إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طفل في الظلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طفل في الظلام

    طفل في الظلام
    هناك صوت ينادي من غور الوجود باحثا عن مسمع ومصغ يقرع أوتار إحساسه يشده إلى ذلك الإنسان الذي لم يبلغ الحلم والذي أخذت الجراح من فؤاده عمقا كأنه هرم ناهز التسعين حولا ...
    أصبح كزهرة ذابلة , أشتد به الظمأ في زحمة الماء وسغبا في عالم أخذت التخمة تملا الكروش المنفوخة مما لذ وطاب حتى فاض منها لتتعفن نواياها وتتحول إلى وحوش كاسرة تدمر كل شئ حتى ذلك الطفل الذي التقطته الجادة في تلك الدروب التي ملئها الرصاص من كل صوب أفقدته الابتسامة وارتسمت في عينيه حزن عميق سال مع الدموع عند صباح ذلك اليوم المشئوم لتمتزج مع صورة حقوق الانسان الزائفة التي تملئ بطون الكتب التي تعلقت على رفوف النسيان في جمعية الأمم المتحدة ومنظمات التجسس والقتل عندما استيقظ من نوم عميق بين اذرع أم تحتضنه وأحداق أب كانت تحرسه وهزار أخت صغيرة تصطحبه الوسادة!!
    استيقظ على صوت هز مخدعه !
    أنه صوت انفجارات ورائحة بارود وغبار يملا العيون أمحى صورة ذلك المكان صوتاً و صورة من خارطة الوجود .
    إنها انفجارات تاهت بها الأزقة واهوي فيها الجدران من شدتها !..
    تحسس ما حوله وجد أكوام من الأنقاض وبقايا ما يسمى بالأثاث الذي اعتاد عليه في تلك الغرفة نظر مليا إلى السقف الذي كان يتقلد مروحة كهربائية قديمة يطرب الثكلى شدة صوتها وإنارة أصبح لا يرى سوى أسلاكها المتشابكة مع ما تبقى من أسلاك السقف وهي في النفس الأخير .
    قام... وهو في أشد الذهول يتلفت يميناً وشمالا باحث عن بيت اعتاد على ألفياه في كل صباح وابتسامة وصوت دافئ يناديه ولدي تعالى لتضمه إلى صدرها ثم تقبله في فيه وتحمله إلى ماء الصنبور لترسل على ذلك الوجه الصبيح قطرات من ماء كالندى المتساقط في صباح يوم ربيعي على الأزهار لتزيدها جمالا وضياء متعاكسا مع ضوء الشمس. انه لايراه !! ثم اخذ يجول بخاطره إلى تلك الضفائر الذهبية المشاكسة التي تجلسه رغم انفه تسحب الغطاء عنه وتهب ضاحكة بصوت جميل انه صوت الأخت الصغيرة التي كان لون وجنتيها بلوري آفاقا يحمل سحر القمر وعبق البنفسج وابتسامة الحياة الجميلة . انها غير موجودة . ثم أطال النظر إلى ذلك الرف الجميل الذي اعتاد والده أن يضع عليه نقوده كل صباح قبل إن يخرج فلم يجده ! ولم يجد تلك النقود وصاحب النقود .. وضع الطفل يديه على وجهه مغمظا عينيه حتى لايرى ذلك المنظر المروع !!
    صرخ من غوره منادي بصوت رواب كاد أن يختنق أماه أماه !! فلم يجب أحد . ثم صاح أبي أبي أبي فلم يجب أحد ثم صاح فاطمة . اختي فاطمة لم يجبه إلا الصدى وصوت الانفجارات الممتدة إلى كل أرجاء المدينة ... اخذ احمد ذلك الطفل الصغير يتجول بين الأنقاض . ثم فرّ على وجهه في أزقة الحارة لا يعرف إلى أين يذهب وهو ينادي بصوت عال أمه وأباه وأخته و... ولكن ؟ هل من يسمع ويجيب هل من يستطيع أن يمسح الدمعة من على وجنتيه ويضمه إلى صدره ويرسم الابتسامة على ثغره ويأخذ له بثأره من ذلك الغول
    ... لا .. لا يوجد سوى سكارى ملؤ الدروب فاقدين البصر والبصيرة يسيرون مع الرياح التي تقودهم إلى الجحيم .
    ويبقى ذلك الصوت ينادي وينادي حتى يصل إلى كل آفاق الوجود ويختلط ذلك الصوت بدم المذبوح في أرض الطف الذي روى بدم جيده المسفوح من الوريد عطش الماء ... لكنه لم يروي عطش الثأر والظلم والغربــــة

  • #2
    ابكتني بعض السطور .....لانها شرحت حالي وحال من اعرفهم .....لازلنا ننادي لعلي عليه السلام ولم يائتي ؟

    تعليق


    • #3
      شكرا لمروركم الكريم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X