📌 كثرة الأغنام وقلّة الكلاب وحكمة مفيدة !
قال أحدهم: فكّرت يوماً من الأيّام في كثرة الأغنام مع كثرة الذبح منها، ومع قلّة مواليدها، لأنَّها تلد واحداً وقليل منها تلد اثنين، وفي قلّة الكلاب، مع أنَّه لا يذبح منها، ومع أنَّها تلد الثلاث والأربع وقليل منها قد يلد أكثر من ذلك.
وبقيت هذه الفكرة تختلج في نفسي، وربّما ذكرتها لبعض أصدقائي، فيسخر منّي ومن تفكيري.
ثمَّ سافرت مرّة، وجلست إلى ظلّ شجرة، وجاء صاحب الماشية بماشيته، ومعه قطيعه، فأردت أن أتحدّث معه، فلم أجد حديثاً إلّا التحدّث بهذه المشكلة النفسيّة.
فتبسّم صاحبي، وقال: حلّها عندنا معروف.
فقلت له: وكيف ذلك ؟!
قال: الأغنام متحابّة متعاطفة، يأكل أحدها لقمة من مرعاه ويترك ما عداها لإخوانه، ومن أجل ذلك وضع الله البركة فيها.
وقال: نكون في المرعى والأغنام جائعة، فتهجم على موضع العشب، فيتناول المتقدّم منه لقمة، ويفسح المجال لأخيه، وإذا انتهت تجمّعت وكان بعضها وسادة لبعض.
وأمّا الكلاب، فإنَّ أحدها إذا وجد عظماً، احتضنه بيديه، وجعل ينظر شزراً إلى أنثاه وفراخه، فلا يجترئ أحد على الدنوّ منه، فإذا كانت يسيرة أكلها وحده، وإذا زاد عنه شيء تركه لهم، فاقتتلوا وكان نصيب الأقوى، وبهذا نزع الله البركة منهم.
قال الراوي: كنت قد شاهدت ذلك كلّه في كلا النوعين، ولكنّني ما كنت أعيره بالاً، وبعد هذا تجسّم ذلك عندي، ثمَّ لاحظت الناس، فوجدت أنَّ الأخوة والأخوات وبني الأعمام إذا تعايشوا كالأغنام، وضع الله فيهم البركة، وتكاثروا وعاشوا مكتفين، وإذا كانوا كالكلاب، انقرضوا وساروا في طريق القلّة وانتهت حياتهم إلى الفقر والفاقة.
قلت¹: أمّا ما ذكرناه بالنسبة للآدميّين المتحابّين والمتباغضين، فهو عندي أمر واضح، وقد استقرأت وراقبت، فوجدت ما ذكر حقّاً.
📚: حجر وطين.
¹ والقائل هو الشيخ محمّد تقيّ الفقيه (قدّس سرّه).
قال أحدهم: فكّرت يوماً من الأيّام في كثرة الأغنام مع كثرة الذبح منها، ومع قلّة مواليدها، لأنَّها تلد واحداً وقليل منها تلد اثنين، وفي قلّة الكلاب، مع أنَّه لا يذبح منها، ومع أنَّها تلد الثلاث والأربع وقليل منها قد يلد أكثر من ذلك.
وبقيت هذه الفكرة تختلج في نفسي، وربّما ذكرتها لبعض أصدقائي، فيسخر منّي ومن تفكيري.
ثمَّ سافرت مرّة، وجلست إلى ظلّ شجرة، وجاء صاحب الماشية بماشيته، ومعه قطيعه، فأردت أن أتحدّث معه، فلم أجد حديثاً إلّا التحدّث بهذه المشكلة النفسيّة.
فتبسّم صاحبي، وقال: حلّها عندنا معروف.
فقلت له: وكيف ذلك ؟!
قال: الأغنام متحابّة متعاطفة، يأكل أحدها لقمة من مرعاه ويترك ما عداها لإخوانه، ومن أجل ذلك وضع الله البركة فيها.
وقال: نكون في المرعى والأغنام جائعة، فتهجم على موضع العشب، فيتناول المتقدّم منه لقمة، ويفسح المجال لأخيه، وإذا انتهت تجمّعت وكان بعضها وسادة لبعض.
وأمّا الكلاب، فإنَّ أحدها إذا وجد عظماً، احتضنه بيديه، وجعل ينظر شزراً إلى أنثاه وفراخه، فلا يجترئ أحد على الدنوّ منه، فإذا كانت يسيرة أكلها وحده، وإذا زاد عنه شيء تركه لهم، فاقتتلوا وكان نصيب الأقوى، وبهذا نزع الله البركة منهم.
قال الراوي: كنت قد شاهدت ذلك كلّه في كلا النوعين، ولكنّني ما كنت أعيره بالاً، وبعد هذا تجسّم ذلك عندي، ثمَّ لاحظت الناس، فوجدت أنَّ الأخوة والأخوات وبني الأعمام إذا تعايشوا كالأغنام، وضع الله فيهم البركة، وتكاثروا وعاشوا مكتفين، وإذا كانوا كالكلاب، انقرضوا وساروا في طريق القلّة وانتهت حياتهم إلى الفقر والفاقة.
قلت¹: أمّا ما ذكرناه بالنسبة للآدميّين المتحابّين والمتباغضين، فهو عندي أمر واضح، وقد استقرأت وراقبت، فوجدت ما ذكر حقّاً.
📚: حجر وطين.
¹ والقائل هو الشيخ محمّد تقيّ الفقيه (قدّس سرّه).