ِِِان الحزن على الإمام الحسين(ع)، بدأ قبل استشهاده، وذلك حين أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيّه محمد(صلى الله عليه واله) بما سيجري على سبطه الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عاشوراء في أرض كربلاء، فكان رسول الله(صلى الله عليه واله) أوّل من أقام المآتم على الحسين(عليه السلام).وإنّ أفضل ما يمكن مراجعته في هذا المجال، كتاب "سيرتنا وسنّتنا"، للشيخ عبد الحسين الأميني، صاحب كتاب الغدير، الّذي أورد ما ذكرته كتب المسلمين عموماً حول الأحاديث المؤكّدة عن رسول الله في إقامة المأتم على سيّد الشّهداء".
فانّ الأمويّين كانوا يتوقّعون أنّ المسألة ستنتهي مع مرور الأيّام واللّيالي، مع انشغال النّاس بهمومهم اليوميَّة، وابتعادهم عن زمن الحدث، كأيّ قضيَّة تبدأ كبيرة، وتنتهي شيئاً فشيئاً مع الأيّام، إلا أنَّ إحياء هذه الواقعة أبقاها حيّةً في النّفوس على مرّ العصور، مع تأكيد الأئمَّة(ع) خطّين أساسيّين: خطّ العلم والثّقافة والتربية، وخطّ العاطفة المرتبط بكربلاء.
فهناك في كربلاء عقل وعاطفة، وحين تكون العقيدة مرتكزةً على فكر ثاقب، وعلى عاطفة وقّادة، فإنّه يتشكَّل من ذلك مزيج لا يمكن أن يهدم بأقوى المعاول وأشدّها، مهما مرّت السّنين".