أجمل الصلوات هي التي تمتلك سمة الارتقاء، عوالم بهاء تطل على حلم وقور، هو أبو الحارث عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله (ص)، وجد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام...
تروي مدونة الخلود أنه ولد في المدينة المنورة .. شبه الوقار زاملته فتيا، فسمي شبيه الحمد، شريف قريش وسيدها حلماً وشجاعة ونبلا...
صلاة المعنى الذي يسترق التواريخ أدلة عقل وقلب، رجل آمن بالله تعالى وباليوم الآخر قال الإمام علي عليه السلام: (والله ما عبد أبي، ولا جدي عبد المطلب، ولا هاشم، ولا عبد مناف صنماً قط. قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم عليه السلام متمسكين به) (الغدير: الشيخ الأميني ج7).
ويقول الامام الصادق عليه السلام: (يُبعث عبد المطلب أمة وحده، عليه بهاء الملوك وسيماء الأنبياء...) (الكافي: الشيخ الكليني ج1).
صلاة الايمان تلك التي بعثته الى مواجهة إبرهة الأشرم الحبشي، أثناء قدومه لتهديم الكعبىة المشرفة، وتروي التواريخ صوتاً يهدر: (أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه) وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
يا ربِّ لا أرجو لهم سواكا * يا ربّ فامنَع منهمُ حِماكا
إنّ عدوّ البيتَ مَن عاداكا * امنعهمُ أن يُخربوا فناكا
(الكامل في التاريخ: ابن الأثير ج1).
وتم الامر بشهادة قرآن حكيم في سورة الفيل.
صلاة العطاء تفيض بابتهالات المودة والرواء، تروي مدونة الخلود، عن ملك فارسي يدعى (ملك قباذ) ملك فارس، فاستخرج منها غزالتي ذهب عليهما الدر والجوهر، وغير ذلك من الحلي، وسبعة أسياف قلعية، وسبعة أدرع سوابغ؛ فضرب من الأسياف باباً للكعبة، وجعل إحدى الغزالتين صفائح ذهب في الباب، وجعل الأخرى في الكعبة. وعظم قدره كثيراً بين العرب بعد يوم الفيل. وقدم اليمن في وجوه قريش ليهنئ الملك سيف بن ذي يزن لتغلبه على الأحباش المغتصبين للجنوب العربي، فأكرمه الملك، وقرَّبه، وحباه،
وخصَّه، وبشَّره بأنَّ النبوة في ولده. وكان محسوداً من بعض قريش.
كفل النبي (ص) بعد موت أبيه، ونال شرف تربيته بعد موت أمه آمنة بنت وهب الزهرية. ذكرت كتب السيرة والتواريخ أن عبد المطلب جد النبي (ص) توفي والنبي (ص) ابن ثمان سنين، وهذا يعني أنه توفي في العام الثامن من حادثة الفيل، قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: ومات عبد المطلب فدفن بالحجون، وهو يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة، ويقال: ابن مائة وعشر سنين، وسئل رسول الله (ص): أتذكر موت عبد المطلب، قال: نعم، أنا يومئذ ابن ثماني سنين، وقالت أم أيمن: رأيت رسول الله (ص) يومئذ يبكي خلف سرير عبد المطلب...
صلاة البهاء لرجل التواريخ سلام...