تويت
الإنسان في وجوده الدنيوي المليء بالكثرات والتي تشغله عن عالم الوحدة والإنقطاع الى خالق الخلق والذوبان في عبادته والتعلق به، يحتاج الى الإستدلال بوجود خالقه ووضع الحجج والبراهين على ذلك ومن ثم التعلق به والعشق له والعمل بالسير للوصول الى ساحة قدسه، لكن الكثرات في عالم الممكن هي التي تمنعه عن هذا السير بالإنغماس فيها والإستغراق في تعاطيهيا فتشغله عن سيره وسلوكه الى خالقه سبحانه وتعالى .
إن وضوح الخطة والجادة أمرٌ لازم للسائرين ، فما لم تكن الخطة واضحة في مقدماتها ونهاياتها ، وما لم يعلم السائر بالعوائق والموانع ، فإنّ كل شبهة في الطريق تجعله يتقهقر إلى الوراء حيث انتقام الشياطين التي تغيظها حركة السائر إلى الله تعالى ، فتصادر المكتسبات الماضية ، مع عدم السماح لمحاولة جديدة . وعليه فإنه يلزم على السائر إلى الحقّ المتعال ، أن يتمثل في نفسه عملية السير التكاملي في الأنفس ، كما يتصور عملية السير المكاني في الآفاق إذ هناك :
إن وضوح الخطة والجادة أمرٌ لازم للسائرين ، فما لم تكن الخطة واضحة في مقدماتها ونهاياتها ، وما لم يعلم السائر بالعوائق والموانع ، فإنّ كل شبهة في الطريق تجعله يتقهقر إلى الوراء حيث انتقام الشياطين التي تغيظها حركة السائر إلى الله تعالى ، فتصادر المكتسبات الماضية ، مع عدم السماح لمحاولة جديدة . وعليه فإنه يلزم على السائر إلى الحقّ المتعال ، أن يتمثل في نفسه عملية السير التكاملي في الأنفس ، كما يتصور عملية السير المكاني في الآفاق إذ هناك :
- زاد لا بد أن يتزود به قبل السفر .لقوله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾
- سورة البقرة، الآية 197.وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): (أّيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ مَجَازٍ وَالْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ، وَلا تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَسْرَارَكُمْ، وَأَخْرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا أَبْدَانُكُمْ، فَفِيهَا اخْتُبِرْتُمْ وَلِغَيْرِهَا خُلِقْتُم) نهج البلاغة ، الخطبة 203.
- منازل لا بد أن يتعرف عليها في سفره .قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لِأَصْحَابِهِ يَوْماً وَهُوَ يَعِظُهُمْ: (تَرَصَّدُوا مَوَاعِيدَ اَلْآجَالِ ...وَ إِلَى اَلْقُبُورِ تُنْقَلُونَ، وَ عَلَى اَلتُّرَابِ تُنَوَّمُونَ، وَ إِلَى اَلدُّودِ تُسْلَمُونَ، وَ إِلَى اَلْحِسَابِ تُبْعَثُونَ. يَا ذَا اَلْحِيَلِ وَ اَلْآرَاءِ، وَ اَلْفِقْهِ وَ اَلْأَنْبَاءِ، اُذْكُرُوا مَصَارِعَ اَلْآبَاءِ، فَكَأَنَّكُمْ بِالنُّفُوسِ قَدْ سُلِبَتْ، وَ بِالْأَبْدَانِ قَدْ عُرِيَتْ، وَ بِالْمَوَارِيثِ قَدْ قُسِمَتْ، فَتَصِيرُ - يَا ذَا اَلدَّلاَلِ وَ اَلْهَيْئَةِ وَ اَلْجَمَالِ - إِلَى مَنْزِلَةٍ شَعْثَاءَ، وَ مَحَلَّةٍ غَبْرَاءَ، فَتُنَوَّمُ عَلَى خَدِّكَ فِي لَحْدِكَ، فِي مَنْزِلٍ قَلَّ زُوَّارُهُ، وَ مَلَّ عُمَّالُهُ، حَتَّى تُشَقَّ عَنِ اَلْقُبُورِ وَ تُبْعَثَ إِلَى اَلنُّشُورِ) الأمالي (للطوسي)، ج1، ص652.
- رفقة طريق لا بد أن يختارهم على بصيرة . عنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : (...وَ عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ اَلصِّدْقِ فَأَكْثِرْ مِنِ اِكْتِسَابِهِمْ فَإِنَّهُمْ عُدَّةٌ عِنْدَ اَلرَّخَاءِ وَ جُنَّةٌ عِنْدَ اَلْبَلاَءِ) الأمالی (للصدوق)، ج1، ص304.
- عقبات وموانع تعترضه.قال الله تعالى:﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ سورة الأنعام، الآية:32. وقال الإمام الصادق عليه السلام : (إنّ بين الدنيا والآخرة ألف عقبةٍ ، أهونها وأيسرها الموت) من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، ج 1، ص: 80، ح 362
- أعداء وقطّاع طرق يتربصون به الدوائر .قال الله تعالى:﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ سورة المائدة، الآية: 33.