أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
يؤكد الإسلام على مفهوم أصيل ينمُّ عن حسن السريرة وطهارة النفس، وطيبة القلب وصفاء الروح، ومسْلك التسامح مع أهل التوحيد وسمَّاه (حسن الظّنّ). و(حسن الظّنّ) هذا أن تحاول قدر الإمكان إخراج أخيك في الله تعالى من نسبته إلى دائرة السوء أو حظيرة التهمة، لتجد له تبريراً مرضياً لفعله أو قوله أو موقفه. وقد أكّد الإسلام على المحبة بين المؤمنين، وعلى الوقار والاحترام، وحفظ الحرمة، والظن الحسن، وشياع روح الإخوَّة والانسجام والإيثار والتواضع.. فدعى للاتصال بمَنْ لم يتصل بك، وزيارة مَنْ لا يزورك، وصلة من قطعك، والعفو عمَّن ظلمك.. فكيف لو كانت الحالة وهماً أو تحاملاً لا أساس له؟ ورد في النصِّ المعتبر عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال: (لا تظنَّن بكلمة خرجت من أحدٍ سوءً، وأنت تجد لها في الخير محتملاً). فالأساس هو الخير والنَّظرة الطيِّبة والبُعد عن سياسة التهمة والوقيعة... وأنت تُفتش عن مخرج أو احتمال لتُبقي أخيك المسلم في عزّه وكرامته، فيبقى المجتمع الإسلامي متماسكاً بعيداً عن التشرذم. ورد في النصِّ المبارك عن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أطلب لأخيك عذراً، فإنْ لم تجدْ له عذراً، فالتمس له عذراً). ويُمكنُ أن تحل مشكلة سوء الظن بقليل من صفاء النية التي يُجلِّلُها حسن الظّنّ بالأخ المسلم، وممّا لا شكّ فيه أنّ إهمال هذه الشعيرة الإلهية قد يؤدي، وبحسب الواقع المنظور، إلى شقاء في الدنيا وبُؤس في الآخرة ، بل هلاك لا يُعوَّض. أَلَيْسَ الله ربِّي جلّ جلاله هو القائل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظّنّ إِنَّ بَعْضَ الظّنّ إِثْمٌ ). وورد في النصوص الشريفة أنَّ : (حسن الظّنّ راحةُ القلب، وسلامةُ الدين، ويُخفِّفُ الهم، ويُنجِّي من تقلُّد الإثم). كيف نُحسنُ الظّنَّ بالآخرين، إنَّما نُحسن الظّنّ إذا لم نحمل إخواننا إلاّ على المحمل الحسن، ولو فتّشنا عن ذلك أو اخترعنا سبباً ما، ، فلا نتَّهمّ من لم يُلق السلام بأنَّه متكبر،.ومن خالف الموعد بأنَّه متهاون، ومن كان في موضع ريبة بأنَّه فاسد، فلعلَّهم معذورون أو مُضطرون.. وعلى فرض أنّ هناك خطأ ما، لا سمح الله ، فيكون أخي في مثل هذه الحال بحاجة إلى إرشادي ومساعدتي، لا إلى تهمتي إيّاه وطعنه والعياذ بالله. الخلاصة لا شكّ أنَّ حسن الظّنّ يصون أفرادنا، وكلَّ مجتمعنا من المشاكل المجانيّة التي تُنهكُنا بالمتاعب والبغضاء، ونحفظ نفوسنا وإخواننا وسُمعتهم وكرامتهم، وهذا أدنى حقّ إخواننا علينا. رُوي عن مولانا أمير المؤمنين قوله : (مَنْ عرف من أخيه وثيقة دين، وسَداد طريق، فلا يسمعنَّ فيه أقاويل النَّاس، أمّا إنَّه قد يرمي الرامي، وتُخطىء السِّهام) ، ولا ننسى وجوب صيانة عزّة المؤمن التي هي من عزَّة الله تبارك وتعالى، وفي النصِّ الشريف عن مولانا ومقتدانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (مَنْ أساء بأخيه الظّنَّ فقد أساء بربِّه)، إنَّ الله تعالى يقول : ( اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظّنّ ).