تنوعات الصوت الشعري وتشظيات الخطاب المباشر
انطباع: علي الخباز
يتنوع الأداء التوصيلي عبر أدق التكوينات الحوارية التي لايمكن ان تتداخل الا في النصوص المبدعة، لتكّون تنوعاً في الخصائص الرمزية والخصال والتمايزات التأريخية، وتعدد الأصوات ينظم لنا فنية الخطاب المباشر؛ ليركز على حضور الرموز الجليلة في (مجموعة الدمع الدرار في رثاء الأئمة المعصومين الأطهار عليهم السلام) للشاعر نصر السماك، فارتكز الخطاب على المنهاج السردي المروي من قبل صوت الشاعر والمستخدم للوصف السردي، واحتواء رمزية المباشر المخاطب الغائب، ويساعد مثل هذا الخطاب، ليداخل تفاعلات الحدث التاريخي والواقع المعاش:
(حركوا بابها الأنذال وشبّو بالطفوف النار
او ولدهم فجروا الكبة بسامره وغدت طشار)
يتوحد المصدر الصوتي عبر (ياءات النداء)، ليعدد خطابات المرموز، حيث يصل الامر ان يشتغل المنادي على اكثر من جهة في بيت شعري واحد (يا بضعة الرسول - يا شيعة - يا باني الاسلام) ونجده يسعى لتقوية التأثير الفاعل عبر فنية الأنسنة ليتوجه الخطاب الشعري الى باب الزهراء (عليها السلام) بصوت الشاعر، ثم يتحول ليتداخل مع صوت الباب نفسها:
(بنار حركوني وسبوها العايله..
او علي اثار الدفعني ماثلة..
تخضب البسمار بدم فاطمة..
ويمي محسن طاح سابح بالدمه)
وليحثنا الشاعر عن الباب وماضيها السعيد:
(إن جان الهادي يطرقني بلطف * بحرمة البيت وجلاله يعترف).
هذه التنوعات الصوتية تمنح الشاعر تفردا بصوته الشعري وسياقات العمل الابداعي، فمع صوت الشاعر الراوي عن عباس (عليه السلام) والمرسل اليه هو المتلقي:
(اخذ عباس الوفه من امه الطهر * غذته روح المآثر والصبر)
ليظهر صوت ام البنين مباشرة والمخاطب العباس (عليه السلام):
(على اخوك حسين لا تعز العمر
قر لي عيني يبني عد سيد الشباب)
لتغير الصوت الى الزهراء (عليها السلام) والمخاطب هو رب العزة والجلال:
(يا الهي ليش كطعوهه الكفر * اليوم اوفي ام العباس الخطاب)
وهكذا سعى الشاعر السماك الى توزيع الوحدات الصوتية والتركيبية الدلالية، ليحصل على بنى شعرية يقظة تخلق له حراكا ابداعيا يحمل هوية شاعر.