اللهم صل على محمد وآل محمد
ذكر الموت:
من الأمور التي تفيد في حصول الحال وحضور القلب ذكر الموت.
إذا فكّر الإنسان بالموت والتفت إلى كون وقت الموت غير معلوم ولا شروطه أيضاً، وأنه يمكن أن يحدث في أي لحظة، حتى أنه يمكن أن تكون هذه آخر صلاة يؤدّيها، عندها لا يصلّي صلاته بغفلة.
من المُستحسن أن يفكر المصلي بالموت قبل الصلاة، يتصوّر أنّ أجله قد حان وأنّ عزرائيل قد جاء لقبض روحه، ولا مجال أمامه إلا لحظات أو دقائق وبعدها تُختم صحيفة أعماله، ويدخل العالم الأبدي، وهناك يُحاسب على أعماله فتكون نتيجتها إمّا سعادة أبدية ونعيم في جوار الإلهيين المقربين، أو شقاء وتعاسة وعذاب في قعر جهنم
يمكن أن تحصل له حال بصورة أفضل عند تصور الموت، فيُشاهد نفسَه في محضر اللّه ويُصلّي بخضوع وخشوع وكأنّه يودّع، ويجهد لتحصل له هذه الحالة قبل الصلاة ويُحافظ عليها حتى الانتهاء.
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: "إِذَا صَلَّيْتَ صَلاَةً فَرِيضَةً، فَصَلِّهَا لِوَقْتِهَا صَلاَةَ مُوَدِّعٍ يَخَافُ أَنْ لاَ يَعُودَ إِلَيْهَا، ثُمَّ اِصْرِفْ بِبَصَرِكَ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِكَ، فَلَوْ تَعْلَمُ مَنْ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ لَأَحْسَنْتَ صَلاَتَكَ، وَاِعْلَمْ أَنَّكَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَرَاكَ وَلاَ تَرَاهُ"
وقال عليه السّلام: "إِذَا اِسْتَقْبَلْتَ اَلْقِبْلَةَ فَانْسَ اَلدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَاَلْخَلْقَ وَمَا هُمْ فِيهِ، وَاِسْتَفْرِغْ قَلْبَكَ عَنْ كُلِّ شَاغِلٍ يَشْغَلُكَ عَنِ اَللَّهِ، وَعَايِنْ بِسِرِّكَ عَظَمَةَ اَللَّهِ، وَاُذْكُرْ وُقُوفَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اَللّٰهِ مَوْلاٰهُمُ اَلْحَقِّ، وَقِفْ عَلَى قَدَمِ اَلْخَوْفِ وَاَلرَّجَاءِ"
----------------------
المصدر: كتاب "تزكية النّفس وتهذيبها" للشيخ إبراهيم الأميني (رض)