(أسباب نقص الايمان)
يرى سماحة السيد أحمد الصافي أن العبد بمقتضى تكوينه يحتاج إلى خالقه، وأننا أشد ما نفتقر إلى الله سبحانه تعالى
ولهذا يرى أهل الفكر أن الإنسان من خلال الدعاء يستطيع أن ينشأ صلة وصل مع الله سبحانه، تكون سببا في توفيقه لقضاء حوائجه في الدنيا والآخرة، لأن الدعاء يرتبط بالخالق، والدعاء لا يأتي إلا من خلال المعرفة بأن به حاجتنا لله تعالى
ويضيف سماحة السيد الصافي مرتكزا مهما للمعرفة وهو الإيمان الذي يقوى المعرفة، ويبعد عن الإنسان الغفلة، وثمة إضافة ثانية لمرتكز مهم وهو لا بد من استثمار رحمة الله، والتوجه إليه من خلالها بحسن النوايا، وفي موضوع أسباب نقص الإيمان يرجع سماحة السيد الصافي إلى الموازيين التي وضعها الإمام السجاد عليه السلام بعد التأمل في تشخيص الإمام المعصوم عليه السلام (فمن أجهل مني يا إلهي برشده ومن أغفل مني عن حظه)
أذ يذهب إلى الجهل والتجاهل لكونه سببا من أهم أسباب نقص الإيمان، البحث عن جوهر يؤدي للغفلة
البحث عن جوهر تعزيز الإيمان ولا يتم إلا بمعرفة عناصر الإيمان من أجل تقويتها، بما أن الجهل أحد أهم أسباب نقص الإيمان يكون تعزيز الإيمان عن توطيد المعرفة والعلم الذي يفتح أبواب اليقظة والرشاد والمعرفة بالله وبالنبي والأئمة الأطهار، وهذه المعرفة تؤثر في ازدياد الإيمان، والغفلة تعني معرفة مواطن الطاعة ثم تركها والذهاب إلى مواطن المعصية،
الجهالة عدم وضع الأمور نصب العين، والجهالة تعني السفاهة حسب مفهوم السيد الصافي كونها تسبب قسوة القلب وعدم الشعور بلذة الطاعة، وسهولة الوقوع في المعصية، وبالمقابل هناك حلم الله تعالى، فلو أخذنا الله بذنوبنا ما ترك على ظهر الأرض من أحد والله يمهل ويعطي فرصة لكنه لا يهملنا، وما عندنا من رحمة هي من الله، فنحن نحتاج للرصيد الروحي، ولا نستطيع أن نحصل عليه إلا بالصبر والصلاة والدعاء
لا بد أن نفهم الدعاء سلوكا يوميا لا نظرية نتعقلها
الدعاء عملية ارتباط حقيقية، فنحن بحاجة لمعرفة طرق للعلاج من الغفلة، وأولها التفكير، سألوا الإمام الحسن عليه السلام عند وفاته ما الذي يبكيك وأنت سيد شباب أهل الجنة؟
قال فراق الأحبة وهول المطلع، وثانيها البذل، ويذكرنا بالقانون الإلهي (إنا لله وإنا اليه راجعون) قانون إلهي لا يخرج منه أحد إطلاقا فلا بد أن نرجع لله، والرجوع إلى الله عن طريق التوبة لله، كلنا نحتاج للتوبة، كلنا مفتقرٌ لله سبحانه، ونحتاج للتوبة كل يوم، القانون الإلهي حازم، لا بد أن نرجع إلى الله تعالى كما خلقنا فرادى، وكل واحد يقف وهو حائر
يصف لنا سماحة السيد المشهد بالصور المرعبة، التي لا يطيق بعض المتقين تصور تلك الحالة، الإنسان بطبعه يكره ذكر الموت ويحاول أن يتغافل عنه مع أنه يؤمن أن الموت حقيقة ومصير حتمي مع ذلك يحاول ألا يتصور ولا يتذكر ولا يفكر بالموت، الإنسان يعيش حالة القلق من الموت، ومع ذلك يتناساه، وهو يودع أحبة يوميا، ولا يعلم أين فلا أحد منهم يخبره، لكن هو ذاهب إليهم
سفر يذهبون ويذهب بعدهم، يقف الإنسان بين يدي الله، يتفكر في عظمة الله، فالصلاح يبدأ من إصلاح النفس، فاذا لم يصلح الإنسان نفسه لا يستطيع أن يصلح الآخرين
يركز سماحة السيد الصافي على قضية مهمة جدا، مؤلمة أن ينفق الإنسان ماله فيما نهى الله عنه، أي بمعنى يشتري نار جهنم بأمواله، نقف أمام مسألتين الأولى أن الله سبحانه وتعالى لم يصف النفس ميالة ولا نازعة بل وصفها أمارة، تأمر وتلح
الشيطان له دوره في إعداد الأرضية للنفس وإلا كيف يرضى الإنسان أن يكون الله الرازق وغيره المطاع، القضية تكمن من يعتزز بعدم إطاعة الله؟ الله سبحانه لا يحتاج إلى طاعة البشر، ولا يتضرر بمعصية الإنسان، هنا القضية تعود للنفس لسوء أدب العبد مع ربه،
القضية الثانية.. نقف عند قول السجاد عليه السلام (أنا الذي أعطيت على معاصي الجليل الرشا) فنرى أن هذه السمات لا تنطبق على الإمام السجاد عليه السلام لا مصاديق لها عنده بل نحن مصاديق ذلك، نتأمل في بعض الأمور الفكرية جوهر الموضوع في كتاب المصابيح
أولا.. نحن نتجاوز الحدود مع الله تعالى ومع هذا نرجو رحمة الله سبحانه
ثانيا.. ندعو الله ألا يعاملنا بأخلاقنا، نعرف مصائبنا النفسية لهذا ندعوه أن يعاملنا برحمته وبصفاته
ثالثا.. معرفتنا بأن الله واسع المغفرة واسع الرحمة وهذا الأمر لا بد أن يجعلنا نخجل منه
رابعا.. إن الله أشد فرحا بتوبة عبده، أشد فرحا من المؤمن نفسه بتوبته
خامسا.. رضى الله هو المغزى والمعنى
سادسا.. إن الذي يرضي الله تعالى يتمتع بصفات هائلة وكبيرة ورحمة واسعة لا يمكن أن ندركها، إلا بعد أن نستشعرها من خلال النبي والائمة صلوات الله عليهم
سابعا.. بالنبي وأهل البيت نجد آثار رحمة الله سبحانه وتعالى جلية محسوسة وبهم يوفقنا الله لكل خير