"ما أكبر الغصة!"

إلى "باقر العلوم و الأسرار": الإمام محمد بن علي الباقر- عليه السلام-

د. حسن آل حطيط العاملي

-1-
ما أكبر غصة الأيام
حينما وقفت أمامك!
ما أعظم غصة الأقلام
حينما سمعت مقالك!
يا باقر الأنوار
لم لم يقدّروا قدرك!
تركوك يا مولاي
و توارثوا تركك!
يا باقر الأسرار
لم لم يحفظوا سرّك
جهلوك يا مولاي
و تجاهلوا أمرك!

-2-
ما أوجع غصة الأزمان
حينما اكتشفت مقامك!
ما أطول غصة الأكوان
حينما ارتشفت زلالك!
يا باقر الأبصار
لم زاغت الأبصار
حين حلّت الأنوار
من تباشير ذكرك!
يا باقر الأفكار
لم خابت الأفكار
حين لاحت الأنوار
من شآبيب فكرك!
نكروك يا مولاي
و استصغروا علمك!
و أنت الفكرُ..
فاستثقلوا فكرك!
خانوك يا مولاي
و استحقروا فضلك!
و انت الفضل..
و كل الفضل ملكك!

-3-
أبا السجاد
رفعت أسئلتي إليك
و أرخيت أثقالي!
أبا الزهاد
حملت أحلامي إليك
و جميع احوالي!
أبا الأفكار
هل من سبيل إلى منبع الفكرة!؟
أبا الأسفار

هل من سبيل إلى موطن القدرة!؟
أبا العلوم
كل العلوم انحنت
لتقّبل جانحيك!
أبا العقول
كل العقول هوت
لتغرف من راحتيك!

-4-
أبا الساجدبن
من للشكوك تدك أسوار اليقين؟
أبا الصادقبن
من للظنون تأكل من وهج السنين؟
أبا الطاهرين
من لنا
بعدك.. من لنا؟
رمانا الجهل
في البئر الدفين
أبا المتقين
من لنا
بعدك.. من لنا؟
سجننا الظلم
في الليل البهيم!

-5-
ما أكبر الغصة
حينما بانت القصة!
ما أكبر الغصة
حينما ضاعت الفرصة
من ثغر الزمان
...و لم يقبل يديك!
ما اعظم الغصة
حينما طالت الحسرة
و اختنقت العبرة
في عين الزمان
...فلم يبصر لديك!