✸ السؤال:
نقرأ في أحاديثِ العِترةِ أنَّ مقاديرَ العبادِ في "ليلةِ القدرِ" تُمضى فتكونُ مِن القضاءِ المحتومِ الذي لا يُغيَّرُ ولا يُبدَّل..
فماذا يصنعُ مَن قصَّرَ في ليلةِ القدر؟!
هل أُغلِقتْ أبوابُ التغييرِ وإعادةُ النَظَرِ في مقاديرِهِ؟
✸ الجواب:
أحاديثُ العِترةِ تُخبِرُنا أنَّ الدُعاءَ قادرٌ على نَقْضِ المَحتومِ مِن الأقدارِ الّذي هو في مُستوى القضاءِ الّذي لا يُرَدُّ ولا يُبدَّلُ الّذي يكونُ في ليالي القدر،
كما يقولُ إمامُنا الباقرُ لِزرارة:
(ألا أدلُّكَ على شيءٍ لم يستثنِ فيه رسولُ الله "صلّى اللهُ عليه وآله"؟
قال زرارة: بلى،
فقال الإمام: الدعاء.. يَرُدُّ القضاءَ وقد أُبرِمَ إبراماً- وضَمَّ أصابِعَهُ -)
[الكافي الشريف: ج2]
• قولِهِ: (وقد أُبرِمَ إبراماً) هذا قضاءٌ مُبرَمٌ ومُؤكَّد.. فالإمامُ جاء بالمفعولِ المُطلَق (إبراماً) لتأكيدِ المعنى،
فالدعاءُ قادرٌ على نَقْضِ المحتومِ الّذي هو في مُستوى القضاءِ الّذي لا يُرَدُّ ولا يُبدَّلُ الّذي يكونُ في ليالي القدر
وليلةُ عيدِ الفِطْرِ هي الميعادُ الّذي جَعَلهُ اللهُ فُرصةً للعبادِ لتدارُكِ تقصيرِهِم فيما مضى مِن ليالي شهرِ الصيام،
فهُناك إعادةُ نظرٍ لشيعةِ أهلِ البيتِ في ليلةِ العيد..
إمامُ زمانِنا يُعيدُ النظرَ في التقديرِ الملائكيِّ وليس في نظرِهِ هو.. فهو عالِمٌ بكُلِّ شيء، عالِمٌ بما كان وما يكونُ وما هو كائن،
ولكن قانونَ البداءِ هو القانونُ الفاعلُ في هذهِ الطبقةِ مِن هذا الوجودِ الّذي نحنُ فيه..
فَليلةُ عيدِ الفِطرِ في ثقافةِ العِترةِ لا تقلُّ شأناً عن ليلةِ القدرِ كما جاء في حديثِ العِترة.. إذ يقولُ إمامُنا الباقرُ "صلواتُ اللهِ عليه":
(كان عليُّ بن الحسين "صلواتُ اللهِ عليه" يُحيي ليلةَ عيدِ الفِطْرِ بصلاةٍ حتّى يُصبِح، ويبيتُ ليلةَ الفِطْرِ في المسجدِ ويقول: يا بنيَّ ما هي بدونِ ليلةٍ؛ يعني ليلةَ القدر)
[الإقبال: ج1]
✦ أيضاً سأل رجلٌ إمامَنا الصادقُ "صلواتُ اللهِ عليه" قائلاً:
(إنَّ الناسَ يقولون: أنَّ المغفرةَ تنزلُ على مَن صامَ شهرَ رمضان ليلةَ القدْر؟
فقال الإمام: إنَّ القارَّ يُجار، إنّما يُعطى أجرَهُ عندَ فراغِهِ، وذلك ليلةَ العيد،
فقال السائل: جُعلتُ فداك فما ينبغي أن نفعلَ فيها؟
قال: إذا غربتْ الشمسُ فاغتسل، فإذا صلّيتَ المغرب والأربع التي بعدها فارفع يديكَ وقُل:
"يا ذا المَنِّ والطَولِ يا ذا الجُود، يا مُصطفى مُحمّدٍ وناصرَهُ، صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد واغفر لي كُلَّ ذنبٍ أحصيتَهُ وهو عندك في كتابٍ مُبين"
ثمَّ تخِرُّ ساجداً وتقول مائةَ مرّة: "أتوبُ إلى الله" وأنتَ ساجد. ثمّ تسأل حاجتكَ فإنّها تُقضى إن شاءَ الله تعالى)
[الكافي الشريف: ج٤]
✦ويقولُ نبيّنا الأعظمُ "صلّى اللهُ عليه وآله":
(مَن أحيا ليلةَ العيدِ لم يمتْ قلبُهُ يومَ تموتُ القلوب)
[ثواب الأعمال]
✦ ويقولُ إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه":
(أكثروا مِن ذِكْرِ اللهِ جلَّ وعزَّ، والصلاةَ على رسولِهِ في ليلةِ الفِطر، فإنّها ليلةٌ يوفّى فيها الأجيرُ أجرَه)
[فقه الرضا]
✦ ويقولُ أيضاً إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنَّ اللهَ جلَّ وعلا يعتِقُ في أوّلِ ليلةٍ مِن شهرِ رمضانَ ستمائةَ ألفِ عتيقٍ مِن النار، فإذا كانَ العشرُ الأواخرُ عتَقَ كُلَّ ليلةٍ منه مثل ما عتَقَ في العشرينَ الماضية، فإذا كان ليلةُ الفِطر، أعتقَ مِن النار مثل ما أعتقَ في سائرِ الشهور)
[فقه الرضا]
〰〰〰〰〰〰
بقيّةَ الله:
مولايَ عِيدُ الفِطْرِ وافى حامــــلاً
خيرَ الجوائزِ والعطايـــــا للأنــامْ
يا ابنَ الكِرامِ وجِئتُ مُعتذراً فـلا
تُعْرِضْ! أليسَ العُذْرُ يَقبَلُهُ الكرامْ
ما العيدُ إنْ لم تعفو عنِّي سيّـدي
وإذا عفوتَ فأنتَ عيدي كُلَّ عامْ
سلامٌ عليك يا بهجةَ أعيادنا؛ يا قائمَ آلِ محمّد♡
نسألكم الدعاء في ليلةِ الهدايا والجوائز، والعطايا والموائد..
ليلةَ الفِطرِ المُعظَّمة التي يُوفَّى فيها الأجيرُ أجرَهُ..💎
➖➖➖➖➖➖
منقول