بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
بم أستقبل العام الهجري الجديد أبالتهاني والتبريكات أم بآيات التعازي ولبس ثياب الحداد ..
الكون بأسره تهيأ لاستقبال العام الجديد بلبس السواد حزنا لما ستحويه أيامه الأولى من مصيبة اهتز لها عرش الجبار وبكت لها الحور في الجنان وفزعت لها ملائكة الرحمن واغتمت لها السموات ، حتى الجمادات بكت لها بدم عبيط ..
هاهو ذا القمر قد اختبأ في المحاق يبكي حسيناً ، ليظهر في أول ليلة من ليالي السنة الجديدة بنور خافت يبدي به الحزن والأسى على ما ستكون عليه أيام وليالي العشرة الأولى من شهر محرم الحرام ، معلناً الحداد العام للإنس والجان والحيوان والنبات ، لا يستثى منه حتى الجمادات ..
أيام أليمة ستقبل وليالٍ حزينة ستأتي تُفتح فيها مجالس العزاء على مصاب سيد الشهداء ، يتلقى فيها المُعزي دروساً عملية لنهضة خلدتها المواقف وأحيتها دماء أبي الأحرار ، ينهل منها علوماً نافعة تضيء فكره وتقوُّم نفسه وتُزين حياته ، يقرنها بالبكاء والنحيب والصراخ والعويل على سليل الهدى ومصابه العظيم الذي لم يمر له مثيل على مرِّ السنين والأيام ..
لن تكون هناك تهنئة بأي عام هجري جديد إلا إذا ما ظهر إمام الزمان ، حفيد الحسين عليه السلام وأخذ بثارات جده وآبائه الطيبين الأطهار وأعاد الحق لنصابه ، حينها نتبادل آيات التهاني بقدوم أي عام جديد ، أما اليوم فالعزاء هو الطابع العام على قلب كل مؤمن أفجعه مصاب الحسين عليه السلام ، لذا أعزي اليوم كل من اعتصر قلبه ألماً ولبس ثوب الحداد حزنا على ذبح الحسين في يوم عاشوراء ..
عظم الله لكم الأجر وأحسن لكم العزاء أيها الأخوة الطيبين ووفقكم لإحياء عاشوراء الحسين بالبكاء والندب والإفتجاع واللطم أسىً على تلك الرزية التي حلت بالمؤمنين بالذبح والتمثيل لابن خير النبيين وسبي نسائه وأطفاله إلى الطغاة الملاعين ..