إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السعـادة.. وأثرها الايجابي في الحياة زهراء حكمت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السعـادة.. وأثرها الايجابي في الحياة زهراء حكمت


    من أسرار السعادة، أن يتذكر الإنسان ما لديه من نعم قبل أن يتذكر ما لديه من هموم ومشاكل..! وقد نستبطئ الفرج؛ لأننا نراقب الطرق المعتادة، وأن نثق بأن السعادة قادمة، لكن من طريق جديد: "وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ".
    فالسعادة ذلك الاكسير الذي يبحث عنه الإنسان، ويتأمل أن يحصل عليه وبكل مراحل عمره، وقد يرفل بأسباب السعادة وهو لا يدري، وطالما شعر بأن سعادته مقترنه بمال أو مركز أو اولاد؛ بسبب سيطرة ما هو متوهم به عليه، وهو يراها سوداء مطبقة بهموم بسيطة، وما يتخيله من مشاكل تُشعره بأن لا طعم لحياته ولا نبض بها، وقد تكون تلك الهموم بعضها منطقية وبعضها متوهمة لضيق أفقه؛ ولأنه استعظمها وأعطاها اكبر من حجمها، أو لأنها اطبقت على قلبه، فجعلته ضبابي الرؤية؛ لاستحكام حلقاتها رغم ان الابتلاء من سنن الله تعالى، في خلقه كما قال الشاعر:
    ولرب نازلةٍ يضيق لها الفتى ... ذرعاً وعند الله منها المخرج
    ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
    فلو اتسعت مداركه، ووعى وتـأمل بأن كل الهموم والمشاكل ستتحول مع الزمن إلى مجرد ذكريات، وتحمل عبق الماضي، وهي تحوي بطيّاتها تجارب وخبرات جديدة تبدأ كبيرة ثم تتضاءل وتزوده بمهارات وتنوعات حياتية، فلا ينبغي للإنسان أن تخور قواه ويضعف بمجرد تعرضه لرياح المشاكل وتعقيدات الحياة، فالغد يحمل الأمل ونسائم التفاؤل دائماً.
    ومع كل ذلك، فتعقيدات الحياة ومشاكلها أمر طبيعي ومعهود لدى الكل، غنيهم وفقيرهم،
    وقد أثبتت الكثير من التجارب بأن الأنسان أقوى بكثير مما يتصور، وله قدرات لا تنهي، ويستطيع بما أودعه الله تعالى من مواهب وقدرات أن يمضي قدماً، ويتغلب على أشد الصعاب، فالكون كله خُلق لخدمته وسعادته، وهو مسخرٌ لخلافته به، قال الامام علي (عليه السلام):
    أتحسب انك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الأكبر(1)
    لذا عليه أن يحترم ذاته ووجوده، ويكون بموازنة تامة، لا يكثر من جلد نفسه، ولا يعطيها كل ما تتأمل، ويثق بها بدون الثقة بالله تبارك وتعالى؛ ليكون مصدر اشعاع في الحياة. ومن المهم التطبيق لأحاديث أهل البيت (عليه السلام) بالنظر الى من هو فوقنا بالدين لتصغر طاعتنا بأعيننا، والى من هم دوننا بالدنيا، لتكبر نعم الله عندنا، فأغلب المعاصي ربما تأتي من جراء العُجب بالنفس والغرور والشعور بالعظمة.. وهي امراض بغيضة ومميتة، تصيب الروح، فتتركها خاوية من كل سعادة ورضا.
    فنواة السعادة الحقيقية، أن نعرف من نحن، ونعرف قدرات أنفسنا، وندرك أنها أمارة بالسوء، نراقبها، نكبح جماحها.. ومن المهم أيضاً جعل الحياة خليطاً نافعاً وجميلاً من رضا وقناعة ممزوجة ببودقة الطموح الواعي والفكر والثقافة الهادفة النافعة للفرد والمجتمع، ونضع معها الترياق السحري (حسن الخلق، والإحساس بالآخرين، وحبهم، واشراك الاخرين معنا بما نملك من مهارات وعطاء، وتأمّل ومناجاة)، فالسعادة تسير بخطوط دائرية ما تعطيه يعود لك، فلابد أن نجعل حياتنا تنبض بعناوين كثيرة في قاموسها الأجمل، وكل عنوان يعطيك حياة جديدة وسعادة اضافية..
    فاسعادك لطفل صغير، واحتضانه، كفيل بخلق السعادة لديك ولساعات وايام، وكلمة حب تتبادلها مع الأم والزوجة والأبناء كفيلة بخلق السعادة، وبسمات تفاؤل ورضا كفيلة بطبع السعادة بقلوب من هم حولك بالعمل، وربطهم بنبض حياتك المفعمة بالنشاط والعطاء والسعادة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X