تويت
يرى الأطباء أن علاج الملك من مرضه الخطير يتوقف على تناوله لكبد انسان... ياه صاح الملك: أيمكن أن يكون علاجي على حساب حياة الآخرين. اعترض الملك في بادىء الأمر، ورفض الفكرة برمّتها، لكن الحكومة اجتمعت وقررت مواصلة هذا الجهاد، واختارت أحد الفتيان ليكون الدواء المناسب... فحياة الملك ليست ملكه بل ملك شعبه، وحياة الملك تعني حياة دولة، ولهذا أرسلوا الى والدَي الفتى...
لايستطيع الملك أن يتصورَ أن عائلة في العالم تقدم كبد ابنها هدية لملك؟ المهم أن هذه العائلة باعت ابنها وقبضت مبلغا كبيرا عوضا عنه، ووقف الأب امام أجهزة الإعلام يصرخ: كلنا فداء للملك نفتديه بأرواحنا وفلذات أكبادنا، وانتهى الخطاب الحار بـ(زغرودة) الأم! أعرب الملك عن عدم ارتياحه... كيف يقبل شرع الله أن يذبح انسان قسرا ليعيش بحياته انسانٌ آخر؟ واذا بالقاضي يعلن أمام الناس: إن القضية شرعية لاتستحق القلق، فأن قتل أحد من الناس ليأخذ الملك كبده ليشفي به حلال... حلال...!
يسأل الملك مندهشا: والفتى؟ قالوا: ستراه بعينيك مسرورا فرحانا، لكونه سيضحّي بحياته للملك. فقال الملك: أريد أن أراه ساعة ذبحه... حانت ساعة الذبح... ينظر الملك الى الفتى وهو غضبان، ينظر بغضب الى وجه ذبّاحه... ثم يرفع عينه الى السماء ويبتسم... ورأى الملك أن الفتى كررها أكثر من مرة.
نهض الملك وسط ذهول الجميع، ذهب إليه يسأله: لِمَ تضحك يا ولدي، وقد أوشكت على الهلاك؟ أجابه الفتى: ماذا أفعل ياسيدي.. لا الوالدان رحما ولديهما، ولا القاضي حمل مخافة الله ليعدل في قضائه، ولا الملك اتقى الله ليدرك أن الأعمار بيد الله سبحانه تعالى، ولايمكن له أن يعيش خارج يومه، ولو لبس ألف جسد... فرأيت لحظتها أن رحمة الله أكبر من جشع أب، ومن ظلم قاضٍ باع الضمير، ومن جور ملك جاهل لايدرك أن دواءَه بين يديه. صاح الملك: وماهو يا بني؟ قال: دعاء الناس يا سيدي، اطلب من شعبك ليدعو لك بالعافية وسترى... فرح الملك كثيرا بهذا العلاج وفك أسر الفتى ثم عانقه وهو يبكي...
أعجبني
تعليق