بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
عليهالسلام ، قال : دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليهالسلام وعنده جماعة ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام :" أرأيت...
إذا أمعنا النظر في طريقة حوار الإمام الرضا مع الزنادقة نجد أنه اتبع معهم المنهج العقلي لعدم إيمان هؤلاء باللّه تعالى وكتبه وأنبيائه ، وكان يتبع مع أمثال هؤلاء أسلوب (التداول الحرّ للأفكار) ، يتّضح لنا ذلك من خلال حوار الإمام عليهالسلام مع أحد الزنادقة :
عن محمد بن عبد الله الخراساني ، خادم الرضا عليهالسلام ، قال : دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليهالسلام وعنده جماعة ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام :" أرأيت إن كان القول قولكم ، وليس هو كما تقولون ، ألسنا وإياكم شرع سواء ، ولا يضرّنا ما صلينا وزكينا وأقررنا ؟ " فسكت، فقال أبو الحسن عليهالسلام : " وإن يكن القول قولنا ، وهو قولنا ، وكما نقول ، ألستم قد هلكتم ونجونا ؟ ".
قال : رحمك الله فأوجدني كيف هو ؟ وأين هو ؟ قال : " ويلك ، إن الذي ذهبت إليه غلط ، وهو أيّن الأين ولا أين ، وكيّف الكيف وكان ولا كيف ، فلا يُعرف بكيفوفية ، ولا بأينونية ، ولا يدرك بحاسة ولا يُقاس بشيء."
قال الرجل : فإذن انه لا شيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس !
فقال أبو الحسن عليهالسلام : "ويلك إذا عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ، ونحن إذا عجزت حواسنا عن ادراكه أيقنّا انه ربنا، وأنه شيء بخلاف الأشياء."
قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟!
قال أبو الحسن :" أخبرني متىٰ لم يكن ، فأخبرك متىٰ كان ؟!."
قال الرجل : فما الدليل عليه ؟
قال أبو الحسن عليهالسلام : " إني لما نظرت إلىٰ جسدي فلم يمكني زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه وجرّ المنفعة اليه، علمت أن لهذا البنيان بانياً ، فأقررت به ، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب ، وتصريف الرياح ، ومجرى الشمس والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أن لهذا مقدّراً ومنشأً".
قال الرجل : فلم إحتجب ؟
فقال أبو الحسن عليهالسلام :" إنّ الحجاب على الخلق ، لكثرة ذنوبهم ، فأما هو فلا يخفىٰ عليه خافية في آناء الليل والنهار".
قال : فلم لا تدركه حاسة الأبصار ؟
قال : " للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم ومن غيرهم ، ثم هو أجلّ من أن يدركه بصر أو يحيطه وهم أو يضبطه عقل ".
قال : فحده لي؟
قال : " لا حدّ له " ، قال : ولم ؟
قال : « لأن كل محدود متناه إلى حدّ ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، واذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزيء ولا متوهَّم.." (2).
أن الإمام عليهالسلام كان يحاجج الخصوم بصدر رحب وطول نفس ، وبأسلوب يتناسب مع عقلية الخصم سواء كان من أهل الكتاب أو غيرهم ليلزمهم بما ألزموا به أنفسهم.
الهوامش:
(1) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ١٢٠ ، ح ٢٨ ، باب (١١).
المصدر: كتاب الإمام الرضا(ع)سيرة و تاريخ
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
عليهالسلام ، قال : دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليهالسلام وعنده جماعة ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام :" أرأيت...
إذا أمعنا النظر في طريقة حوار الإمام الرضا مع الزنادقة نجد أنه اتبع معهم المنهج العقلي لعدم إيمان هؤلاء باللّه تعالى وكتبه وأنبيائه ، وكان يتبع مع أمثال هؤلاء أسلوب (التداول الحرّ للأفكار) ، يتّضح لنا ذلك من خلال حوار الإمام عليهالسلام مع أحد الزنادقة :
عن محمد بن عبد الله الخراساني ، خادم الرضا عليهالسلام ، قال : دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليهالسلام وعنده جماعة ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام :" أرأيت إن كان القول قولكم ، وليس هو كما تقولون ، ألسنا وإياكم شرع سواء ، ولا يضرّنا ما صلينا وزكينا وأقررنا ؟ " فسكت، فقال أبو الحسن عليهالسلام : " وإن يكن القول قولنا ، وهو قولنا ، وكما نقول ، ألستم قد هلكتم ونجونا ؟ ".
قال : رحمك الله فأوجدني كيف هو ؟ وأين هو ؟ قال : " ويلك ، إن الذي ذهبت إليه غلط ، وهو أيّن الأين ولا أين ، وكيّف الكيف وكان ولا كيف ، فلا يُعرف بكيفوفية ، ولا بأينونية ، ولا يدرك بحاسة ولا يُقاس بشيء."
قال الرجل : فإذن انه لا شيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس !
فقال أبو الحسن عليهالسلام : "ويلك إذا عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ، ونحن إذا عجزت حواسنا عن ادراكه أيقنّا انه ربنا، وأنه شيء بخلاف الأشياء."
قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟!
قال أبو الحسن :" أخبرني متىٰ لم يكن ، فأخبرك متىٰ كان ؟!."
قال الرجل : فما الدليل عليه ؟
قال أبو الحسن عليهالسلام : " إني لما نظرت إلىٰ جسدي فلم يمكني زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه وجرّ المنفعة اليه، علمت أن لهذا البنيان بانياً ، فأقررت به ، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب ، وتصريف الرياح ، ومجرى الشمس والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أن لهذا مقدّراً ومنشأً".
قال الرجل : فلم إحتجب ؟
فقال أبو الحسن عليهالسلام :" إنّ الحجاب على الخلق ، لكثرة ذنوبهم ، فأما هو فلا يخفىٰ عليه خافية في آناء الليل والنهار".
قال : فلم لا تدركه حاسة الأبصار ؟
قال : " للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم ومن غيرهم ، ثم هو أجلّ من أن يدركه بصر أو يحيطه وهم أو يضبطه عقل ".
قال : فحده لي؟
قال : " لا حدّ له " ، قال : ولم ؟
قال : « لأن كل محدود متناه إلى حدّ ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، واذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزيء ولا متوهَّم.." (2).
أن الإمام عليهالسلام كان يحاجج الخصوم بصدر رحب وطول نفس ، وبأسلوب يتناسب مع عقلية الخصم سواء كان من أهل الكتاب أو غيرهم ليلزمهم بما ألزموا به أنفسهم.
الهوامش:
(1) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ١٢٠ ، ح ٢٨ ، باب (١١).
المصدر: كتاب الإمام الرضا(ع)سيرة و تاريخ