( نزهة )

[علي حسين الخباز]

حظى القران الكريم بوصفه الاثر الاهم في تراث الاسلام بقدر كبير من اهتمام المستشرقين ، مع نشوء المذهب الانساني في اوربا نشأت نظرة للقرآن الكريم اكثر انصافا لا تقيمه بناء على اختلافه شكلا ومضمونا عن الكتاب المقدس ، لاترى فيه كتاب شريعة فقط أو مجموعة من الاناشيد التي تشبه المزامير ، بدأ القرآن يكتسب لدى الدارسين طابعا مميزا خاصا به ، يوهان آدم مولر هو اول من اعترف من العلماء الالمان باستقلالية القرآن بوصفه كتابا دينيا ذا نكهة خاصة به نشأ نتيجة خبرة دينية اصيلة يعبر عنها بتأملات محركة للمشاعر ، نولدكه وتلميذه شفالي وصف الوحي والخبرة الدينية ، غوتة الذي يكن للشرق حبا وللاسلام ونبيه احتراما ، يرى ان الاثر العظيم الذي تركه القرآن على النفوس انما يعود الى اسلوبه الصارم الرائع بشكل مماثل ، باعتبار الكتاب العزيز الذي كان ينظر اليه سابقا من منظار التهجم وكتاب نولدكه هذا ( تاريخ القرآن ) ثلاثة اجزاء يتألف من ابيحاث ادبية وتاريخية تسعى الى ان تؤرخ النص القرآني أي ان تعالجه كوثيقة من وثائق التاريخ الانساني ومفهوم النبوة يستند الى ما توصلا اليه الطب وعلم النفس لكن نولدكه وتلميذه لم يشككا في صدق النبي بل اعتبراه نبيا حقا ، وكان مغمورا بالحماس الشديد من اجل هداية قومه الى الايمان