليلية بعنوان (مقاربة الدوافع بين واقعة الطف وظاهرة الارهاب).
إن النظر صوب تأصيل التراث الفكري والديني والتربوي عودة شرعية لهم في تثبيت مرتكز المعاصرة وشخص الباحث صعوبة مثل هذا البحث باختراق الثقافة الشعبية العامة المترسخة في الذهنية السلفية؛ كونها من مصادر التشريع هي نفس المصادر التي نستنبط منها الأحكام الشرعية، تصبح لدينا قراءات متنوعة برؤى متعددة ترتكز على تنامي والتفاعل مع بعض لتوصلنا الى الكثير من الحلول، لكن قصرية التأويلات القاصرة تغير الكثير من المفاهيم قصدياً, ومحاولة تعميم مفهوم القوة عبر قراءات ظاهرية، بينما هناك مساحة واسعة من التأويلات التي هي بحاجة الى رؤى علمية لتخليص المتوارد عند هذه الثقافة الشعبية لا بد من اختراقها بإدراكات جديدة للنص القرآني بالعودة الى النص الأصلي نترك سير الروايات ونحتكم الى مفاهيم هذه الآيات لقد تغيرت الكثير من الترتيبات الفكرية والروحية، وأصبحنا بحاجة الى النهوض بمستوى فهمنا للتاريخ، فكان الفصل الأول للبحث يتحدث عن الدوافع الشرعية لنهضة الإمام الحسين(عليه السلام) في المبحث الأول, معادلة السلطة المستمدة الى الكتاب والسنة وشخص يزيد لا يصلح لعدم نزاهته لأخلاقيات القيادة، فهو لا يمتلك التقوى والعدل والانصاف والأمانة، ومن الممكن دراسة احداث ما بعد الطف لإدراك صحة تشخيص الحسين(عليه السلام)، فهو اعترض على شخصية القائد، وهذا اعتراض شرعي:
يزيد يتجاهر بالانحراف، ولا يمكن أن يكون مثالاً للقيادة..
المبحث الثاني: اعتراض الإمام الحسين(عليه السلام) على السياسات العامة حيث واجهت القوى الفاعلة تصفية جسدية على جميع معارضي الدولة الاموية، وبدأت تلك التصفيات قبل تولية يزيد.
واجه الإمام الحسين(عليه السلام) معاوية، وكان الاعتراض استنهاض ما يمكن للعودة الى الحياة لإقامة معمار ثقافي انساني، والاعتراض كان لإيجاد اركان الشريعة، وإيقاف الكثير من الانحرافات، حيث بدأ معاوية بتقسيم المجتمع الى طبقات ولائية، وسعوا الى ارباك الحالة المعاشية، فأفرغوا ميزانية الدولة بشراء الذمم، مما تسبب بانهيار اقتصادي. اعتراضات الإمام الحسين(عليه السلام) بدأت منذ سنة 50هـ أي عند استشهاد الامام الحسن(عليه السلام).
في هذه المرحلة، تم تصفية القوة الفاعلة، قتلوا حجر بن عدي الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وباقي القيادات.. ولو بحثنا في نوع هذه التصفية، لوجدنا أن جميع النظم الحاكمة تخشى المنطق الايماني والحكمة، لذلك كان الإمام الحسين(عليه السلام) أيضا من ضمن الرجال الذين تشملهم التصفية، وله الحق في الدفاع عن نفسه، فوضح(عليه السلام) للناس نوعية المخطط الأموي الذي قتله ولو كان في جحر هامة.. وركز الباحث على واقعية الفعل التاريخي مبتعداً عن أي تأويل غيبي بعلم الإمام الحسين(عليه السلام) بأمور استباقية ناتج من الحصافة السياسية، فلذلك كان يصرح(عليه السلام): (والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه الحلقة من جوفي)، فاستباقية الرؤيا الحصيفة استكشاف جاء نتيجة معرفة سياسية وقيادية اجتماعية.
لكن نحن نرى هناك حصة استكشافية بمكونات فكرية هي حصة امام معصوم، فإذا (فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا في أذل...)، وفي الفصل الثاني عن الدوافع العدوانية لمجموعات الإرهابيين، وتبعاً لرؤيتهم الشرعية، يشرعنون عداء الآخر، يتحدثون لتنزيل المحكم معتبرين بما فعل السلف الصالح، بينما القرآن الكريم لم يركز على قضية السلف الصالح، بل امتدح الله سبحانه وتعالى الأجيال المقبلة رغم كونه قدوة وأسوة والأقرب الى النص الأصلي.
الله سبحانه وتعالى يوضح لنا إمكانية المستقبل، يمكن أن يكون أكثر تطورا (ولتعلم.. بعد حين) كان الصحابة لا يدركون كل شيء في القرآن الكريم المستقبل المعرفي هو الكفيل في إيضاح الآيات البينات, رسالة عالمية مطلقة, الجمود على الحالة السلفية امر خطير محاولة نسخ الشريعة الحضارية المتقدمة بالأوامر الحربية المؤقتة جاؤوا بآية السيف ووضعوها على رأس 120 آية نسخوا آيات المسامحة جميعها، بينما آية السيف محددة بزمان.
هناك قوانين حرب في القرآن، وهناك احكام شرعية مستمرة مثل " ادعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ.." نحتاج هذه الآية اكثر من الآية التي نسخوا بها آيات المسامحة.
يرى الباحث أن الأمر خطير، وبإمكان المسلمين استنهاض قيم المسامحة، واعادتها الى الحياة، ومن نور هذا القرآن الكريم، واعتماده كمرتكز لإقامة معمار انساني بعيدا عن العنصرية والاستغلال، وعدم التعامل مع المكونات الإنسانية المحيطة على انها حالة عدائية، تستند في تحطيم مكوناتها، نحتاج اليوم الى تطور السياق القرآني، وليس تجميده على حالات تاريخية نحتاجها الى العبرة وليس لأحكام شرعية هي محددة في التنزيل والنسخ لتعدد الشرائع وليس داخل الشريعة الواحدة علينا ان نسأل: لماذا سُمّيت أمة الإسلام بالشريعة السمحاء كمحاولة هذه المجاميع الإرهابية انتاج مجتمعات إرهابية يعدون النساء والأطفال الى التطبيع على الأحكام المبتدعة من تراثهم السلفي باعتبار الجميع مرتدين وهناك قانون (الجماعة المحتسبة) هم انفار يؤسسون مجموعة تنفذ تلك الاحكام التي يقتنعون بها في الشارع، ويقتلون السياسيين والمثقفين وممن توجه لهم اتهامات بالردة، واصبح المحتسبة يجتمعون لينفذوا محاكم ينصبونها في الشارع والامام الحسين(عليه السلام) يرفض مثل هذا الإرهاب ويقول: "أصبر حتى يرد الله بيني وبين القوم الظالمين" فهو لم يفرض رأيه على احد، رفض الامام الحسين(عليه السلام) العنف والقتل، واليوم يشرعون حكماً مفاده أن الانتحاري مات اليوم في يومه المحدد، فننظر الى التاريخ، ابن زياد يقول للسجاد(عليه السلام): "الم يقتل الله علياً" فأجاب الإمام السجاد(عليه السلام): كان لي أخ قتله الناس.. لو نظرنا الى وجود أطباء يسعون الى تأجيل الموت عند المرضى ان ينقذوا الناس من الامراض، ليديموا عمرهم وهؤلاء الانتحاريون قصروا اعمار الناس، فلا بد من تقصير أعمارهم.