بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين .
ومن عبر الأيام الخالدة ، أن مر ذات يوم الأديب السوري المعروف الأستاذ محمد المجذوب ، بقبر معاوية فرآه كومة من التراب المهين ، يغطيه الذباب فصدم ،
وقارن ذهنه بينه وبين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام في النجف الأشرف . ثم لم يتمالك نفسه فقال مخاطبا معاوية بهذه ا : الأبيات من قصيده الشهيرة
أين قصور أبا زيد ، ولهوها والصافنات وزهوها والسؤدد
أين الدهاء ؟ نحرت عزته على أعتاب دنيا سحرها لا ينفد
آثرت فانيها على الحق الذي هو لو علمت على الزمان مخلد
تلك البهارج قد مضت لسبيلها وبقيت وحدك عبرة تتجدد
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه لأسال مدمعك المصير الأسود
كتل من الترب المهين بخربة سكر الذباب بها فراح يعربد
خفيت معالمها على زوارها فكأنها في مجهل لا يقصد
ومشى بها ركب البلى فجدارها عار يكاد من الضراعة يسجد
والقبة الشماء نكس طرفها فبكل جزء للفناء بها يد
تهمي السحائب من خلال شقوقها والريح في جنباتها تتردد
حتى المصلى مظلم فكأنه مذ كان لم يجتز به متعبد
أأبا يزيد : لتلك حكمة خالق تجلى على القلب الحكيم فيرشد
أرأيت عاقبة الجموح ونزوة أودى بلبك غيها المترصد
أغرتك بالدنيا فرحت تشنها حربا على الحق الصراح وتوقد
تعدو بها ظلما على من حبه دين وبغضته الشقاء السرمد
علم الهدى وإمام كل مطهر ومثابة العلم الذي لا يجحد